القطار واصل مسيرة وعلى سرعة محددة ...داخل كبينة القطار كراسي وفي سقفه معاليق لمن لم يجد كرسي وبه اعمدة مواسير مثل السواري للاشتداد بها والاتكا عليها ...وهوعبارة عن كبائن اومقطورات لاتشم داخله ريحة للغبار ولا للدخان مزود بخرائط توضح اماكن المناطق وشوارع المدن ....كل ما مر بقرية اومدينة ومحطة ارضية توقف ...فناس تنزل وآخرون يركبون حتى وصلنا الى محطة كبيرة جميلة التصميم والمنظر ...مزدحمة بالمسافرين والعابرين وتسمى هذه المحطة بمحطة ليفربوول وهي محطة رئيسة او محطة تقسيم تنطلق منها القطارات السريعة للمدن شمال لندن ...فكلما سألت بن عمي عن ما اشاهده واظهر اعجابي له مما اشاهد قال لي : ماشفت شيء نزلنا في هذه المحطة وجلسنا ننتظر موعد رحلة القطار الذي يذهب بنا الى مقر سكن بن عمي في مدينة كولشيستر ....وهي مدينة قديمة كانت عاصمة لبريطانيا ...وكل لحظة اطالع اللوحات الاليكترونية التي تبين جدول مواعيد الرحلات المنظمة والتي لا تتأخر عن موعدها ولو دقيقة ....وصل الموعد ركبنا وتوجهنا الى كولشيستر علما بأن هذه الرحلة تستغرق الساعة و تمر بعدة مدن وقرى اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مدينة شنفلد ووتم ....وغيرها انا لم استوعب المناظر التي اراها من خضرة ومواصلات وناس وازدحام وطرق وقطارات تتعاقب
ابن عمي يتحدث معي وانا مشدود انتباهي لا اسمع كثيرا من كلامه ... يأخذ ويقول يا ولد وشفيك احس انك تسرح كثيرا ارد عليه قائلا :لا بس
الديرة هذه ما كنت اتوقع انها لهذه الدرجة من جمال الطبيعة انا لم اتعود على مشاهدة الانهار وهي تعانق الخضار وتغطى بالغيوم ونسيم الهواء البارد-
يا ولد اثرهم في نعمة-قال : حدك وادي الرشا ويخب... المهم وصلنا للمدينة ونزلنا من القطار وكان الجو اكثر من رائع يميل الى البرودة ...علما بأننا في شهر اغسطس (آب اللهاب)وهو
كما يعرف الجميع بانه في بلادنا شديد الحرارة ...فكأني خرجت من غرفة الساونا الي بركة الثلج ( جاكوزي بارد) التي يمر بها من دخل الساونا لاستعادة نشاطة وشد جلده وعضلاته...وكان الوقت متأخرا من النهار يعني نهاية اليوم عندهم لان اليوم عندهم ينتهي بغروب الشمس وتقفل المحلات والمؤسسات الا المناوبة مثل السوبر ماركت الكبيرة (مثل بنده ) ...
المهم ترجلنا من القطار الى صالة الخروج فإذا الموظف يطلب منا إبراز التذكرة ...فعندها عرفت لماذا شدد علي بن عمي في الوصاية عليها وابرزناها وخرجا الى حيث كان يوقف سيارته الخاصة التي كانت تقف في مواقف محطة السكك الحديدية للمدينة ...عندما أقبلت على السيارة توجهة
للباب الايمن لاني متعود على ان الراكب يركب يمين السائق فاذا هو يقول لي
ايه يسار ياولد متعود على سياراتنا ضحكت ...ركبنا وذهبنا الي بيته وهو يسكن في حي هادي وفسيح يقال له درونترود هايوود وكانت عائلته تنتظرني
بكل شوق ...
في الحلقة القادمة تابعوني ...وشكرا