هذه نشرة طريفه من كينيا ارجو الطلاع ..
المعالجة ماشورو كيبين تجمع اوراقا رطبة
من شجرة لاستخدامها في العلاج في اينومباربالي
غرب العاصمة الكينية نيروبي يوم السبت
اينومباربالي (كينيا): في أرض قبائل الماساي الكينية تتطلب معركة الحب أسلحة أكثر فعالية من الورود الحمراء والشوكولاتة التي يستعين بها العشاق في كل أنحاء العالم. فحينما يتلاشى الامل وتفشل الاعمال البطولية يلجأ العديد من المحاربين العشاق الى المعالجة التقليدية ماشورو كيبين التي تسهم اسعافاتها من الاعشاب زكية الرائحة في مداواة القلوب الجريحة.
وفي الماضي كان محاربو الماساي يتسلحون بالرماح الطويلة ويرتدون الرداء الواقي المصنوع من جلد الجاموس ويتسللون الى غابات السافانا لمطاردة وصيد الاسود في استعراض جرئ للشجاعة. لكن شجاعة المحارب الشاب لا تكفي دائما لاثارة اعجاب الفتيات.
قالت كيبين التي تخصصت منذ عقود في معالجة جراح الحب بعقاقير تمزجها في منزلها "إذا أتاني محارب يرغب في أن يفوز بقلب فتاة معينة أقدم له نصيحة وأعطيه مزيجا ليحقق له أمنيته". وتغادر كيبين بيتها الطيني المظلم لتتجول في أدغال أشجار السنط والاشجار الشائكة لتجمع الأوراق الرطبة وتقتلع الجذور وتجمع ثمار التوت البرية لتصنع عقاقيرها.
وتؤكد كيبين أن هناك مزيجا عشبيا للتعامل مع أي شكوى عاطفية أو حب ضائع أو غيرة أو عقم. ويمكن تناول المزيج بعد اضافته إلى اللبن أو الشاي أو العسل. وحينما تستنفد جميع سبل التودد دون نتيجة فهي تصف مزيج الحب.
لكسب ود فتاة من قبائل الماساي تنصح كيبين العاشق أن يقدم إلى والد الفتاة بقرة أو شاة كهدية. وللحصول على قلب رجل تنصح كيبين الفتيات بأن يعتنين بنظافتهن ويزين رقابهن بالعقود طوال الوقت ويظهرن رشاقتهن وجمالهن أثناء الرقص.
وتقول كيبين بابتسامة تظهر من تجاعيد وجهها أكثر مما تظهر من الاسنان ان "النجاحات كثيرة. ووصل الامر بالبعض الى اهدائي ماعزا وابلا وعجولا تعبيرا عن شكرهم على خدماتي". لكن زيارة المعالجة التي ورثت حرفتها عن والدتها تبقى سرا في أغلب الاحيان خشية التعرض للسخرية من أبناء القبيلة التي تقدر رجالها بمدى ما يمكنهم تحمله لاظهار قوتهم الجسدية وثباتهم الروحي وقدراتهم الجنسية.
وبالنسبة للزائرين الاجانب فان قبائل الماساي هي وجه كينيا. ويتنقل أبناء قبائل الماساي في منطقة الوادي المتصدع الممتدة من حدود نيروبي الى تنزانيا بحثا عن المراعي لاجل أبقارهم.
ومن بين جميع القبائل التي تعيش في كينيا فان أبناء الماساي يتميزون بمظهر فريد. فهم غالبا طوال القامة ونحيلون ومازال العديد منهم يرتدون الزي الاحمر البراق التقليدي ويصبغون شعورهم بلون برتقالي مصفر ويحملون هراوة في أيديهم.
وبالرغم من زيادة التعرض للتأثيرات الغربية الا أن أبناء الماساي مازالوا يشربون دماء الابقار الحية ويرقصون وهم يقرعون صدورهم والقفز في الهواء وهي المظاهر التي كانت دائما موضوع لافلام سينمائية وكتب ورحلات خاصة. وليصبح الشاب رجلا ناضجا في قبائل الماساي يتعين عليه خوض سلسلة من الطقوس الشاقة من بينها الختان وهو ما قد يفسر شهرتهم بفحولتهم. وقال مايكل تيامباتي أحد شباب الماساي "الماساي معروفون بأنهم معتزون بأنفسهم. كل رجل من الماساي في حاجة لان يبدو قويا. وإذا كنت بحاجة لمساعدة لكسب حب فتاة فهذه علامة على الضعف." وأضاف "لكن أفضل رجل هو الذي يفوز بقلب أفضل امرأة. فحتى في قبائل الماساي يحق للمرأة أن ترفض رجلا. وقد يضطر رجل الماساي إلى فعل أي شيء لاستعادة حب امرأة أو استعادة قدراته الجنسية ولو كان هذا يعني اللجوء لمعالج".
وبينما يجلس الازواج والعشاق في أنحاء العالم يتبادلون القبل ويحتسون الشمبانيا ويحتفلون ستستمر كيبين في طحن الاعشاب ومزجها في انتظار محارب وحيد ربما لن يحتفل بعيد الحب ولكنه بالتأكيد خبر الام الحب.