محور هذه المقالة سؤالان هما :
ماذا نكتب؟وماذا نرتجي ؟
قبل أن نصل إلى إجابة ، دعونا نقرأ سوياً قول الله تعالى: {ومايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}. سبحان الله الخالق الذي جعل لنا رفقاء يسجلون مانقول وما نفعل في كتابٍ يعرض في مشهد عظيم يوم القيامة يوم تخشع الأبصار وتصلالقلوب الحناجر. يقول الله سبحانه عن ذلك اليوم : { ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ، ويقولون مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا }. نقف هنا برهة لنرى عِظم ما يحويه الكتاب! ثم تعالوا نقرأ أيضا قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: " إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها في النّار سبعين خريفا " _أعاذنا الله وإياكم من النار، التي يصفها الحق سبحانه بقوله: (إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور( وكلما أقرأ حديثة عليه الصلاة والسلام هذا يطلّ عليّ سؤال عن الكلمة التي تُدخل صاحبها في النار سبعين خريفاً ؟!
لقد عظّم هادي الأمة ومرشدها من أمر تلك الكلمةبقوله ".. في النار سبعين خريفا.. ". ونبّه صلوات الله وسلامه عليه إلى أن الكلمةتلك لا يرى بها صاحبها بأساً. أيّ يقولها المرء وهو مطمئن قلبة انه لن يحاسب عليهاأو أن ما يقوله هو الصواب وما يقتضيه الحال! بدون وعي وإدراك منه لعظم أمر ما قال.
وإذا كانت (كلمـــة) واحدة تفعل كل هذا !
فيا ترى كم من كلمةٍ ستفعل بنا ذلك؟
ولأن الكلمة بطرف اللسان نلفظها متى أردنا ذلك. فإننا نملكها(أي الكلمة) وهي فيصدورنا وتملكنا إذا خرجت. وربما تهوي بنا في النار. فاسترجعوا معي رعاكم الله كلالكلمات التي كتبتموها أو قلتموها. وإذا صعب الأمر عليكم فاستغفروا الله بكرةوأصيلا عسى أن يغفر لي ولكم زلل ألسنتنا.{إنه كان غفارا} ولنبدأ صفحة جديدة من ) الكتاب ) نحاسب فيه أنفسنا قبل أن يحاسبنا شديد العقاب.
والأمر بسيط دعوة من العبدالفقير إلى أحبتي في الله لنميّز في كلماتنا! أيها سنحاسب عليه وأيها سنؤجرعليها .
....كلمــــة....
أوجهها إلى كل صاحب قلم. وأقول له:
"رب كلمة تقول لصاحبها دعني"، أفلا تدعها رحمك الله؟
إنك يا أخي تقرأ وتسمع وتعقل ، يقول الله تعالىفي كتابه العزيز: ( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير)
جعلني لله وإياكم ممن يستمعون إلى القول فيتبعون أحسنه .
وفي الختام أعود لطرح السؤالين من جديد
ماذا نكتب؟
وماذا نرتجي ؟
أمر دنيا ؟ ..... أم ..... أمر الأخرة ؟
وما من كاتبٍ إلا سيفنى *** ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيءٍ *** يسرّك في القيامة أن تراه