السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...تحية طيبة للجميع
بداية أشكر الاخوة القائمين على هذا المنتدى الطيب وعلى حسن ضيافتهم لي كما أحب أن اتقدم اليكم بهذه المشاركة البسيطة والتي اتمنى أن تنال اعجابكم ودمتم بخير.
قَبِيلة الصَيْعَر
إحدى قبائل الجزيرة العربية العريقة التي يغلب عليها الطابع البدوي حيث يرجع نسبها إلى قبيلة كِنْدة الكهلانية القحطانية والتي حكمت شبه الجزيرة العربية في عصور ما قبل الاسلام وكانت عاصمتها مدينة الفاو الواقعة في الربع الخالي بين مدينة شرورة ومدينة السليّل حاليا وكان من أشهر ملوكها الشاعر الجاهلي إمرؤ القيس بن حُجر الكِنْدي صاحب المعلقة المشهورة والذي عاش بداية حياته بنجد حيث كانت مملكة أبائه وأجداده ثم تنقل ما بين حضرموت وبلاد البحرين .
نسب القبيلة
هم الصيعر بن أشموس بن مالك بن حريم بن مالك ( الصدف ) بن كندة كما جاء ذلك في الإكليل للهمْداني. والصدف بتشديد وفتح الصاد المهملة، وكسر الدال المهملة قبيلة يمانية قحطانية ورد إسمها في نقوش الآثار القديمة وهي تسكن غرب وشمالحضرموت بناحية صيهد اي صحراء الربع الخالي.
قال النُويْري في نهاية الأرب والصدف بن مالك بطن من كندة من كهلان القحطانية واسمه عمرو بن مالك بن أشرس بن شبيب بنالسكون بن أشرس بن ثور وهو كندة. كما جاء مثل هذا النسب في لسان العرب لأبن منظور.
وذكر الدكتور جواد العلي في تاريخه عن قبيلة الصدف فقال: وأما الصدف فهو لقب مالك بن أشرس على رواية. ورواية أخرى إلى الصدف بن مالك بن مرخ بن معاوية بن كندة،
كذلك الدكتور عمر رضا كحالة في معجمه ذكر إنتساب قبيلة الصدف إلى ثلاث قبائل منها انتسابها إلى كندة.
القبيلة والأسلام
ذكر إبن كثير في السيرة النبوية وفادة قبيلة الصدف على رسولالله صلى الله عليه وسلم، فقال : قدموا في بضعة عشر راكبا، فصادفوا رسول الله صلى اللهعليه وسلم يخطب على المنبر، فجلسوا ولم يسلموا، فقال: " أمسلمون أنتم ؟ " قالوا: نعم.
قال: " فهلا سلمتم ؟ ".
فقاموا قياما فقالوا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
فقال: " وعليكم السلام،اجلسوا ".
فجلسوا وسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أوقات الصلوات.
أما إبن الأثير في تاريخه فقد أشار إلى الزمن الذي وفدت فيه قبيلة الصدف على النبي صلى الله علية وسلم وذلك في حجة الوداع في السنة العاشرةللهجرة عند ذكره أحداث التي تلك السنة حيث قال: وفيها قدم وفد الصدف، وافوا رسولالله، صلى الله عليه وسلم، في حجة الوداع.أهـ
وزاد إبن خلدون في تاريخه بذكر الجهة التي قدم منها وفد الصدف وهي من جهة حضرموت حيث قال ( قدم وفد الصدف من حضرموت في بضعة عشر نفرا فأسلمواوعلمهم أوقات الصلاة وذلك في حجة الوداع ).
