تنفيذا للرغبة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - القاضية ببذل لجان إصلاح ذات البين مساعيها
بالإصلاح في عتق الرقاب وحث أولياء الدم على التنازل والصلح في هذا الصدد فقد أثمرت ولله الحمد جهود لجنة إصلاح ذات البين بمحافظة
الطائف بتوجيه من سمو وزير الداخلية وسمو أمير منطقة مكة المكرمة وبمتابعة وجهد ذاتي مباشر من معالي محافظ الطائف الأستاذ فهد بن
عبدالعزيز بن معمر عن تحقيق العفو من قبل أولياء الدم في مقتل بندر بن حمود بن معلى القثامي من قبل عبدالرحمن بن قطين الجعيد والذي صدر
الأمر السامي الكريم بقصاصه حداً لارتكابه جريمة القتل وبفضل من الله تمكنت لجنة إصلاح ذات البين من الحصول على موافقة أولياء الدم عن
تنازلهم لوجه الله تعالى عن قاتل أخيهم بندر بن حمود القثامي من قبل عبدالرحمن بن قطين الجعيد وقد حضر أخوة المجني عليه وهم: عثمان بن
حمود القثامي وخالد بن حمود القثامي وعبدالله بن حمود القثامي وفهد بن حمود القثامي وسلطان بن حمود القثامي ووالدة المقتول صباح أمس إلى
المحكمة الكبرى بالطائف لتثبيت تنازلهم شرعاً إذ تجاوب فضيلة رئيس محاكم الطائف الشيخ الدكتور عبدالإله الفريان مع ذلك التوجه النبيل من
قبل أولياء الدم حيث تولى ثلاثة قضاة من محكمة الطائف الكبرى هم كل من صاحب الفضيلة الشيخ فهد بن عبدالله العبيدان وفضيلة الشيخ
عبدالكريم بن محمد البكري وفضيلة الشيخ عبدالرحمن بن حمد الجنيدل لتصديق تنازل أولياء الدم وهم أخوته لأب ووالدته الذين تم توقيعهم على
تنازلهم أمام أصحاب الفضيلة بالمحكمة الكبرى بالطائف صباح يوم أمس وشهد على التنازل من اللجنة سكرتير لجنة اصلاح ذات البين بمحافظة
الطائف الأستاذ أحمد بن حسن الزهراني وكل من الشيخ عبدالله بن حماد العصيمي والشيخ بندر بن نايف بن حميد العتيبي والشيخ سفر بن نويشر
الجعيد.
وقد أكد أولياء الدم أن تنازلهم لوجه الله تعالى واستجابة لوجاهة ولي الأمر التي نقلها لهم معالي محافظ الطائف ورئيس لجنة إصلاح ذات البين
الأستاذ فهد بن عبدالعزيز بن معمر وعدد من أعضاء اللجنة أصحاب الفضيلة والعلماء المشايخ حيث قام معاليه وعدد من أعضاء اللجنة
بزيارتهم في منزلهم أكثر من مرة وكذلك أسهم عدد من المشايخ وأصحاب الفضيلة ومشايخ القبائل بدور بارز مع اللجنة في هذا الصدد.
وبعد تنازلهم أكدوا أن تنازلهم يأتي لوجه الله تعالى وطلباً في الأجر والمثوبة من العلي القدير داعين الله أن يتغمد الفقيد برحمته ورضوانه
ويسكنه فسيح جناته وقالوا إننا رفضنا كل عروض الدنيا التي قدمت لنا مهما بلغت ولا نرتجي بذلك سوى وجه العلي القدير راجين الله أن يتقبل
منا هذا العمل وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وأن يجعله في موازين حسناتنا جميعاً.. وأعربوا عن شكرهم لمعالي محافظ الطائف رئيس لجنة
إصلاح ذات البين الأستاذ فهد بن عبدالعزيز بن معمر على ما بذله من دور وجهد وزيارته لمنزلهم مع أصحاب الفضيلة كل من الشيخ الدكتور أحمد
بن موسى السهلي والشيخ الدكتور عبدالله بن صالح الزير وسكرتير لجنة إصلاح ذات البين الأستاذ أحمد بن حسن الزهراني والاستاذ حميد بن
معيض السواط وقالوا إن زيارة معاليه التي نقل فيها تحيات خادم الحرمين الشريفين ورغبته الكريمة في تنازلهم لوجه الله تعالى عن قاتل شقيقهم
كان لها أكبر الأثر في حثهم على الخير والدعوة إلى عتق الرقبة وقالوا لقد وفقنا الله سبحانه وتعالى بالاستجابة على ما هو خير لنا بإذن الله في الدنيا والآخرة.
القاتل عبدالرحمن بن قطين الجعيد ما ان علم بالخبر حتى ذرفت عيناه وامتزجت بدموع الفرح التي عبر عنها في حالة يملؤها الحزن والفرح في
آن واحد لدرجة أنه أصبح من الصعب عليه أن ينطق بكلمة واحدة إلا بعد أن أخذ فسحة من الوقت ليرفع يديه إلى السماء شكراً للعلي القدير أولاً
وآخراً ومستغفراً لذنبه ونادماً على ما ارتكب ومبدياً أسمى عبارات الشكر والتقدير والثناء لأولياء الدم أخوة الفقيد ووالدته الذين أعلنوا تنازلهم
لوجه الله الكريم وقائلاً لقد قاموا بعمل نبيل تعجز الألسن والأقلام أن تعبر لهم عن الشكر والتقدير لذلك العمل النبيل والذي يأتي من شيم الكرام .
وقال لقد قلدوني جميلاً وطوقاً حول عنقي بعد أن رفعوا عني السيف فما لهم مني غير الشكر والتقدير والثناء باسمي ونيابة عن أسرتي وقبيلتي
وأقول إن ذلك العمل سيجعلني مديناً لهم مدى الحياة بهذا الجميل الذي لن أنساه ولن ينساه أحد من أسرتي مطلقاً فلهم الشكر والثناء والتقدير والدعاء أن يتقبل عملهم العلي القدير.
يذكر أن قضية القتل هذه حدثت قبل (4) أعوام تقريباً إثر خلاف حدث بينهما فأسدى القاتل طعنة واحدة إلى المجني عليه أردته قتيلاً وأودع
السجن من ذلك الوقت وقال الجاني إن السجن كان مدرسة وإصلاحية تعلمت فيها الكثير من الأمور ورجعت إلى العلي القدير بتوبة نصوح في كل
ليلة راجياً الله سبحانه وتعالى أن يتوب علي وأدعو الله أن يتغمد الفقيد برحمته وأن يسكنه فسيح جناته.
هذا وقد أعرب معالي محافظ الطائف عن شكره العميق لأولياء الدم أخوة الفقيد ووالدته لتنازلهم لوجه الله تعالى داعياً الله أن يجعل ذلك في موازين
حسناتهم وقال لقد قمت بزيارتهم أكثر من مرة ووجدت كل ترحاب وكل قبول مما ينم عن كرمهم وشيمهم التي ليست غريبة على مجتمعنا
السعودي المسلم وهذا دلالة على حسن التصرف والتوفيق من العلي القدير فقد اختاروا ما يقربهم إلى الله من خير في الدنيا والآخرة وبين أن
زيارته لهم تأتي تنفيذاً لتوجيهات ولي الأمر التي تقضي بزيارة أولياء الدم وعرض عليهم التنازل وحثهم على ذلك دون إكراه.