يمكن للمستثمر أن يحدد متى يدخل البورصة ? ومتى يخرج منها?
--------------------------------------------------------------------------------
عدة عوامل رئيسية تتحكم هي طبيعة المتداول
وظروف السهم ونوع البورصة وأوضاع الدولة
كيف يمكن للمستثمر أن يحدد متى
يدخل البورصة ? ومتى يخرج منها?
يعتبر توقيت الخروج والدخول في البورصة من القضايا التي لا يمكن حسمها بسهولة مهما كانت درجة تقدم الأسواق المالية للدول.
والمستثمر الذي يعتقد أن تحديد توقيتات البيع والشراء أمر يسير كأنه يستخدم عصا سحرية, فإنه بلا شك يفتقد الكثير من بديهيات الاستثمار فالأمر برمته هو محاولة بذل الجهد لتحديد التوقيت بنسبة احتمال كبيرة, مع بقاء توقع الفشل كأمر قائم في الأجل القصير مهما كانت دقة عملية التحليل والمعلومات.
ولكي يأخذ المستثمر خبرة التعامل مع توقيتات البيع والشراء, فعليه أن يطرح على نفسه أسئلة رئيسية, ثم يحاول هو الإجابة عليها بصدق, وذلك عبر أربعة مستويات:
طبيعة المستثمر
أولا: دوافع المستثمر أو بمعنى آخر أهدافه من دخول البورصة.. وظروف السيولة لديه من خلال التساؤلات التالية:
ما العائد المطلوب الذي يرغب في تحقيقه?
لا يوجد في البورصة ما يسمى بالعائد الأقصى, فلا يمكن أبدا أن تحمل الورقة المالية إلى ما لا نهاية دون أن تقرر لحظة معينة تبيع فيها وعندها يتحقق العائد الذي تهدف إليه, حتى وإن استمرت في الارتفاع. فعليك أن تحدد لنفسك دائما نسبة مئوية للعائد على الاستثمار تريد أن تحققها سنويا, وإذا تحقق بعد أسبوع من الشراء, فلا تتردد في البيع.
ما أقصى مدة استثمار يمكن أن تظل فيها في البورصة?.
بمعنى ما طبيعة أهدافك الاستثمارية, هل أنت مجرد مستثمر "ذي نفس قصير" أي مستثمر قصير أجل الاستثمار, أم أنت مستثمر ذو نفس طويل? فاعرف ذاتك, قبل أن تقرر الاستثمار في البورصة.
ما ظروف واحتياجات السيولة لك?.
أي عليك أن تعرف بصورة واضحة احتياجات السيولة للأموال المستثمرة والتوقيت الذي يجب أن تتوافر فيه تلك الأموال في هيئة نقدية.
هل هناك خصائص فكرية أو عقائدية تحكم قرارك?.
هل لك أصول وأسس عقائدية تحرك قرارات الاستثمار لك, بحيث إن توافر البيئة والعوامل التي تتوافق مع معتقداتك, وتؤثر على قرار الاستثمار وتوقيته تجعلك تبدأ في الاستثمار أو طبيعة اختيار نوعية الاستثمار. واجه ذاتك, واعرف ما هي خصائصك الشخصية التي تحدد طبيعة قراراتك الاستثمارية.
هل أنت مستثمر متحفظ أم محب للمخاطر? وكيف يمكن أن تحدد وتقيس مخاطر الاستثمار?.
هل أنت تتصف بالشخصية التي ترهب قرارات المغامرة, وتحب أن تكون قراراتك دائما شديدة التحفظ, أما أن لديك الاستعداد لكي تواجه مخاطر مغامراتك الاستثمارية, وفي جميع الأحوال هل تعرف معنى مخاطر الاستثمار في البورصة, وهل لديك أي خلفية فكرية أو عملية تجعلك تقيس تلك المخاطر أم أنه مجرد مفهوم نظري?.
ما الوقت المتاح لك لمتابعة البورصة?
هل أنت متفرغ تماما لكي تدير استثماراتك في البورصة أم أن هذه الأخيرة هي مجرد بديل استثماري لمدخراتك المالية, حيث تملك أعمالا أخرى تستحوذ على معظم وقتك. ولا شك أن حجم التوقيت الذي تتيحه لمتابعة البورصة, وخصوصا البورصة عالية المخاطر سيؤثر على توقيت الشراء والبيع.
السهم والشركة
ثانيا: المحددات الخاصة بظروف كل ورقة مالية "سهم أو سند وهي التي تحدد قائمة بأهم الأسهم والاسعار المناسبة.
ما الخصائص المالية والأساسية لأهم الأسهم والسندات المتداولة في البورصة?
هل حاولت قبل أن تتخذ قرار الاستثمار في أي ورقة مالية أن تبذل أي جهد لمعرفة خصائصها المالية والأساسية?, هل استوعبت ما قرأت بصورة موضوعية, دون تأثير الإيحاء والتقليد?.
ما السعر العادل "النظري بالطبع " للورقة المالية?
فبناء على أي أساس ومحددات تم تقدير هذا السعر العادل الذي يستعمل لتقدير القيمة السوقية لسهم يتم تداوله في السوق, وذلك بناء على عوامل عديدة لعل أهمها ربح الشركة المعنية, وقدرة الشركة على زيادة هذه الأرباح. ولكن يجب الأخذ في عين الاعتبار أن هذا السعر العادل لا يمثل إلا السعر النظري للسهم, بينما في الحقيقة يتم تحديد السعر في السوق على أساس عوامل العرض والطلب التي قد تكون مصطنعة أحيانا.
