أثمرت شفاعة صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة العليا للعفو عن عفو أسرة عن قاتل ابنها مساء أمس بعد جلسة استمرت لأكثر من ساعتين حضرها مدير شرطة العاصمة المقدسة العميد/ تركي القناوي ونائب الرئيس التنفيذي للجنة العفو وإصلاح ذات البين الشيخ الدكتور علي بن بخيت الزهراني وفي حادثة تعتبر الأولى من نوعها أصر أولياء الدم على الحضور بأنفسهم لمقر اللجنة والجلوس مع والد قاتل ابنهم حيث استهل الحديث الشيخ عبد الله بن حماد العصيمي عضو العفو باللجنة الذي بين أن العافين عن الناس، والكاظمين الغيظ هم أولو التقوى الذين وعدوا بجنة عرضها السماوات والأرض لقوله تعالى )وَسَارِعُوا إِلَى مَغءفِرَةٍ مِنء رَبِّكُمء وَجَنَّةٍ عَرءضُهَا السَّمَوَاتُ وَالءأَرءضُ أُعِدَّتء لِلءمُتَّقِينَ @ الَّذِينَ يُنءفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالءكَاظِمِينَ الءغَيءظَ وَالءعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَالله يُحِبُّ الءمُحءسِنِينَ). وأضاف: وإن من أعظم أنواع العفو هو ما يمن به الله على المسلم من العفو عن مسلم وإعتاق رقبته ، وإنقاذه من الموت وهو العفو العظيم الذي يحيي به العافي نفساً وكأنما أحيا الناس جميعاً لقوله تعالى (وَمَنء أَحءيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحءيَا النَّاسَ جَمِيعاً). فضيلة الشيخ الدكتور أنس بن سعيد بن مسفر القحطاني قال ان من فضل الله تعالى أن العفو جاء في يوم فاضل ترتفع فيه الدرجات إلى الله تعالى وفي مكان مقدس هو مكة المكرمة حيث مضاعفة الأعمال الصالحة واصفاً العافين بأنهم أكرم الرجال وأن بالعفو يعز الإنسان ويرتفع ذكره ويعظم أجره وتتناقل أخباره الركبان. وبعد مداولات بين أطراف القضية وأعضاء اللجنة أعلن والد المجني عليه فرج بن شعيل بن دبيان الثبيتي ولي دم المقتول أحمد رحمه الله العفو عن قاتل ابنه ويدعى عبد الله بن جابر بن مطر الثبيتي لوجه الله تعالى ورغبة فيما عنده من الأجر والثواب. من جانبه عبر والد الجاني عبد الله جابر الثبيتي عن عظيم شكره وامتنانه لسمو أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز وقال ان تدخل سموه من قبل اللجنة ساهم في عتق رقبة ابنه عبد الله الذي كان يدرس في آخر فصل دراسي بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى وذلك من سيف القصاص بعد صدور الأمر السامي بتنفيذه قبل أسبوع من الآن وبعد أن تم تأجيل تنفيذ الحكم نظراً لتقدم والد المجني عليه للجهات المختصة بطلب تأجيل التنفيذ وذلك تقديراً لمناسبة حفل زفاف كانت أسرة الجاني ستقيمها في نفس الموعد المحدد لتنفيذ الحكم وأبان أن ابنه البالغ من العمر 28عاماً كان قد وقع في مشاجرة مع صديقه المجني عليه أدت إلى وقوع القتل بعد أن نزغ الشيطان بينهما.
من جانبه أشاد مدير شرطة العاصمة المقدسة العميد تركي القناوي الذي حضر جلسة العفو بالجهود الكبيرة التي تبذلها اللجنة في حل كثير من القضايا مما يعزز مساحات العمل الأمني وقال العميد القناوي ان جهود لجنة العفو وتدخلها في حل قضايا العفو ساهم في عدم تنفيذ أحكام القصاص منذ فترات طويلة حيث أصبحت الشرطة تنفذ الحدود فقط وبارك الجهود التي تبذل من قبل اللجنة معتبراً هذه الجهود داعماً قوياً لتحقيق الأمن الذي نريد. وقد حرر محضر الصلح بمقر اللجنة وبحضور فضيلة نائب الرئيس التنفيذي للجنة الدكتور علي بن بخيت الزهراني الذي أشاد بدور أسرة المجني عليه في تحقيق العفو مشيراً إلى أن اللجنة وفقت حتى اليوم في العفو عن (111) قضية صدرت الأوامر بتنفيذ القصاص فيها. وأبان الشيخ الزهراني أن لسمو أمير مكة المكرمة الراية البيضاء فيما وصلت إليه اللجنة من نجاح وانجازات حيث أنها حظيت من سموه بدعم كبير زاد من توهج العاملين وبذلهم كثيراً من الجهود ورافعاً أكف الضراعة بأن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها.