رحلة العودة من لندن
مرت الايام في بريطانيا وخاصة في مدينة كولشيستر وكانها ليلة حلم او ليلة كليلة العريس
التي تنتهي في ساعة ولم يبقى عن موعد الرحلة سوى يوم واحد فرتبت ذلك اليوم لزيارة
السوق لكي اخذ بعض الحاجيات والهدايا لاسرتي وانطلقت من الصباح الباكر على الباص متجها الى السوق فمررت
العاب الاطفال واشتريت منها عدد ابنائي اسكوترات ولعب لتنمية المواهب والتحفيز الابداعي لدى الاطفال ثم
مررت على محلات ملابس الاطفال واشتريت فستانا لبنتي وملابسا اوروبية....ثم توجهت لمحلات بيع
الاحذية المشهورة بماركاتها العالمية كلاركس لاني كنت اريد جزمة اكرمكم الله وقد اوصاني احد الاخوان بان
اجيبله جزمة ايضا فاخترت موديل جديد وممتاز ولكن تفاجاة بان سعرها في بلدنا ارخص... وضعت حاجياتي
في اكياس وانطلقت متجها للبيت على اول باص لان قدمي لم تعد تتحمل اكثر من هذه الوقفات واللفلفة في المحلات
المغرية...عدت للبيت اخذت قسطا من الراحة حتى وصل بن عمي من مقر دراسته قمت من غفوتي واخذنا
نتبادل الحديث عن السفر يوم غد ونخطط للانطلاق لمطار هيثرو وهل سنذهب على سيارة او على القطار ايهما
اسرع واوفر للوقت ؟....اخذنا هو وانا نرتب شنط السفر ونضع جميع الهدايا والحاجيات في شنطة مستقلة
حتى يخف حملها عند التجزئة ...انتهينا من ترتيب الشنط فقلت له: اريد محل نشتري للوالدة ولزوجتي هدايا
ولو رمزية حتى لا يعتقدن انني لم اتذكرهن في السفر فقال :ابشر سوف نذهب سويا الي مجمع سوق حقيقة لا
استطيع انطق به لكي اكتبه ولكن ذهبنا له واشتريت لهن الهدايا ثم عدنا للبيت ...
وقد انتابني شعورين شعور فرحة للعودة الى ارض الوطن والاهل والابناء وشعور حزن لمفارقة بن عمي وابناءة
فغلبت جانب الحقيقة على الامنية واخذت اقنع نفسي بان مصير الحي يتلاقا وان بن عمي لم يتبقى على عودته
لارض الوطن الا اشهر بسيطة تنقضي انشاء الله دون الاحساس بمفارقتي ... اصبح الصباح وافطرنا سويا
ثم اتجهنا للقطار
وركبناه في حدود الساعة التاسعة صباحا ورحلة الطائرة الى ارض الوطن الساعة الثانية بعد الظهر وبعد ان قطع
القطار نصف الرحلة الى لندن ونحن نتبادل الحديث جاء ذكر الرحلة ووقتها وقال: هل انت قد تفقدت
اغراضك؟ هل نسيت شيئا ما؟ قلت وبكل ثقة ارد لا ان شاء الله الوضع ممتاز واغراضي كلها معي فقال :
اعطني تذكرتك لكي ارى وقت الاقلاع فلما وضعت يدي على جيب الجاكيت لم اشعر بوجود التذكرة وجواز السفر
فتحركت
احشائي (بالبدوي حلجني بطني ) فقلت الجواز والتذكرة في درج السيارة فاضطررنا للتوقف عن السير
والنزول في اول محطة... بن عمي رجع لكولشيستر حيث موقف السيارة وانا جلست انتظره في ساحة
المحطة التي نزلنا بها لا اذكر اسمها بالظبط ولكن القطارات لا تتاخر وهي متوفرة بشكل مستمر وكل ربع ساعة
تقريبا لم يتاخر علي سوى مسافة السكة...جاءني وانطلقنا مجددا الى محطة ليفربولاستريت وعند الوصول
نزلنا الى مترو الانفاق (الاندر جراوند ) وقال لي الان سوف ناخذ القطار الذي يذهب بنا محطة البيكادللي ومن
