مـــاذا يكـــون حيث تكـــون؟؟
فلان من الناس.. ما أن يأخذ مكانه في المجالس حتى تتجه نحوه الأبصار لترمقه باحترام وإعجاب شديدين.. يلتف حوله الحضور في شوق ولهفة لسماع أحاديثه العذبة التي تطرب لها الآذان..
حينما تخطف بصرك إليه, تراه في تسبيح وتهليل وتكبير وذكر لله والصلاة على رسوله الكريم..
تشعر بعد رؤيتك لتلك الحالة الإيمانية الراقية التي يعيشها ذلك الإنسان برغبة قوية تستحثك إلى ترك توافه الأحاديث وشد رحالك لتنضم مع ذلك الإنسان في رحلة روحانية..
شيئا فشيئا تتوقد همة الحضور فيتسارعون واحدا تلو الآخر للانضمام إلى الرحلة فينتهي بهم الحال كأنهم في واحة إيمانية وارفة الظلال.. كل ذلك حصل بمجرد انضمام ذلك الفلان إلى المجلس..
في حين وفي مجلس آخر, قد ينضم فلان آخر, وما أن يفرغ من السلام على الأصحاب والأحباب حتى يستدرج الحضور للخوض في أحاديث لا نفع من ورائها ولا طائل..
وشتان بين الفلانين !!
إذا يــــــاتــــــرى
هل سألت نفسك ما هي البصمة التي تركتها عند الآخرين في المجالس ؟
ما طبيعة المواضيع التي تقترن بحضورك ؟
في أي اتجاه تسعى إلى تغيير دفة الحديث ؟
ما الأحاديث المتلازمة لك ؟
هل استطعت بشخصيتك وطبيعتك وأخلاقك أن تهدي من يجالسك أجنحة ليحلقوا في أجواء روحانية راقية حتى يعانقوا السحاب ؟
أم أنك تستدرج من يجالسك إلى الخوض في أوحال وتوافه الأحاديث ؟
هل كنت حاملا للمسك أم نافخا للكير ؟
قال صلى الله عليه وسلم:
" مثل الجليس الصالح والسوء كمثل حامل المسك ونافخ الكير, فحامل المسك إما أن يحذيك, وإما أن تبتاع منه, وإما أن تجد منه ريحا طيبة. ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة "
هل كنت مفتاحا للخير أم الشر ؟
قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام:
" إن من الناس ناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر "
يقول الدكتور مصطفى السباعي:
"حيث يكون الماء تكون الخضرة, وحيث يكون الإيمان يكون العمل الصالح "
وأنا أقول: ماذا يكون حيث تكون ؟
لكل شيء أثر يدل عليه وينعكس على ما حوله.. أثر متلازم يقترن به ولا ينفك عنه..
همسـة في قلبك :
" كن كالغيث أينما وقع نفع "
أسأل الله أن ينفع بنا الإسلام والمسلمين