كما أن السعر السوقي يتحدد في كثير من الأحيان على حسب حركة تدفق الأموال إلى السوق أو خروجها وعلى حسب نفسيات المتعاملين وحساباتهم التي قد تكون خاطئة أو صحيحة. وعلى هذا الأساس فإن السعر العادل يجب ألا يؤخذ وكأنه سعر حتمي, وإنما يستعمل كأداة استرشادية لتحديد اتجاه السعر في المستقبل.
كيف لك أن تطمئن لأي دراسة حددت سعرا عادلا?
أي تستفسر عن الفروض التي وضعت لتقديره, لا تدافع أبدا بعدم الأهلية أو الاختصاص, فإنها أموالك التي ستتعرض للفقدان في حالة عدم إدراك معنى قيمة الاستثمار العادلة.
ما المستقبل المالي والأساسي للشركة المصدرة للورقة المالية?.
هل عرفت مستقبل الوضع المالي والأساسي واحتمالات النمو للورقة المالية?, هل لديك المعلومات الكافية لمعرفة وضع سوق الشركة المصدرة للورقة المالية في المستقبل? إن مستقبل المؤسسة هو وسيلة تسعير أوراقها الأولى.
ما الخصائص الإحصائية لسهم الشركة, ومدى سيولته, ومعدلات التداول والدوران له?.
هل حاولت أن تدرس وتستفسر عن خصائص التداول للورقة المالية التي ستقوم بالاستثمار فيها من حيث معدلات تداولها, وهل يتم التلاعب عليها, وهل هي مملوكة لمؤسسات أم أفراد, وما خصائص سيولتها ومدى سهولة شرائها والتخلص منها. هذه المعلومات وغيرها عن تداول الورقة ستؤثر في قرار الاستثمار مهما كانت قوة الشركة المصدرة للورقة.
هل يمكن الاستفادة من أساليب التحليل الفني لاتخاذ القرار فيما يخص السهم?.
هل فهمت معنى التحليل الفني, وأدركت الأسس البسيطة لهذا العلم, هل عرفت اشتراطات الاستفادة منه لتقييم قرار الاستثمار في أي ورقة, أم تعاملت مع ******ه كمتلقٍ مطيع دون تفكير أو استساغة لمعنى مرادفاته ومكونات. حاول دائما أن تسأل وتفهم ما دمت تعتز بمدخراتك!!.
خصائص البورصة
ثالثا: خصائص التعامل القائمة "البورصة والتي تتحدد من خلال طرح تساؤلات عدة يجب ان تؤكد ان السوق جيد وهي:
ما الدورة السعرية القائمة التي تمر بها البورصة وخصائصها والمدة الزمنية المتوقعة لها?
كل بورصة في العالم تمر بدورات سعرية خلال العام, هل حاول أي مستثمر أن يفهم أو يدرك ذلك رغم خطورته, فكما يقال طبيعة السوق قبل تميز السلع "حسن السوق ولا حسن البضاعة", فهل أدرك المستثمر أهمية ذلك?.
ما احتمالات طرح شركات جديدة سواء ضمن برنامج الخصخصة, وتوقيت الطرح المتوقع مع خصائص الشركات المتوقع طرحها?.
مدى ارتباط البورصة بالبورصات العالمية ومدى التأثير المتبادل?
هل تؤثر الدورات السعرية بالبورصات العالمية على البورصة التي ترغب في الاستثمار فيها?
مدى تأثير تعاملات الأجانب على البورصة?
ما هو حجم الاستثمارات الأجنبية في البورصة? وهل هم فعلا المحرك الأساسي فيها, وأن طبيعة تعاملاتهم هي المؤشر عن طبيعة حركة الأسعار المتوقعة, وبالتالي يجب أن نقوم بدراسة سلوكهم قبل أن نتخذ قرار الاستثمار?
أوضاع الدولة:
رابعا: الأوضاع العامة للدولة سواء السياسية والاقتصادية والتي تتحدد من خلال المؤشرات الكلية بشكل عام وتتحد في:
ما الأوضاع السياسية القائمة والمتوقعة?.
هل من الممكن أن تؤثر الأوضاع السياسية بصورة عامة في المنطقة أو في الدولة المراد الاستثمار في بورصتها على حركة الأسعار في البورصة? وهل يمكن أن تؤدي هذه الأوضاع إلى تعديل السياسات الاستثمارية?. لا شك أن الإجابة على تلك الاستفسارات ستؤثر على توقيت قرارات الشراء والبيع.
ما الأوضاع الاقتصادية القائمة ومدى تأثيرها على البورصة مثل وضع العملة ووضع السيولة, ومؤشرات النمو الاقتصادي المختلفة?.
هل الأوضاع الاقتصادية المتوقعة بمقياس المؤشرات الاقتصادية الكلية يمكن أن تؤثر على قرارات الاستثمار وتوقيتها في البورصة? فهناك ظواهر يمر بها الاقتصاد العربي حاليا: فوائض سيولة.. تحسن في معدل النمو لإجمالي الناتج المحلي لأغلب الدول.. زيادة الفوائض في الميزان التجاري وميزان المدفوعات.
لا شك أن هذه الاستفهامات لا بد من دراستها والإجابة عليها جيدا من كل مستثمر; لأنها ستمثل محددا رئيسيا في خروجه أو بقائه في البورصة, مع مراعاة أهمية بعض العناصر الأخرى في التأثير على القرار.