المريض : التعاطي سبب لي هلاوس سمعية واهلي تسببوا في انتكاستي
المخدرات على علاقة وثيقة بانتشار الامراض النفسية والتشرد
تحقيق - حمد بن مشخص:
يعتبر تعاطي المخدرات احد اهم الاسباب المؤدية الى انتشار الامراض النفسية في الوقت الراهن وللحديث عن هذه العلاقة بين المخدرات والامراض النفسية التقينا بعدد من المختصين والمدمنين الذين كشفوا جوانب عدة في هذه القضية.
الادمان نقله الى عالم الهلاوس
في البداية يتحدث احد المرضى النفسيين عن بداية المرض يقول (س - ع) كنت لا اعاني من شيء في شبابي ولم اعرف المرض النفسي حتى صادقت بعض الشباب الذين كانوا يتعاطون المخدرات ومن اول حبة تعاطيتها احسست انني اصبحت اسيرا لها وبعد فترة من الاستخدام ليست بالطويلة بدأت احس ان لدي هلاوس واسمع امورا غريبة وبدأت اشك في زوجتي واضربها وعرف اهلي بتعاطيَّ المخدرات فنقلوني لمستشفى الامل بالرياض وتعالجت هناك حوالي الشهر حتى استقرت حالتي وخرجت من المستشفى فوجدت زوجتي ترفض العودة لي بحجة انني اصبحت مريضا نفسيا وبدأ اهلي ينفرون مني فاضطررت الى ان اعود للمخدرات والشلة السابقة حتى طرودني لقلة مالي فتشردت في الشوارع وبدأت اضايق المارة وساكني الاحياء حتى اشتكاني احدهم ونقلوني للمستشفى وحالتي تحسنت تدريجيا واتمنى ان لا اعود للمخدرات واحافظ على ما تبقى من صحتي وان اتغلب على بعض الاعراض النفسية التي سببتها لي المخدرات بتعاوني مع الاطباء والمستشفى ويضيف المريض ياليت اجد قبولا من اهلي فانا ابنهم وقد تعافيت ولدي نية لعدم العودة للتعاطي والاستمرار على العلاج حتى الشفاء ان شاء الله.
العلاقة الوثيقة والمتبادلة
يقول الدكتور عثمان الحاج استشاري الطب النفسي ورئيس اقسام علاج الادمان بمجمع الامل بالرياض عن علاقة المخدرات بانتشار الامراض النفسية: هناك علاقة وثيقة بين المخدرات والامراض النفسية ويمكن ان توصف هذه العلاقة بأنها علاقة متبادلة ان صح التعبير، فالمخدرات تتسبب في ظهور كثير من الامراض النفسية، والأمراض النفسية بدورها يمكن ان تقود صاحبها الى تعاطي المخدرات.والاضطرابات او الأمراض النفسية التي تسببها المخدرات كثيرة من ابرزها الاضطرابات الذهانية المصحوبة بأوهام وضلالات وهلاوس، واضطرابات المزاج خاصة اضطرابات المزاج الاكتئابي، واضطرابات القلق، واضطرابات النوم، وحالات الهذيان والخلط وحالات العته العضوي وخلل الوظيفة الجنسية الناتج عن تعاطي الكحول. على سبيل المثال.
التشخيص المزدوج
وعن وحدة التشخيص المزدوج بالمجمع يضيف د. الحاج: وحدة التشخيص المزدوج تعنى بعلاج ادمان المخدرات المصحوب باضطرابات نفسية بمعنى ان يكون هنالك اضطراب نفسي وغالباً ما يكون ذهانياً مع تعاطٍ للمواد المخدرة (ادمان) وعادة ما تكون الأعراض مزمنة وشديدة، مثل هذه الحالات تتطلب علاجاً دوائياً مكثفاً وبرامج علاجية قد تختلف عن البرامج العلاجية المتعارف عليها في علاج الإدمان او علاج الأمراض النفسية على حدة، ولدينا في مجمع الأمل للصحة النفسية وحدة تشخيص مزدوج بسعة تقارب الأربعين سريراً.من جانبه يقول رئيس وحدة الأمان الأسري بمجمع الامل للصحة النفسية بالرياض الاخصائي علي بن عايض القحطاني: ربما يجهل البعض علاقة الاضطرابات النفسية بالاضطرابات الادمانية التي تم تصنيفها انها احد فروع الاضطرابات النفسية وان وجود اضطراب نفسي لدى الفرد قد يؤدي الى تعاطي احد انواع المواد المخدرة او المؤثرات العقلية وهناك العديد من الأمثلة التي تؤيد هذا الأمر مثل تعاطي الكحول عند اصحاب المخاوف الاجتماعية او تعاطي حبوب (الكبتاجون) عند المذاكرة لخفض اضطراب القلق عند الطلاب، وكذلك يحدث عند تعاطي اي مادة من المواد المخدرة والمؤثرات العقلية فان نسبة وجود احد الاضطرابات النفسية يرتفع فمثلا اضطراب الفصام يكون 1% لدى الافراد العاديين ويرتفع الى 30% عند التعاطي كما اثبت ذلك الكثير من الدراسات الحديثة. فالاضطرابات النفسية والادمانية هما وجهان لعملة واحدة اذا صح القول، وفي التشخيص الحديث الأمريكي للاضطرابات النفسية DSM لا يمكن تشخيص الحالة بأي نوع من الاضطرابات النفسية في حالة وجود تعاطٍ للمواد المخدرة والاضطرابات النفسية. ولذا تعتبر فكرة دمج مستشفى الصحة النفسية مع مستشفى علاج الإدمان هي من الأفكار الرائدة في وجهة نظري ويدل على ذلك مجمعات الأمل. ومن الملاحظ في الاونة الاخيرة الخلط عند العامة وعند بعض العاملين في المجال النفسي بين حالات الإدمان التي تصاب باضطرابات نفسية وبين الحالات التي تكون لديها الاضطرابات النفسية فقط. وفي النهاية يجب على الاسرة مراقبة ابنائها وتحمل مسؤولياتها في علاج المريض منهم وعدم التخلي عنه في فترة تعتبر العائلة ضرورية بالنسبة له.
جريدة الرياض