الصَيْعر والتاريخ
إستوطن الصيعر إبتداءاً جبال الأحقاف وعلى مشارف صحراء الربع الخالي في منطقة تسمى الريْدة (الريْدة هي المنطقة المرتفعة) وإليهم نسبت فيقال ريْدة الصيعر كما جاء ذلك عن الهمْداني(ت334هـ) في صفة جزيرة العرب، ومع مرور الزمن بدأت تنتشر في الجزء الجنوبي الشرقي وصحراء الربع الخالي إلى أنحاء الجزيرة العربية، فصحب هذا الانتشار صراعات قبلية وأحداث سياسية منها ماهو مسطور في الكتب ومنها ماهو مشهورعلى ألسنة العامة. لكن طبيعة أرضهم الصحراوية وصعوبة تضاريسها جعل الطابع البدوي يغلب عليهم حقبة من الزمن مما أدى إلى إنعزالهم عن كثير من الأحداث السياسة وصراعات الدول في تلك العصور وبالتالي قلة تواجدهم في المصادر التاريخية لجزيرة العرب بل أدى ذلك بأن رجعوا إلى أمور الجاهلية من غزو القبائل وقطع الطرق حتى بالغوا فيها فترة من الزمن وتوسعت غاراتهم جنوب الجزيرة وشرقها وغربها إلى منطقة نجد ومن ثم نسبت إليهم هذه الأفعال، فقد قال الفيروز أبادي (ت 817هـ) في القاموس المحيط في باب صعر والصيعرية هي إعتراض في السير وسمة في عنق الناقة ويقال سنام صيعري أي عظيم..الخ.
وقال المقريزي (ت845هـ) في كتابه الطرفة الغريبة ( أنه كان بوادي حضرموت على مسيرة يومين من نجد قوم يقال لهم الصيْعر يسكنون القَفْر والأودية وهم قبيلة من الجن دأبت على غزو العرب فلا ينالون منهم لبأسهم ودهائهم وفرقة منهم تنقلب ذئاباً ضارية أيام القحط ، وإذا أراد أحدهم أن يخرج في هيئة إنسان تمرغ بالأرض فإذا هو يرجع إنساناً سوياً..الخ).
أما المؤرخ ابن بسام النجدي(1246هـ) فقد قال في الدرر المفاخر(ومنهم الملقبون "الصيعريون" الذين هم في المكرمات سابقون فأوفى أحد بمدحهم ولا وهن زند بقدمهم، ولا خاب آمالهم ولا أغفى على صفقه المغبون عاملهم، قد شمل جودهم العباد وأحيي نداهم السنة الجماد، صدورهم رحاب وأكفهم سحاب ومنادى صريعهم لا يجاب، قد نزلت الحرب عليهم فعجلوا ثراها وأقبلت الكرب إليهم فغصموا عراها يسعدهم على تفريق شمل الأضداد، ألف وخمسمائة رجل وثمانمائة من الصافنات الجياد، شبوا في الحرب وشابوا وخبّوا في طلب العلياء، وما خابوا أحلامهم كالأعلام وأطفالهم كالبدور، ولكن إذا جن، الظلام فيالله فضل جوده، وبيت فخر شيلات لهم إطنابه وما بنوه).
و إلى الصيعر تنسب الإبل الصيعرية التي هي من أنفس الابل وأجودها في جزيرة العرب سواءا في الجاهلية أو ما بعد الاسلام وقد تنافس العرب في شرائها وإقتنائها لجمالها وحسن قوائمها وصبرها على المكاره لا سيما وقد كانت من هدايا الملوك في القديم. يقول الشاعر الجاهلي المسَيَّب بن عَلس:
وقد أتناسى الهَمّ عنْد إحتضاره....بناجٍ عليْه الصَيْعرية مُكْدم
وتكلم الهمْداني عن الإبل الصيعرية والاشلّة الصيعرية في كتابة صفة الجزيرة واستطرد الكلام عن سماتها وحسنها ومكانتها عند العرب .
وتعدّ الإبل الصيعرية في التصنيف الحديث من الحرائر ذات النسب العريق الدال على أصالتها ومكانتها عند العرب وقد ذكرها المهتمون بالأبل في كثير من مناسباتهم وأشار إليها كثير من الشعراء في قصائدهم وأمتدحوها وهي تعرف بالهجانة أوالجيش كما أنها مشهورة في أرجاء الجزيرة العربية. يقول الشاعر الشعبي النجدي محمد بن سبيل :
ياراكب من عندنا فوق صيعريات.....من ساس عيرات عراب تلاد
وعلق الفرج جامع الديوان فقال صيعريات نسبه الى الصَيْعر بدو الربع الخالي وأبلهم مشهورة بالهجانه الجيدة.
