يتفق الأحياء ويختلفون . في صورهم وأهدافهم ومساعيهم . ومهما اتفقوا أواختلفوا .تجمعهم صفة الحياة . ويوجد بينهم جميعا حب المحافظة على تلك الحياة ويحزنهم جميعا أن يشعروا أنهم يقتربون من مفارقتها ويفرحون أن يطول بهم العمر ... ولكنهم مهما طال بهم العمر . فهم إلى أجل محدود .
فاذا كان البقاء الجسدى محالاعليهم فليستعيضوا عنه ببقاء آخر . وتختلف صورالبقاء باختلاف كل حى ومواهبه . ولكن أمرا واحد هوالبقاء في الولد ..فالولد اذن ضمان لبقاءالوالد ... والولد او الطفل أحب مايكون الى والده ووالدته ... يرضيان منه الحسن ..والقبيح ...ويتحملان منه المفرح والمؤلم .
والأم خاصة ... منظرها وهي تضم رضيعها . وتهدهده مترنمة ليجد سبيله الى عالم الأحلام .... وقديما قال شعراء العرب .( أجمل ما يكون الظبي . حين ينفرد عن القطيع ويخلص لابنه الصغير . ويرنو اليه باالنظرات الحانية المحبة .ويقول بعض العلماء ...أنظر ما تكون المرأة وأجمل عندما تشعر ببوادر الحمل الأولى .
تغني العرب للبنين أكثر من لتغني للبنات .
وبعض الترانيم ..ترسم صورة للطفل فتكشف عن صغره وحركاته المختلفة فتزين ما ترسم بمشاعر الحنان والحب .
(قالت فاطمة بنت اسد ... وهي تغني لابنها)
إن عقيلا كاسمه عقيل ..............إذاتهب شمأل بليل
يعطى رجال الحى أوينيل
إذا كانت بنتا وصفتها بالجمال وشبهتها بالظبية التى لاقرون لها . وأشارت برائحتها الطيبة .
(قال الزبير بن عبدالمطلب يتغنى لابنته أم الحكم)
ياحبذا أم الحكم ......... كأنها ريم أجم
وتغنت أعرابية لابنها ..فتقول .
يا حبذا ريح الولد .........ريح الخزامى في البلد
أهكذا كل ولد...............أم لم يلد قبلى أحد .
والترانيم تختلف بعضها إبتهالات .. وأدعية وبعضها غرس الفضيلة وغيرها . وان العرب أتخدوا من أغاني الطفولة أداة للتهذيب ووسيلة الى التمنى والأحلام فأ حاطوا أطفالهم بجو من الفضائل العربية كاكرم والقوة والشجاعة والحلم وغيرها ليألف الطفل هذه الاخلاق الحسنة وضربوا له الأمثال من حياة آبائه واخواله . والعظماء من قومه . وطلبوا اليه أن يتشبه بهم في الخلق والمجد.
وهذه الترانيم وثيقة اجتماعية هامة لأنها تبرز الأخلاق التى كان يمجدها المجتمع العربي .