يدخل الحوار الوطني في السعودية، لأول مرة، أروقة المدارس في
كافة مراحلها للبنين والبنات من خلال خطة لتوسيع قاعدة الحوار،
بالتزامن مع اللقاءات التمهيدية للحوار الوطني عن واقع التعليم
وسبل تطويره، التي تنطلق يوم الأحد المقبل.
وكان الدكتور عبد الله العبيد، وزير التربية والتعليم، قد وجه جميع
إدارات التربية والتعليم للبنين والبنات بتخصيص 10 دقائق للحديث
عن أهمية الحوار في الإسلام والتعريف بالحوار الوطني داخل
المدارس، ويأتي هذا التوجيه كون وزير التربية عضوا في اللجنة
الرئاسية لمركز الحوار، إضافة إلى الشراكة المعلنة بين المركز
ووزارة التربية والتعليم في السعودية.
وقال فيصل بن معمر، أمين عام مركز الملك عبد العزيز للحوار
الوطني، إن هناك خطة لتوسيع قاعدة الحوار في السعودية تأتي
تزامنا مع عقد هذه اللقاءات وتهدف إلى تفعيل الحوار على مستوى
المدارس من خلال التركيز في نفس يوم اللقاء على نشر مفاهيم
الحوار وآلياته داخل المدارس، وستكون هناك كلمة لمدير المدرسة
خلال الطابور الصباحي لمناقشة مفهوم "التعليم: الواقع وسبل
التطوير" عن أهمية الحوار للفرد والمجتمع، وكلمة لمعلم التربية
الإسلامية عن مفاهيم الحوار في الإسلام، بحسب تقرير كتبه الزميل
عبد العزيز الشمري في صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الاثنين 4-
9-2006.
وأضاف أنه سيتم تخصيص عشر دقائق في كل حصة دراسية للحديث
عن أهمية الحوار ودوره في تطوير الفرد والمجتمع، واستضافة أحد
المتخصصين أو علماء الشريعة للحديث عن مفاهيم الحوار وآدابه،
وإقامة ورشة يديرها وكيل المدرسة عن أساليب تطوير التعليم،
وتخصيص حصة الإنشاء للحديث والكتابة عن مفاهيم الحوار آدابه
وفائدته للفرد، والأسرة، والمجتمع.
وأكد بن معمر، في بيان صدر عن المركز أمس الاحد ، أنه سيتم
تنظيم لقاءات مفتوحة مع المعلمين والمعلمات تحت عنوان "دور
المعلم في نشر ثقافة الحوار"، ستعقد بالتزامن مع اللقاءات التمهيدية
للقاء الفكري السادس الذي سيعقد في منطقة الجوف، وسيكون فيها
لقاءان منفصلان للمعلمين والمعلمات في إدارات التربية والتعليم
للبنين والبنات، وفيها إبراز جهود المركز في نشر ثقافة الحوار
وأهمية الحوار للمجتمع ودور المعلم والمعلمة في تحقيق هذه
الرسالة السامية.
ويستأنف مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني لقاءاته الفكرية
الحوارية بعد توقف مؤقت خلال العطلة الصيفية، حيث تبدأ المرحلة
الثانية من اللقاءات التحضيرية التمهيدية للقاء الوطني
السادس: "التعليم: الواقع وسبل التطوير"، يوم الأحد المقبل،
وتستمر لمدة أسبوع، وتشمل مناطق نجران وعسير وجازان والباحة
ومكة المكرمة "الطائف"، ويشارك فيها عدد كبير من مختلف
التخصصات، ومختلف شرائح المجتمع السعودي من الجنسين.
وتأتي هذه المرحلة مواصلة للقاءات التحضيرية الممهدة للقاء
الوطني السادس: "التعليم: الواقع وسبل التطوير"، وتبعا للبرنامج
الزمني المعد للمراحل المختلفة الخاصة بهذا اللقاء، كما تأتي هذه
اللقاءات لتوسيع دائرة المشاركة المجتمعية في مناقشة القضايا
الوطنية، خاصة أن التعليم يهم كل أسرة وكل بيت، وهو من الأمور
الحيوية في المجتمع السعودي المطروحة دائما للنقاش.
وستدور النقاشات حول التعليم في أربعة محاور، تتمثل في متطلبات
النظام التعليمي، بما في ذلك السياسات والأهداف والخطط والمباني
والتقنيات والتجهيزات المدرسية، إضافة إلى مصادر التمويل وآلياته،
والممارسات والتطبيقات التعليمية، بما في ذلك أداء المعلم والمناهج
وطرق التدريس والإدارة وأساليب التقويم، وتحقيق الأمن الشامل
للمدرسة، والشراكة بين النظام التعليمي والمجتمع، وما تتضمنه من
تطوير العلاقة بين المدرسة ومؤسسات المجتمع المختلفة، ونواتج
النظام التعليمي وما يتضمنه ذلك من تقويم مستوى الخريجين في
ضوء الأهداف العامة للتعليم، ومعايير الجودة ومتطلبات التنمية
الشاملة.
وسيشارك في هذه اللقاءات عدد كبير من المختصين ومسؤولي
التعليم العام والأهلي تهدف بالأساس إلى البحث عن قضايا التعليم
ومتطلباته من جهة، وإلى صياغة بعض الاقتراحات التي قد تشكل
أساسا لوضع سبل تطويرية للعملية التعليمية في السعودية، تبعا
لبعض الصيغ المطروحة للنقاش في هذه اللقاءات.