ويقول الشاعرعبدالله بن عبّار العنزي:
راكب اللي لامشى عجلا هذيلـه....صيعري من ساس هجن معرباتي
اسمه حجيلان واسم امه حجيلـه....لونه احمر والعضـود محـجلاتـي
مصعب لولا الرسـن ماينقويلـه....يجفل من اللمس مايداني الوهاتي
ويقول الشاعر عايد الورده الشراري
ياراكـب مـن فـوق بنـت العمانـي....حول رباع وتـو مـا شقـت النـاب
فيهـا مـن العيـرات وقـم الثمانـي.... محفوظـة الميـلاد تاريـخ وضـراب
والصيعريـة للعصـا مــا تـدانـي.... ولاهي من اللـي يشعبونـه بمشعـاب
فقـس العلابـي ثـم عكـف الاذانـي.... مثل الخبير إلى وقف وأصلـح الكـاب
ومن الهجن المشاهير عند الصيعر (مريقوع) ناقة صالح أبا قشعه بن جربوع والتي خاض حرباً من أجلها.
كذلك الناقة (دعاسه) والناقة (نشقه) لمحمد بن سالم بن معيقل والتي طلبها منه سمو الأمير/عبدالله بن محمد بن سعود(إبن شقران) فقدمها له هديه وكانت تسيطر على سباقات الجنادريه حيث حققت المركز الأول في سباق الهجن وكان راكبها علي بن السوداء(عشقان) وكان يقول عشقان:
اللـه يهني طويل العمـر دعـاسـه....وجنا تقرب بعيد الدرب لنـزاحي
يطرح عليها الشداد الزين ولباسه....إذا ركب شدها في فج مفراحي
أحْدَاث و وقَائِع
جاء في بعض المصادرالتاريخية الحضرمية كالعدة المفيدة لإبن حميد وتاريخ إبن شيبان وبضائع التابوت للسقاف حول أحداث قدوم جيوش الدولة السعودية إلى الديار الحضرمية سنة 1223هـ وإستيلائهم على مناطق ومدن كثيرة من البلاد ومن ثم نشرهم للدعوة السلفية وهدمهم للقباب وكانوا يسمون ( قوم بن قرملة ).
ففي سنة 1223هـ قدمت الجيوش الوهابية بقيادة الأمير هادي بن قرملة القحطاني أحد قادة الدولة السعودية بأمر من الامام سعود بن عبدالعزيز وكان قدومها من الجهة النجدية فحدث أن أغارت على بعض مناطق الصيعر التي مرت بها و التابعة لعشيرة معيقل بن غضبان فثارت عليهم قبائل الصيعر وتصدت لهم فوقعت بينهم معركة أنتهت بتوقيع معاهدة صلح بين الطرفين على الولاء والنصرة وتمكين الصيعر من أراضيهم ومن ثم عسكر الجيش بأرضهم وحفروا لهم بئر تعرف الان ببئر عساكر نسبة إلى عساكر الدولة السعودية التي عسكرت بتلك المنطقة ، وقد ساعد إنضمام قبائل الصيعر للجيوش السعودية على إستيلاء مناطق ومدن قريبة من ديارهم دون قتال كمنطقة الكَسْر(وهو صقع واسع كان موطن لقبيلة كِنْدة وتسكنه حالياً قبيلة نهْد وبعض الصيْعر) ومدينة هَيْنَنْ ومن ثم توقيع معاهدة ولاء مع قبيلة نَهْد و شيخهم أنذاك بن ثابت الروضاني.
وجاء في تحفة الأعيان بأخبار أهل عمان في حوادث 1286هـ أنه حصل خلاف بين السلطان سالم بن ثويني التميمي مع بعض الأعراب الذين نزلوا أسواق البلاد لبيع ماشيتهم وبضائعهم ويقال لهم الصيعر وأدى ذلك الخلاف الى أخذ السلطان أموالهم وماشيتهم وبعد مدة من الزمن جاء هؤلاء الأعراب بعشائرهم من كل حدب وصوب وأخذوا في قطع الطرق وترويع الناس فأمر السلطان بقتالهم ودارت بينهم وبين جنود السلطان وقبائله وقعة بمكان يقال له أم السميم أنتهت بهزيمة السلطان وأعوانه وأخذ الأعراب أموالهم وغنائمهم.