هناك نغير الى قطار يذهب الى هيثرو مباشرة وقطار البيكادللي لون اعمدة مواسيره زرقاء انتبه!...طبعا
القطار سريع النزول منه والركوب اليه وقد تعود الناس على سرعة اخلاءه وسرعة ركوبه لانه لاينتظر احد
وكعادتي ثقيل وبطيء في المشي ركب بن عمي ومعة احد الشنط واغلق الباب بيني وبينه فلم اسمع ما يقول وهو يتكلم
وياشر بيده لي كأنة يقول لي : مع السلامة من خلال حركة يده وشفتيه انا قلت : مع السلامة توقعت انه
بيرجع الى كولشيستر لانه ماقصر من اليوم معي ويعلمني بطريق السير الى المطار مرارا ...انا استقليت
القطار ذي الون الازرق والذي يتجة للبيكادللي وسألت
احدى الاخوات الكويتيات عن الطريق الذي يوصلني لهيثرو قالت وصلت خلك معي وسوف تصل وسالتني اول مرة
تسافر من هيثرو قلت :نعم فلما استقلينا القطار الذي يتجة للمطار
قالت:هل رحلتك على الخطوط السعودية؟ قلت: نعم قالت: اجل يبيلك تنزل في ترمنل ثري انا ماادري
مامعنى تيرمنل ثري ...اثاريها تقصد الصالة رقم ثلاثة ومن حسن الحظ ان القطار يمرها اول شيء ...لم
اصدق انني وصلت بهذه السرعة للمطار وتفاجاة بابن عمي امامي في الصالة وشنطتي التي فيها ملابسي معه..
قلت هلا :انا توقعت انك رجعت الى ديرتك ...قال:من غير المعقول ان اتركك في هذا الموقف والا لم اكن
اتي معك من اساسه فضحكنا قليلا من الموقف وقال : اعتبرها من الذكريات والطرائف في رحلتك هذه...
المهم توجهنا لاخذ تذكرة صعود الطائرة (البوردنق باص) وحملنا العفش.. ثم ذهبنا نجري الى صالة
الخروج ومررنا بالجوازات وختمت جوازي وتعا نقنا مودعين بعضا البعض وقبل الوداع قال: حاول تسرع
شوي واتجه الى الصالة رقم ثمانية لان الخطوط السعودية هناك حسب ماهو مسجل في بطاقة الصعود ...
انطلقت مسرعا والمسافة طويلة جدا ولكن وصلت بقدرة قادر قبل اغلاق الباب ضمن عدد بسيط من المتاخرين
ومظفوا الخطوط يعاتبوننا على التاخير ...ركبنا وتحركت الطيارة ولكن انتظرنا لمدة لاتقل عن نصف ساعة
بعد ان وصلنا راس المدرج لان الطائرات كثر والاقلاع بالدور وحسب ما يذكر احد المسافرين يقول ان معدل
الاقلاع للطائرات كل ثمان الى خمسة عشر ثانية اودقيقة تقلع طائرة وتهبط اخرى...اقلعنا واستوت
الطائرة وكانت رحلة العودة طويلة ومملة وهي لم تزد عن رحلة الذهاب ولكن الشوق للوطن والاهل كان هو من
مسببات الملل من وقت الرحلة ...الحمد لله بعد مضي خمس ساعات ونصف اعلن الكابتن ربط الاحزمة
استعدادا للهبوط ...وعند ملامسة عجلات الطائرة الارض تحرك الركاب ولم يتقيدوا بنداءات الكابتن
والموظيفين بلزوم الهدوء حتى تقف الطائرة تماما ويطفىء المحرك وقد اسمع الرجل بنداءه الاحياء ولكن لاحياة لمن
تناد ي .....هذا وصلى الله وسلم على سيدنا وحبيبنا رسول الله.
اخوكم /عمر معدي باروك....والى اللقاء في رحلة اخرى اوقصة ان شاء الله
| 
|
10-24-2007, 01:56 PM
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
