تم تعديل الموضوع:
بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق والمذاهب المنتسبة إلى الإسلام قسمين لا ثالث لهما وهما:
1- أهل السنة والجماعة
2- أهل الكلام (أهل البدع)
فأهل السنة والجماعة
هم المتبعون لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في أصول الدين (العقائد) وفي فروعه (العبادات والمعاملات)
بفهم سلف الأمة
(وهذا شرط لتكون سنيّاً تخالف سلف الأمة فلست بسني)
ولا يأخذون بالرأي والقياس إلا في أضيق الحالات
ويأخذون بظواهر نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ما لم يأتي نص صريح جلي يحيل معنى آية من كتاب الله أو حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الظاهر إلى معناً باطن
ويؤمنون بأن أصول الدين (العقائد) قد أوضحها الله تبارك وتعالى في كتابه وزادها إيضاحاً مع وضوحها نبي الله صلى الله عليه وسلم فيما أثر عنه من الأحاديث الصحيحة والآثار الشريفة.
ولا يتكلفون علم ما لم يرد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يخوضون فيه ويقفون حيث وقف الكتاب والسنة.
والقياس والإجماع عندهم مرده إلى الكتاب والسنة فلو قاس أو أجمع الناس على شيء يخالف كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم قدموا قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم وابطلوا كل قياس وإجماع يتعارض معهما.
ويحاولون اقتفاء آثار النبي (ص) والصحابة والتابعين وأئمة أهل الحديث المتقدمين فيما صح من أخبارهم ويعظمونهم ويجلونهم ويرون السلامة في اقتفاء آثارهم
أما أهل الكلام (أهل البدع)
فالرأي والاستحسان مقدم عندهم على نصوص الوحي كما أنهم مفلسون من الحديث رواية ودراية ومن أفلس من الحديث فقد أفلس من العلم كله لأن الحديث شارح للقرآن ومفسر له فكيف يفهم القرآن بلا معرفة بالحديث وكيف يتصدر للعلم من كان مزجى البضاعة فيه
والحق سبيل واحد لا يتجزأ أما الباطل فهو سبل شتى فأهل السنة فرقة واحدة أما أهل الكلام ففرق ومذاهب أشهرها:
المعطلة والمشبهة والقدرية والجبرية والخوارج (الإباضية) والصوفية والشيعة بشقيها الرافضي والزيدي والمرجئة
والمعطلة أربعة فرق بعضها من بعض وهي: الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والماتريدية.
ثم إن الصوفية والشيعة اعتنقوا مذهب المعطلة في بداية العصور الإسلامية الوسطى
والمعطلة شر فرق المبتدعة وكلها شر ولكن الشر بعضه أشد من بعض
فالقرآن والسنة عندهم مصدر ثان أما المصدر الأول فهو العقل - هكذا زعموا وهم والله خلو من العقل - فما وافق العقل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عندهم فهو حق وما خالفه فسبيله إما أن يأول إن كانت آية قرآنية أو حديثاً صحيحاً أو كذبوه إن كان في سنده مقال أو ضعف وإن أجمع أهل الحديث على الاحتجاج به.
لذلك تجد أن مصادرهم في التلقي هي كتب الفلسفة والمنطق والقرآن والسنة تأتي ثانياً وعلى هذا سار كبراءهم وزعمائهم.
هذا في أصول الدين (العقائد) أما في فروعه فلا بأس عندهم من الأخذ والاحتجاج بالقرآن والسنة ولذلك أصّلوا أصولاً متناقضة فاسدة منها:
أن أحاديث الآحاد لا يحتج بها في أصول الدين لكن لا بأس أن يحتج بها في فروعه, هكذا بغير دليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وأن أصول الدين يجب فيها أن يرجع إلى العقل - يعنون بها كتب الفلسفة والمنطق - بدل الرجوع إلى وحي الله المنزل من فوق سبع سماوات !!!
ويتخذون من الكلام والفلسفة ديناً يدينون لله به.