وفي سنة 1934م و أثناء تواجد النفوذ البريطاني بالجزيرة العربية كان أول توجه حكومي للسيطرة على مناطق الصيعر من قبل السلطنة القعيطية التي كانت تحت الحماية البريطانية، فقد حرص السلطان علي بن صلاح القعيطي مستعينا بالحكومة البريطانية على إخضاع مناطق الصيعر تحت سلطنته فكان الرفض التام من الصيعر للتواجد الأجنبي على أراضيهم وبدأ الصيعر بالتمرد و شن الغارات على قوافل ومناطق السلطنة القعيطية مما إضطر السلطان القعيطي إلى طلب العون من الحكومة البريطانية لوقف ذلك التمرد. وقد أشار إلى هذا الحاج عبدالله فليبي في كتابه الجنوب فقال ( كان السلطان علي بن صلاح يكثرعلي ويلح بأن أسعى له بطلب المساعدة والسلاح من الحكومة البريطانية لإخضاع قبائل الصيعر ونهد المتمردة على سلطنته وكانت هذه أمنيته) وفي المقابل قال موضع آخر ( لقد كان إبن سعود يكثر الغارات والهجمات على قبائل الصيعر ليضعف شوكتهم مستعينا بقبائل يام والدواسر الموالية له ولم يستطع إلى ذلك سبيلا ).
فقامت الحكومة البريطانية بضرب مناطق الصيعر بالطائرات البريطانية بأمر من المستشار البريطاني وليام إنجرامس المكلف عن المنطقة الجنوبية من قبل الحكومة البريطانية مما اضطر قبائل الصيعر إلى ترك مناطقهم الصحراوية و الزحف إلى المناطق الجبلية كالريدة وعقبة عكبان وحجر وغيرها من المناطق الجبلية فتبعتهم الطائرات وتم ضرب حصن بن ملْهي وحصن بن رميْدان وحصون أخرى وإنتهى الأمر بتوقيع إنجرامس معاهدة صلح مع قبيلة الصيعر سنة 1935م و إعطائهم الإستقلالية في أراضيهم وعدم تبعيتهم لأي من السلطنات سواءا في حضرموت أوغيرها مع حقهم في فرض عشور( جمارك )على العابرين في أراضيهم والسماح للحكومة البريطانية بإنشاء مركز عسكري للتفتيش بمنطقة العبر.
وتجدر الإشارة أنه قد تسمى بعض أفراد الصيعر بإسم هذا المستشار البريطاني لمكانته في الدولة وكان البدو ينطقون اسمه قرامز حتى صار في الصيعر عشيرة تعرف بعشيرة آل قرامز.كما حدث ذلك مع المستشار البريطاني لورنس وقبائل شمال الجزيرة العربية كعنزة والحويطات حين تسموا بإسمه.
ومع اتساع دولة بن سعود والسلطنة القعيطية ظلت مناطق الصيعر في نزاع بين كلا السلطنتين النجدية والقعيطية ، فإبن سعود يسعى لضم هذه المناطق تحت السيطرة السعودية كونها قد والت من قبل دولة أبائه وأجداده مستندا إلى إرث تاريخي بوقوع أرض الصيعر تحت سيطرتهم منذ مئات السنين بناءاً على وثيقة معاهدة بين الأمير سعود بن عبدالعزيز آل فيصل ومعيقل آل غضبان الصيعري ، أما القعيطي فاستند الى وقوع جزء كبير من ارض الصيعر تحت حمايتهم، إلى أن انتهى هذا الصراع بإنسحاب بريطانيا من الجنوب بعد أن قسمت الأرض إلى جزئين جزء وقع تحت سيطرة ابن سعود والجزء الآخر ذهب تحت الحكم الاشتراكي في عدن ومن ثم إنضم باقي قبائل الصيعر إلى ابن سعود بمبايعتهم للملك فيصل رحمه الله عام 1964م وصاروا من رعايا الدولة السعودية بعد أن سبقهم إلى ذلك ثلاث عشائر منهم وهم آل معيقل وآل قنيبر وآل عبدالله بن عون.
