ظلموك يا تركي بن حميد .....
كنت تقول الشعر ... كنت فارسا ورجل هيبة ... أديت الهدو لإبن هادي الذي كان مخيفا في نجد ؛ وقلت ذات يوم عنه :
الشايب اللي ما تحلل عظامه أزرت تبلّيه الليالي والأيام لا شب له نار براس العدامه قمنا نقطّب غالي القش بحزام
لقد تعبت منه وتعب منك ؛ لكن هي الأيام ؛ فأنت أحد فرسان القبيلة القوية عتيبة وقال ابن بليهد أن بينكما صلحا وعهودا ومواثيق كي ترعى وتؤدي ما يأخذه قومك المحادين لقحطان ؛ [ ج2 صحيح الأخبار ] وهم الذين جاءوا معك بعد أن استقرت عتيبة قبلك بنجد ؛ حيث كان لكم سند قوي يغريكم بالمجيء من بريم إلى نجد العذيّـة ؛ كان شيخ عتيبة قبلك بنجد وكان الهيضل شيخ برقا كلها متربعا في نجد وكان ابن جامع [ ابن بشر ؛ ابن غنام ؛ دحلان ؛ ابن عبد الشكور ؛ البسام ؛ العبيّد ؛ وغيرهم ] وفعلا صنت العهد والوعد اللذين أعطيت للقوي ابن هادي ؛ وقد قلت أنت بلسانك حرّمه الله على النار ورحمك:
أديت أنا اربع قحص خامسهن التوم وقعود زبن اللي بغا ما حصل له
قلما وصلت المسألة إلى أن لا يرد قعود زبن المقاطي إليه فهنا ثارت فيك النخوة العربية وأعلنت رد البراء الذي كان بينكما؛ وحصل ما حصل من غارات ( غارات معارك خاطفة ؛ أما مناخات فهي الكبيرة الطويلة الأمد) وهي الغارات التي كانت في جنوبي نجد وأنت فارسها ؛ وأنت الذي حافظت على أرض نزلتها قبلا بهدو ثم صارت لعتيبة الجنوبية ؛ لكن أصحاب الهندسة الوراثية ظلموك يا سيدي وحبيبي تركي ؛ فقالوا : أنك محور النزول إلى نجد . هكذا يريدون خلق هندسة وراثية كما تفعل المعامل في لندن وباريس ؛ وأنت لم تقل ولا قال أبناء وفضلاء المقطة وفرسانهم أنهم هم المحور ؛ بل بالعكس ؛ هم جزء من عتيبة نزل متأخرا بعد قومهم ؛ وجاء معهم من لم يكن له ذكر في نجد كالنفعة وغيرهم من قومك الأقربين شمله [ شمله هم النفعة والمقطة والطفحة والروسان ووقدان وهم يدخلون في سعد بن بكر رأسا ولا يدخلون ثابت لأن جدهم أخو ثابت كما قال القداح ] فوالله ما سمعنا بهذا التأويل والتفصيل إلا أخيرا ؛ أما قبل ذلك فنسمع بطولاتك التي تشرفنا ؛ لكن لا غرابة من تلك النفحات التي تأتي هندسة وراثية تماما ؛ أنت في غنى عنها ؛ وأنت رمز للبطولة والرجولة وكل زهور الإستشراف الإنساني ؛ فلماذا يحمّـلوك ما لم تستطيع يا أيها المغوار ؛ ولماذا يقوّلوك ما لم تقل أيها النقي كنقاء صحراء نجد ؛ أستغرب كيف يستغلون سمعتك لمآرب لهم الآن ؟ لو كانوا في زمنك ما نبس أحدهم ببنت شفه أبدا ؛ لأن تركيا صادق العبارة ومجانبا للخزعبلات والأساطير الشعبية التي يروّجها المتسلقون على كتفيك القويتين يا سيدي ... يا رحمك الله يا تركي ؛ أتعبتنا حيا بملاحقة أشعارك ؛ وبملاحظة بطولاتك ؛ وأتعبتنا ميتا بملاحقة من هم لا يعرفون قدرك ولا قدر عتيبة ويريدون أن يختصروا قبيلة في شخص لا يرضى ذلك أبدا .