اليكم هذه الدراسة التي اجريت في العالم المتقدم عن الفقر وعلاقته بالامراض النفسية وهي بقلم الكاتب:طلال سلامة من روما:
يرتبط المرض العقلي منذ فترة طويلة بالفقر وفي الولايات المتحدة يعاني ما يُقدّر ب%23 من المشرّدين الأميركيين من مشاكل صحية عقلية جدّية. ويتمحور السؤال الأبرز حالياً حول ماهية العلاقة بين الحرمان وتدهور صحة الناس العقلية، من جهة، وبين المرض العقلي والانجراف إلى الفاقة، من جهة أخرى. ويعتقد الباحثون في جامعة ماسوشوستس أنهم وجدوا الجواب. فعلى الأرجح، تسبّب الفاقة المرض العقلي بنسبة أكثر بكثير من النظريات الأخرى. وتُدعم دراسة الباحثين بنتائج سابقة أخرى لاحظت أيضاً ارتباطاً قوياً بين المشاكل العقلية والدخل الواطئ.
ولمدة طويلة، جادل موظفو الخدمات الاجتماعية حول تداعيات الإجهاد الاقتصادي التي تسبّب انهياراً عقلياً يؤول الى فقدان إحساس السيطرة على الحياة. ويشعر الفقراء بالذل والتهديد وهي عبارة عن عواطف تُضعف احترام الذات والعلاقات الاجتماعية. والفاقة في البلاد الغنية تعني الإبعاد عن المجتمع والفشل في الأدوار المقيّمة، مثل قدرة الأم على حماية طفلها. وفي دراسة سابقة، أجراها الباحثون في جامعة نورث كارولينا، لوحظت أيضاً الفجوة الكبيرة في نسب الأمراض العقلية بين المناطق الغنية والفقيرة. ففي الأحياء الفقيرة تجاوزت نسبة الانحلال العقلي %13 مقابل %4 فقط في الجاليات الأغنى. وأخيراً، تشير النتائج الى الأخذ في الحسبان تخصيص المصادر المالية الإضافية للرعاية الصحية العقلية بالإضافة الى توفير العناية استناداً الى الحاجة بدلاً من قدرة المريض على الدفع.