أقْسَام القَبِيَلة
تنقسم قبيلة الصيعر الى بطنين رئيسين وهما :
1- آل محمد بن ليْث ومشيختهم في آل جربوع وغالبهم بدو صحراء الربع الخالي أو كما يقال الرَمْلة.
2- آل علي بن ليث وغالبهم يقطنون ريدة الصيعر وما جاورها، وهم بدو الجبال ومشيختهم في آل رميْدان.
ثم تنحدر من هذين البطنين فخائذ وعشائر كثيرة تزيد عن الثمانين فخيذة وعشيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصْر، آل معروف وآل معيقل وآل قنيبر وآل عون وآل رابعة وآل حويلان وآل عيّاف وآل دحيّان و آل شرهان والدهابلة والكسالين والدلابحة وآل أبا العِلْج وآل أباراح وآل أبا الأجرب وغيرهم كثير، وهناك أفخاذ وعشائر أخرى تتصل بالصيعر رأساً.
ونظراً للبيئة البدوية التي عاشتها قبيلة الصيعر حقبة من الزمن فقد كان مجتمعهم تسوده الأعراف التقليدية البدوية، حيث كانت القبيلة تخضع لحكم مشائخ الدين وأهل الصلاح الذين كان يفصلون بينهم في نزاعاتهم وخلافاتهم الكبيرة إضافة إلى سلطة رؤسائهم، وكان من أشهر شيوخهم عشيرة تعرف بآل إسحاق وهم افخاذ كثيرة ورئاستهم كانت في آل شيبان الذين يقطنون منطقة الحَزْم إحدى قرى وادي هَيْنَنْ، وكانت لهم وجاهة عظيمة عند الصيعر وبعض القبائل المجاورة، فهم المقصودون في حل النزاع والخلاف بين القبيلة وأحكامهم نافذة لا ترد وإبلهم محشومة فلا تنهب ولا تسلب بل ترعى في الفلاة حرة. ولقد تطرق الحاج عبدالله فليبي لذكر أحد شيوخهم في كتابه الجنوب وهوالشيخ شيبان بن صالح الذي قابله حين زار تلك الجهة و وصفه بأنه شيخ شهم ذا وجاهة عظيمة وفطنة وذكاء.
أرْض الصَيْعر
تتوزع أرض الصيعر بين ثلاث دول وهي المملكة العربية السعودية والأمارات العربية المتحدة واليمن، ويحد الصيعر مجموعة من القبائل المختلفة، فيحدهم من الشمال الدواسر و يام وآل مرة وبعض العجمان، ومن الجنوب قبيلة نهد، ومن الشرق المناهيل والمَهْره وآل كثير والعوامر والرواشد، ومن الغرب عبيدة ودهم وأبا العبيد وبهذا كون الصيعر رابطة حدودية مع كثير من قبائل الجزيرة العربية، وتقدر مساحة أرضهم بحوالي 800 كيلومتر طولا وحوالي 500 كيلو متر عرضا، بمساحة إجمالية تقدر ب 400,000 كيلو متر مربع.
مُدن وقُرى الصَيْعر
بلاد الصيعر بها عدد من المدن والقرى الحديثة منها ماهو تابع للمملكة العربية السعودية ومنها ماهو تابع للدول المجاورة وأهمها شـــرورة ،الوديعة ،الأخاشيم ،العبر ،زمخ ، منوخ، ريدة الصيعر وبها عدد من القرى والحصون ومركزها الأقتصادي حَجْر، أما مراعيهم في الربع الخالي وادي حظي، وادي عَيْوَه، الصدارة، مَخْيَه، وادي حزر، وادي خضرة، وهَيْنَنْ، وسَرْ، قِنِي، العدابة، المفلقة وبها عيون ومياه جاريه.
مَعَالِم تارِيخِيَّة
حصن العَبْر، حصون الريدة، المخينيق، حصون القاع، حصن مَنْوَخ، حصن زَمَخ وحصن بن رميدان في بوادي سَـــرْ.
الصَيْعر بين الكُتَّاب والمستشرقين
لقد تطرق لذكر الصيعر بعض الكتّاب والمستشرقين وخاصة الذين مروا بأرضهم واتصلوا بهم، فبعضهم كان يحكي ما سمع والبعض الآخر يحكي ما رأت عيناه.
