الدنمركيون !!! منهـــم الزلل وفيـنا الخلـل !!!
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله
لماذا يهاجمنا الغربيون ؟ ولماذا يدنسون مقدساتنــا ؟
لماذا لا يحترمون مشاعرنا ؟ وهم ينالون من أحبّ إنسان إلى قلوبنا ,
رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أين الخلل ؟؟؟ هــــل الخلل فينا نحن ؟ أم فيهم هم؟
والجواب : فينا وفيهم الخلل .
- فيهم الخلل لأنّهم أناس مُلِئت قلوبهم حقدا وبغضا للإسلام وأهله , قال تعالـــى :
{... قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ
إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }آل عمران118
- فيهم الخلل لأنهم أناس ساءت أخلاقهم , وخبُثت نفوسهم الدنيّة ،
حتى أصبحت تتلذذ بمصائبنا وأحزاننا وتحزن لأفراحنا وآمالنا.
قال تعالــــى : {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ
وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } آل عمران120
إنّها النفوس التي غرقت في أوحال الدنس الروحي , والفساد القيَمِي ، فانصرفت للرذيلة
وحاربت الفضيلة ، عانقت جهالات الظلام , وأطفأت شموع الهداية في أعماقها ، معلنة
حربها على الخير والرشاد ، ومناصرتها للشر والفساد .
- فيهم الخلل لأنّ قلوبهم سابقت قساوة الحجارة الجامدة , وطاولت غلظة الجبال الصمَّاء ,
فنزعت رداء الشفقة والرحمة والإنسانية .
قال تعالـــــى :{لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ } التوبة10 :
أي لايشفقون على المؤمن ولا يرحمونه , ولو كان قريبا لهم في النسب ,
أو بينه وبينهم عهد وميثاق .
- فيهم الخلل لأنّ مواقفهم تحكمها أهواء وشهوات , تنكّرت للعقل والحقيقة ،
فهم موقنون في قرارة أنفسهم أنّ دين الإسلام هو دين الحق ، وأنّ المسلمون هم أهل
الحق والصواب , ولكن الهوى والشهوة حجب اعترافهم بهذه الحقيقة العظمى ,
فاختاروا طريق الجحود والتكذيب .
قال تعالــــى :{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ
عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} النمل14
- فيهم الخلل لأنهم يحسدوننا على نعمة الإسلام بعد أن علموا حقيقتها ,
وتبيّن لهم صدقها ,
قال تعالــــى : {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ
عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ... } البقرة109
- وفيــنا الخلــــل ؛؛؛؛
- فينا الخلل لأننا أمّة هان عليها دينها فهانت على الله .
- فينا الخلل لأننا أمّة أحبّت الدنيا وزينتها , فهانت عليها نفسها ,
ورضيت حياة الذلّة والمهانة بعد العزّة والكرامة .
- فينا الخلل لأننا أمّة تضحِّي من أجل الدرهم والدينار, والشهوة والشهرة ,
ولا تضحِّي من أجل العزيز الغفّار .
- فينا الخلل لأننّا تنكّرنا لحضارتنا , ودفنّا ماضينا ،
وعشنا على فُتاة مزابل الحضارة الغربية الزائفة .
لم نرَبِّ أنفسنا وأبناءنا في بساتين القرآن , وواحات السنّة النبوية الطاهرة ،
ثم ادّعينا باللسان محبة رسول الرحمن . لم نُخضع قلوبنا , ونفوسنا , وعقولنا لشريعة
رب العالمين , وسنّة سيد المرسلين ، سرنا يمينا وشمالا , نلُمُّ فضلات أفكار البشر ،
ونجمع حثالة عقول لم تعرف ربَّها , فهي تتخبط في بحار الظلمات على غير هدى .
بينما كان حال الأوَّلين من هذه الأمّة , الذين عاشوا أعزّة , وماتوا أعزّة , هو الترفع عن
كل ما ليس لله ، ترفَّعوا عن تقليد الكافرين، وتمسَّكوا بسنَّة إمام المهتدين صلى الله عليه
وسلم ، وسيرة أصحابه الغٌر الميامين ، واعتزّوا بشريعة رب العالمين ، خضعوا لها
بألسنتهم وقلوبهم وعقولهم وجوارحهم، شعارهم سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير "
ونهجهم لا قول إلّا قول الله , ولا هدي إلّا هدي رسول الله ، فتعلَّموا سيرته الشريفة
وعلَّموها لأبنائهم منذ نعومة أظفارهم .
وتمثَّلوها في أخلاقهم ومعاملاتهم ، فكانوا صورة ناصعة شفافة للمسلم العزيز الحر .
أمّا نحن فأضعنا أوقتنا في القنوات والشهوات ، وسقينا أبناءنا كأس البعد عن رسول
رب الأرض والسماوات ، لم نعلِّمهم سيرته ، ولم نخلِّقهم بأخلاقه , ولم نربِّهم على
منهجه , ولم نبيِّن لهم السيرة الجميلة الحميدة لأصحابه رضي الله عنهم أجمعين ،
بل تركناهم فريسة سهلة لرفقة السوء والقدوة الفاسدة , يغرقون في أمواج الظلام ،
تائهين في صحراء القنوات القاحلة , الخالية من القيم والأخلاق , إلا ما رحم ربـــــي ..
أيــّـــــها المســلمون ؛؛؛؛؛؛؛؛؛
آن الأوان: لفهم حقيقة محبة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
آن الأوان: لتجديد العهد والولاء لرسول رب الأرض والسماء صلى الله عليه وسلم .
آن ألأوان: لنتصالح مع سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فنجعلها منهجنا للحياة ,
عليها نحيا نحن و أبناؤنا , وعليها نموت .
آن الأوان: لنبذل النفس والمال وكلّ ما نملك , نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
آن الأوان: لأن نستحي من الله والحال أنّ الكفار يستهزئون برسول الله صلى الله
عليه وسلم مرات ومرات , ونحن في غفلات وشهوات .
آن الأوان: لأسد محمد أن تننطلق ، وللعواصف أن تحطِّم الأصنام ،
وللزلازل أن تدكّ كل مستهزء خسيس النفس سليط اليد واللسان .
قال تعالـى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ *
وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ }محمد7 , 8
الكاتب : فرج عبد الهادي
المصدر : صيد الفوائد