ما هي عوامل الثبات على الالتزام؟
السائل : aaa المستشار : خالد بن عبدالله بن علي الخليوي
السؤال:
السلام عليكم.
أرجو أن تدلوني على كيفية الثبات على الالتزام؟
الاجابة :
الأخت الكريمة Aaa...
أشكرك على هذا السؤال المهم، والذي يدل على حرصك على دينك، فبارك الله لنا ولك وثبَّت قلوبنا على دينه.. أمَّا بعد:
فهذه كلمات مختصرة في أسباب الثبات على الدين:
1 ـ الدعاء:
وهو الحبل المتين بين العبد وربّه، وقد كان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مصرِّف القلوب صرِّف قلوبنا إلى طاعتك".
2 ـ يجب أن نتذكَّر أنَّ مراد الله منا ليس هو الإيمان والعمل الصالح فحسب، وإنما الثبات عليهما كذلك، والله عزّ وجل لم يرتِّب دخول الجنَّة على مجرَّد الإيمان، وإنما على الإيمان والاستقامة عليه: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}..
3 ـ إنَّ من أعظم أسباب الثبات على دينك أن تكوني مع أخوات مؤمنات يذكرنك بالله، إذا أحسنتِ شكروك وأيدوك، وإذا أخطأتِ نصحوك، وبأحسن أسلوب وعظوك، تتشاورن فيما بينكن، وتتعاونَّ على البرّ والتقوى، وإنَّ يد الله مع الجماعة، وتذكَّري أنَّ الذئب يأكل من الغنم القاصية.
4 ـ العلم:
فمن سلك طريقاً بدون علم فطريقه مقطوع، ووساوس الشيطان ونزغاته تتكسَّر أمام صخرة العلم، فاقرئي ما تستطيعين وعلى حسب وقتك.. المهم أن يكون لكِ جزء من الوقت (ولو كان يسيراً) للقراءة في القرآن وتفسيره، والحديث وشرحه، ولبقية كتب أهل العلم، وخاصة تلك الكتب تتحدَّث عن معاني أسماء الله تعالى ككتاب: "النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى" لمحمَّد الحمود (مجلدان)، والكتب التي تتحدَّث عن القلوب والخشية من الله تعالى ومحبته والرجاء فيما عنده، وكذلك نوِّعي في سماع الأشرطة، ما بين علمية ووعظية وغيرها.
5 ـ الابتعاد عن كل مجتمع يُضعف إيمانك ويجرَّك إلى المعصية بأي شكل من الأشكال، ويجب أن تقطعي جميع العلائق التي يمكن أن تُرجعك إلى ماضي الذنوب والتقصير.
6 ـ تنويع النشاط اليومي والأسبوعي..
كل ذلك حتى يكون للعبادة والطاعة شوقها ولذتها، فساعة للصلاة، وأخرى للحديث مع الأهل، وثالثة للترفيه المباح، ورابعة لقراءة القرآن، وخامسة للقراءة والاطلاع، وسادسة لزيارة الأقارب والجيران، وسابعة للنزهة مع الزوج والأولاد و... و..... فتنويع البرنامج بهذا الشكل يُذهب بإذن الله تعالى كثيراً من الوساوس والضيق والهمّ..
بل إنَّ من أعظم ثمرات تنويع البرامج وتنويع العبادات مع المحافظة على أصولها: أن يسعد القلب وأن تأنس الروح.
والله أعلم.
===============