ومن ذلك ما ذكره الكاتب والمؤرخ حمد الجاسر في مقال له عن الصلة بين اللهجات العامية واللغة الفصحى حيث قال (ولهذا كان سكان جنوب الجزيرة اليمن وما اتصل به من بلاد حضر موت وسروات الحجاز من الطائف إلى سراة بني سعد، فسراة بني الحارث، فسروات بلاد زهران وغامد وخثعم وبلقرن والحَجْر وعَنْز إلى بلاد قحطان المعروفة قديما بـ (مذحج) فما اتصل بهذه السراة من الأودية كنجران وحبونن إلى رمال صيهد (الربع الخالي) حيث تنتشر في هذه الجهة قبائل الصَيْعر ومهرة ومن دونهم بني مرة من يام وغيرهم، فهذه البلاد لبعد سكانها عن الاختلاط بالأعاجم وانحرافها عن طرق التجارة أو العبادة وبعدها عن محاولة تغلغل نفوذ السيطرة بالقوة، هي أصفى لغة وأبعد عن تأثير العجمة في كلام أهلها).
أما الشيخ خالد بن عبدالله الدامر فجاءت عنه رواية أن الفارس فهد بن محمد بن دغمان العجمي أحد شيوخ وفرسان قبيلة العجمان والملقب ببعيد المغزى أنه غزى بجمع من العجمان بعض عشائر الصيعر وكانوا قرابة 200 شخص ومعهم خيل فأغاروا على الإبل وأخذوها، فما لبثوا أن لحقتهم قوم الصيعر وحدثت بينهم معركة شديدة عند جيش(هجن) العجمان إنتهت برد الصيعر إبلهم وأخذهم إبل العجمان.(وهذا من إنصافه وعدله).
ومما تجدر له الاشارة أن قبيلة العجمان ومرة ويام والدواسر ودهم والرواشد والعوامر من أكثر القبائل تبادلا للغارات مع قبيلة الصيعر نظراً لمجاورتها لهم، حتى أنه يقال أن بعض عشائر الصيعر تحالفت مع بعض العجمان ومرة ودخلت فيهم ويظهر ذلك من توافق أسماء عشائرهم فمثلا قبيلة مرة يوجد بها عشائر تدعى بعشيرة الصيعر، وربما يتبادلون الألقاب فهذا الفارس عبدالمحسن بن مسيعيد بن حلاص العرجاني العجمي كان يلقب بالصيعري لأنه كان يهلهل اذا كثر العدو وقت الغارة. ولكن هذي الامور تحتاج إلى بحوث وتحقيقات لثبوتها.
يقول الشاعر العجمي:
ياللـه ياللـه ياللـي تـدمــح الزلــه .... يامغني النفس من داني قرايبـها
ياللـه يالله بالصيعري والاشبيه له .... صبي مخـاسير وقته مايحسبها
أما الكاتب صلاح البكري فقد قال في كتابه تاريخ الجنوب السياسي (وفي مغادرتنا لشرورة لفت انتباهي قبيلة الصيعر أولئك البدو الرحل وهم يتنقلون بإبلهم وخيامهم في صحراء الربع الخالي وحين سألت عنهم قالوا لي هؤلاء الصيعر وحذروني منهم، وبينما نحن في الطريق اخذ مرشد الطريق يتكلم عنهم وعن كراهية القبائل لهم ، وقال إن أكثر قبائل هذه المنطقة لأ يامنونهم لكثرة غزواتهم المتكررة وهم لا يملون ذلك بل تارة ينقولن غزواتهم الى المشرق وإلى المغرب ومن ثم إلى الشمال والجنوب وربما يغيرون على ثلاث قبائل في آن واحد كما حدث في السنة الماضية حين أغارو على قبائل مرة والرواشد ودهم، فغزواتهم لا تتوقف إلا بالهدن التي تقيمها القبائل فيما بينها في كل فترة، ورغم هذا كله فهم أهل كرم وشهامة ونخوة).
