متابعة - نايف آل زاحم:
ناشدت والدة المعتقل السعودي في سجن المطار ببغداد فيصل بن عمير بن شامان العتيبي (22) عاماً المسؤولين في اعادة ابنها بعد ان تعرض الى التغرير به كغيره ممن غرر بهم ودلس عليهم ومن ثم الزج بهم إلى ذلك المصير المجهول على أرض العراق. جاءت تلك المناشدات عبر الرسالة التي بعثت بها ل"الرياض" حيث قالت فيها: إنني أم لستة أطفال وفقدوا والدهم قبل اثني عشر عاماً ولقد وجدت في ابني (فيصل) ما يعوضني عن ترملي ويتم أطفالي، فعقدت آمالي على الله ثم عليه وبعد ان ترعرع وكبر اصبح بمثابة القائم علينا وعلى منزلنا، ولم أصدق بأنني سأفتقد أعز ما أملك في هذا الكون في غمضة عين ولكن شاءت الاقدار ان اكون كذلك وان افجع بفقد هذا الابن بعدما وصلنا مندوب وزارة الداخلية في العام الماضي وسلمنا رسالة خطية من ابني يفيدنا بأنه معتقل في سجن أبو غريب بالعراق وهو يطمئننا على حالته وانه بريء وغير مدان وقد وعد حسب قوله من قبل سلطات المعتقل بأنه سيعود لبلده بعد إنهاء إجراءاته. وتضيف ام المعتقل انها تلقت في شهر رمضان الفائت اتصالاً من الصليب الدولي يفيد بنقل ابنها الى سجن المطار ببغداد كما تلقت رسالة ثانية من ابنها يفيد بأنه في معتقل (كروبر) في مطار بغداد ويطلب منها الدعاء ومسامحته على خطئه. وتؤكد ام المعتقل ان ظروفها الصحية والمادية والاجتماعية لا تجعلها قادرة على المراجعة في قضية ابنها او على توكيل محام له، وتقول انها لا تملك سوى قميصه الذي لم يبق له أثر سواه والذي لا تنام حتى تضمه بين أحضانها وأقول كما قال يعقوب عليه السلام (إنني لأجد ريح يوسف) وتقول وهي تجهش بالبكاء طوال ليلها (إنني لأجد ريحك يا ابني) (وإنني لأراك في كل مرارة أتجرعها وفي كل دمعة أسكبها أسأل الله الذي رد يوسف على يعقوب أن يرده علي وتقر به عيني).
وتؤكد انها تجرعت مرارة الحزن والألم وحرارة الشوق وانهكها السهر والأرق واحترق قلبها على فراق ابنها الغالي، وقالت إن الأمر صعب ولم يبق لي أمل إلا بالله تعالى ثم بولاتنا الأخيار.
كما لا يفوتني أن أتقدم بخالص الشكر والامتنان لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز الذي أصبح بمثابة الأب الحنون لي ولأولادي والذي طمأننا بقرب الأفراج عنه ونحن ممتنون له ولجهوده وعاجزون عن الوفاء لجميله.
المــــصــــــدر
تحياتي
رائـد