أَيَا قَلَمِي ! أتدري أن من أسواء ماقترفت هو إرتشافك لوهم الواقع .. وسكبه على ورق لا يغني ولا يروي من ظماء !
أَيَا قَلَمِي ! أتيت بـ قيمة ومعنى .. أتيت بدمعة وضحكة .. وفيض من حنين .. ونسمات حزن تهب في ذاكرتي كل يوم .. ولكنك لم تعيده لي .. أو تشعره بي ذات بكاء .. ؟
أَيَا قَلَمِي ! هل أنت أكثر فهما ً مني لقلمه ؟ هل لك أن تخبرني سر الرعشة التي تسري بين حناياي عندما أقرأ حرفه ؟ ومازلت أجهل كنهها !!
أَيَا قَلَمِي ! إبتعدت عن التعقيد كنت أقرب إلى البساطة و السذاجة .. لم تداعب ألوان البديع ؟ لم تحرص على التنميق و التأنق إكتفيت بطباق فرحي بحزني .. وجناس عشقي بـ شنقي .. وطباق الممكن بالمستحيل !
أَيَا قَلَمِي ! إنك لم تهتم بطبيعتي في الحياة .. مارست معي العشق والحزن .. وبعض من فُتات أحاسيس .. و أنا التي وافى قلبي الموت من كثرة ضحكه و أخذه للحياة ببساطة أكثر .. تباغتني ضحكات هستيرية رنّانة تشي بمعاني فرح
كل يوم و أنت ياقلمي عويلك مُبكي .. وأنينك مُحزن ..
كل فراغ .
أَيَا قَلَمِي ! سألتك يوماً بأن تكون كائناً حياً .. لم أرغب بأن تكون من الثديات لذلك لـم أهتم بك , و أحميك من كل ما قد يؤذيك .. بل أردتك من الطيور تحمل همك بنفسك .. تداوي جروحك .. تحلق بعيداً عن عشك تحلق في فضاء الحلم ، تطلق العنان لروحك , تجمع أشلاء الأغصان لتبني بها ملاذاً وسكناً , فقط هي أحاسيسي تدفئ صقيع تشردك .. فلا أخشى عليك من البرد أو التعثر .
أَيَا قَلَمِي ! أبجديتي أنثى حبست السهد على وسائد السهر كـ شرنقة تغلفت بالظلام .. فكن رجلاً يفرد أجنحة النور لها , ويغسل وجعها بصوته المتهدج .. يمطرها بـعباب لا يتوقف .. من غيمة لاتزول .
أَيَا قَلَمِي ! لماذا أحلم كثيراً بأن أحملك في جيبي وأمضي بك بعيدا لا أبغي في الكون شيئا سواك ؟ ما الذي أعطيتني إياه لأكون متعلقة بك إلى هذا الحدّ ؟ فما زدتني إلا شوقاً للخروج عن دوائرك الضيقه التي تحيطني .. ولكن الخروج بعيداً عنك مؤلما حد القتل .
أَيَا قَلَمِي !
أَيَا قَلَمِي !
أَيَا قَلَمِي ! سكنت العيون ..
وأثقلت الجفون ..
و أزعجت بضجيجك كل سكون !
أَيَا قَلَمِي !
صباحي اليوم ممتليء بك
إحساسي طائع لك .
.صباحك ورد ..
صباحك قطرٌ زلال المذاق ..
السادسة فجر الحرف