أما الرحاله البريطاني ويلفرد سينجر والمعروف بمبارك بن لندن فقد مر بأرض الصيعر واتصل بهم وأعجب بهم كثيراً كما أعجب بشهامتهم وكرمهم وذكائهم، وتكلم عنهم كثيراً في كتابه الرمال العربية، ومن جملة ما قاله عنهم قوله ( إن قبيلة الصيعر تعرف بذئاب الصحراء وهي قبيلة كبيرة قوية وشديدة الشكيمة وجميع قبائل جنوب الجزيرة تخافها وتخشى بأسها لأنها تغزوها وتسطوا عليها دون شفقة). وقال أيضاً ( لم اجد في الصيعر مارأيته في باقي القبائل من الشح وحب المال والدناءة في طلبه بل هم عفيفون وأعزاء أنفس وقل ما يطلبون المال، وأكاد أجزم بأن كل ما يقال عنهم أو ينسب إليهم من الغدر والصفات السيئة هو من باب الكراهية والحقد، إلا أنهم لا يصلون أو يصومون ).وقال أيضاً ( إن كلمة الصيعري هي بمثابة الرعب عند بعض القبائل وخاصة الرواشد ومرة). ثم قال ( وقد إستطاعوا أن يفرضوا هيمنتهم على مناطقهم بغاراتهم وغزواتهم التي لا تنتهي).
كذلك الحاج عبدالله فليبي زار أرضهم واتصل بهم وتكلم عنهم فقال في كتابه الجنوب ( الصيعر أولئك البدو الرحل الذين تغلب عليهم الحياة البسيطة ولايعترفون بالحكومات والدول و قلَّ أن تسلم القبائل المجاورة لهم من غاراتهم وغزواتهم). ثم وصفهم فقال (وفي المظهر العام واللباس كان الصيعر يبدون قريبين من بدو نجد، ربما أصغر منهم في المتوسط وأنحف منهم قليلا في الجسم، وكان الكثير منهم جميل الملامح بهي الطلعة مع بعض الفتنة والرقة والعيون الناعمة وبينما كان لبعضهم أنوف الساميين الواضحة، ولكنهم على عكس ذلك فهم شرسين إلى أبعد الحدود إذ تهابهم معظم قبائل البدو، وحديثهم الرائع البارز بصوره جميله لنطقهم الطويل وإبرازهم الكلمات). وقال أيضاً (إن قبيلة الصيعر لا تسلم باليد ولا حتى تقبض اليد باليد عند السلام، وإنما تضع الراحه بالكتف وتنحني للامام الى أن يتلامس طرفا الأنفيين وتكتمل العمليه باستنشاق قليل من الهواء ويخرج صوتا خفيفا يشبه صوت القبله, ويتكرر ذلك بدقه متناهيه مع كل قادم جديد).
- البداية والنهاية للحافظ إبي الفداء إسماعيل إبن كثير
- تاريخ إبن الأثير لعز الدين محمد بن علي
- تاريخ إبن خلدون لولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد
- نهاية الأرب في فنون الأدب لشهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري
- صفة جزيرة العرب لأبي محمد الحسن بن أحمد الهمْداني
- الإكليل في انساب حمير لأبي محمد الحسن بن أحمد الهمْداني
- القاموس المحيط لأبي الطاهر مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز أبادي
- الطرفة الغريبة في أخبار وادي حضرموت العجيبة لتقي الدين المقريزي
- تحفة الأعيان بأخبار أهل عمان لعبدالله بن حميْد السالمي
- الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر لإبن بسام النجدي
- العدة المفيدة في تاريخ بلاد الأحقاف لسالم بن حميْد
- قطف التوت من تاريخ مناطق حضرموت لصالح بن شيبان
- إدام القوت بذكر تاريخ حضرموت لعبدالرحمن بن عبيد اللاه السقاف
- تاريخ العرب والإسلام لجواد العلي
- معجم قبائل العرب القديمة والحديثة لعمر رضا كحالة
- الرمال العربية لويليفرد سينجر المعروف بمبارك بن لندن
- الجنوب للحاج عبدالله جون فليبي
- تاريخ الجنوب السياسي لصلاح البكري
- حضرموت 1334- 1335م لدبليو اتش إنجرامس