قال تعالى (للة ملك السموات والارض يخلق مايشاءيهب لمن يشاء اناثا" ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً وأنثاً ) .. (الشورى:49)
الله يرزق من يشاء البنات ويرزق من يشاء الأولاد ويعطى لمن يشاء الزوجين الذكر والأنثى فهو دليل على قدرة الله تعالى فى خلق الخلق .
المرأة عندما يرزقها الله بجنين فى أحشائها تشعر بسعادة بالغة لأنها سوف تصبح أماً وفى الوقت نفسه تكون قلقة وخائفة طوال هذه الفترة فمعظم الناس الذين يحيطون بها يخيفونها من الحركة والتنقل طوال فترة الحمل فخلال الشهور الأولى لابد أن تكون حركاتها قليلة لكن بعد إنقضاء هذه الفترة إلى وقت الولادة لابد من الحركة والتنقل لأن هذا يفيدها كثيراً أثناء الولادة وما بعدها ولذلك نوضح ماهى الحركات أو (التمارين) التى تستعين بها خلال فترة الحمل وما بعدها والفوائد التى قد تعود منها وهى حركات بسيطة جداً يستخدمها أى شخص خمس مرات فى اليوم ألا وهى حركات الصلاة التى أمرنا بها الله فهى خير علاج ووقاية فى هذه الفترة .
ولعلنا نتسائل ماذا فعلن السيدات المؤمنات خلال فترة الحمل العصيبة فى عصر النبوة ؟
فكان هذا العصر لا يوجد فيه كل التكنولوجيا والتطور الذى يوجد فى عصرنا هذا فهل كانت تستشير الطبيب أم كانت تتناول أى أدوية أوفيتامينات مثلما يفعلن السيدات اليوم فكانت لا تفعل كل هذا بل كانت تفعل ما أمرها الله به وهوالصلاة التى هى خير علاج فى الدنيا وخير ثواب فى الأخرة .
ولهذا أحب أن أوضح أهمية حركات الصلاة وفائدتها وهى :-
* تمرين ميل الجذع للأمام (وهو تمرين يشبه الركوع فى الصلاة)
* تمرين القرفصاء والقيام (وهو مشابه للنزول والقيام الذى يقوم به المصلى ).
* تمرين وضع الصدر عند الركبة (وهو تمرين مشابه للسجود فى الصلاة ) وهذا التمرين من أكثر التمارين التى ينصح بها الأطباء .
* تمرين الجلوس والاسترخاء (وهو مشابه للجلوس فى الصلاة)
فإن لكل حركة من هذه الحركات فوائد بدنية متعددة تعود عليكى بالنفع فما بالكى من تكرار هذه الحركات خمس مرات فى اليوم وأكثر من خلال زيادة النوافل على الفرائض للتقرب إلى الله وللفوائد البدنية الهامة التى تعود عليكى من ممارسة هذه الحركات
ومن أهم الفوائد التى تكتسبها المرأة الحامل من الصلاة هى :-
* المرونة لمعظم أعضاء وعضلات الجسم وتسهيل حركة العمود الفقرى مع الحوض مفصلياً و بالتالىالمحافظة على ثبات الجسم واعتدال قوامه .
* تنشيط الدورة الدموية فى القلب والدماغ والشرايين والأوردة مما يساعد على توصيل الغذاء إلى الجنين بإنتظام عبر الدم ويساعد أيضاً فى نمو الجنين نمواً طبيعياً .
* المحافظة على مرونة مفاصل الحوض وعضلات البطن حيث أنها أكثر تأثر فى قوام الأم الحامل .
* رفع المعنويات وإكتساب الثقة بالنفس والسيطرة على الجسم والقدرة على التركيز لأن معنويات المرأة فى هذا الوقت تكون سيئة بسبب خوفها وقلقها من عملية الولادة فالثقة بالنفس تساعدها فى تخطى هذه العملية بكل يسر وسهولة وإنهائها فى أقصر وقت ممكن وسيطرتها على جسمها وقدرتها على التركيز طوال العملية بدلاً من الصراخ والحركات الفوضوية .
فالمعروف أن السيدة الحامل فى الشهور الأخيرة تكون مثقلة بالجنين فتكون قليلة الحركة لكن عندما تؤدى الصلاة فإن حركاتها تساعد على عدم التعرض لدوالى القدمين كما يحدث لبعض السيدات فحركات الركوع والسجود يفيدان فى تقوية عضلات جدار البطن ويساعدان المعدة على أداء عملها على أكمل وجه كما أن هذه الحركات تجعل أربطة الحوض لينة و خاصة فى الأسابيع
الأخيرة لدفع الجنين خلال مساره الطبيعى فى الحوض كى تتم ولادة طبيعية .
أما أهم الفوائد التى تعود على المرأة من حركات الصلاة بعد الولادة هى :-
تكسب عضلات الحوض القوة وكذلك عضلات البطن والصدر وبالتالى يتأثر العمود الفقرى بهذا النشاط العضلى وينتصب معتدلاً وكذلك مفاصل الحوض والأطراف تصبح أكثر مرونة واستعداداً للحركة مما يسمح للمرأة بالعودة إلى رشاقتها وجمالها وقوتها .
فالصلاة هى خير رياضة للبدن وخير تعويض عن الحركة المفقودة فهى تمارس دون أى خطورة أو خوف فالحركة التى تؤديها الحامل فى الصلاة تساعدها على عدم الخوف والقلق من الولادة وتساعدها أيضاً على تخطى عملية الولادة بكل يسر وسهولة .
وأخيراً الحفاظ على الصلاة هو خير للمرأة لسببين :-
السبب الأول / هى خير لها فهى عبادة لله عز وجل و خير ثواب لها فى الأخرة.
السبب الثانى / هى خير لها فى الدنيا بفوائد بدنية كثيرة تنفعها فى حملها وولادتها.
المراجع :- الصلاة والرياضة للبدن د/عدنان الطرشة
الشـامخ