والقرىن والسنة لهما ظاهر وباطن ظاهر يعلمه الناس وباطن لا يعلمه إلا من تشرب كتب الفلسفة والمنطق
والجدل سيمتهم والخوض فيما لا يدرك بالعقل حقيقته طريقتهم فتراهم يخوضون في صفات الله تعالى وفي ربوبيته وألوهيته بل بلغ بهم الأمر إلى أن قالوا: "يجوز على الله كذا ولا يجوز عليه كذا" !!! اجتراء على الله وافتراءً عليه فأصبحوا وكأنهم هم المشرعون يجيزون له ويحرمون عليه !!!
وأما السلف "النبي (ص) والصحابة والتابعين وأئمة أهل الحديث المتقدمين" فليس لهم عندهم قيمة
فالنبي (ص) لم يعد نبي الله بعد موته - أي أن النبوة انتفت عنه بموته -!!! كما أنهم يرونه مات ولم يبلغ الدين كاملاً؛ لذلك احتاجوا إلى الرجوع إلى كتب الفلسفة والمنطق والكلام ليكملوا هم الدين !!!
والصحابة والتابعين وائمة أهل الحديث المتقدمين جهلاء بلهاء لا يعرفون بواطن وأسرار الكتاب والسنة التي استطاعوا هم بمعونة من كتب الفلسفة والمنطق استخراجها
ولذلك يقولون: "مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف - يقصدون به علمائهم - أعلم وأحكم"
أي أن علمائهم الذين تلقوا العلم على أيدي الفلاسفة والمناطقة أعلم وأحكم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين تلقوا علمهم عن أعلم أهل الأرض وأحكمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تلاميذ الصحابة !!!
وأخبثها وأشدها بدعة هم: الأشاعرة فإنهم زادوا على بدع الجهمية بالكذب والنفاق والتحايل على دين الله تعالى, حتى لقبهم أئمة أهل السنة المتقدمين إناث الجهمية ومخانيث المعتزلة.
والله أعلم
أيه الإخوة الكرام
قلت: "فلو قاس أو أجمع الناس على شيء يخالف كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم قدموا قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم وابطلوا كل قياس وإجماع يتعارض معهما" اهـ
هذه العبارة هل تجدون فيها يا ذوي العقول ما ينكر !!!
يعني إذا وردت عليك آية من كتاب الله أو حديث صحيح عن رسول الله (ص) فهل يخطر ببالك أن ترده حتى لو أجمع الناس على رده!
المسلم المتبع سوف يقول لا والله سوف نقدم ما جائنا عن الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونترك الناس.
هذه قاعدة صحيحة لها اصل عند السلف وهو أن ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأثر عن الصحابة والتابعين من غير معارض لهم منهم وليس من غيرهم من الخلوف لا يجوز معارضته بالرأي ولو أجمع الخلق على هذا - وهم لم يجتمعوا ولله الحمد - إلا أن أهل البدع دائما ما يزعمون الإجماع على المسائل التي ابتدعوها وهم يقصدون أنفسهم أي بينهم فأردت بقولي أعلاه أنه إذا حكى لك أحدٌ أن العلماء أجمعوا على شيء فانظر في إجماعهم هل له أصل من كتاب الله وسنة نبيه ص أو الصحابة والتابعين أم لا إن كان له أصل فالحمد لله ما له أصل فاعلم أنه من إجماعات أهل البدع المزعومه وإن زعم مدعي الإجماع أنه سني وأن من اجمعوا أهل سنة فالأسماء والدعاوي لا تغرك.
أما قول الشافعي فالمقصود به إجماع الصحابة والتابعين وليس من أتى بعدهم وأهل البدع من الأشاعرة وغيرهم يأخذون قول الشافعي هذا ليردوا به كل نص يخالف دينهم
ولهذا فقد رد الإمام أحمد دعوى الإجماع فقد قال الإمام عبدالله بن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنهما: "سمعت أبي يقول: ما يدعى الرجل فيه الإِجماع، هذا الكذب، من ادعى الإجماع فهو كذب ، لعل الناس قد اختلفوا، هذه دعوى بشر المَريسي والأصم، ولكن يقول: لا يعلم، الناس يختلفون، أو لم يبلغه ذلك، ولم ينته إليه فيقول: لا يعلم، الناس اختلفوا" اهـ
والله أعلم