[ALIGN=CENTER]
على مدى التاريخ الإسلامي ,أكدّت الأسرة المسلمة على قوتها ومناعتها وذودها عن حمى الإسلام وقيمه .
وحينما إشتد الحصار والإضطهاد السياسي ضد المسلمين , صمدَت الأسرة وحافظت على هويتها الإسلاميّة كامنة في ثنايا الصدور , وداخل جدران البيوت لسنواتٍ عديدة .
والآن ها قد إنطلقت منها شرارة الإسلام من جديد , بعد أن ظن العالم أنها إنطفأت وخبا ضيها .
ولكن .. يبدو أن هذا الحصن المنيع , بدأ يفقد صموده في ظل القصف المكثّف الذي يتسلل بهدوء عبر إسراتيجيات سياسيّة وأقتصادية مدروسة , بقصد إفراغ الأسرة المسلمة من خصوصياتها الثقافيّة والإجتماعية , ودمجها داخل المسار العولمي بكل مضامينه الآيديولوجيّة وفق مصالح النظام الدولي , الذي يهدف لإبقاء شعوب الأرض مجرد أفلاك تدور حوله , ودن أن تتطلع بدورها إلى الريادة .
لقد تجاوزت العولمة المجالين السياسي والإقتصادي , لتطال السلوك الإجتماعي وخصوصيات الأمم الأخلاقيّة والتربوية بقصد نسفها .
وعليه .. فإن الأمم المنسوفة والمسلوبة هي خير أداة لحراسة التبعيّة وتكريس الذيليّة , مما يثبّت آليات النظام الدولي ويحمي مصالحه الإستراتيجيّة .
فبدأت الآلة الإعلاميّة الغربية المتفوقة على تسويق القيم المادية بكل أشكالها , حيث لا دور للدين والإيمان فيها في حياة الأفراد , وحيث تطغى روح التسلية ومخاطبة الغرائز والإغراق في تقديسها , مقابل طمس الهويّة والقيم الإسلامية الراقية .
إنه إعلام التزييف والتخدير للأمم من هذا الكوكب والتي يُراد لها أن تبقى في ذيل القافلة وأن تسكن في الصمت للأبد .
ولكم أن تلمسوا ذلك بوضوح أخواني الكرام في الآلة الإعلامية الغربية في الوقت الراهن من خلال بث السموم التي يتلقاها من هم ينتسبون إلى الإسلام ..
---------------------------------------------
* إحدى مقالاتي السابقة التي ألقيتها في إحدى الإذاعات .[/ALIGN]