قال عضو مجلس الشورى أستاذ التاريخ بجامعة الملك سعود الدكتور محمد آل زلفة إن قرار قيادة المرأة للسيارة قد حسم بعد حديث خادم الحرمين الشريفين لإحدى القنوات الفضائية وإن مسألة تطبيقه ليست سوى مجرد وقت بعد أن بين خادم الحرمين الشريفين أن تطبيق القرار لا يعود للموقف الشرعي من تحليله وتحريمه بل لتقبل المجتمع للقرار".
وأضاف آل زلفة أن زوجته وابنتيه سيكن في طليعة من يقود السيارة في حال تطبيق القرار وهو قريب مشيرا إلى أن زوجته أصبحت تحمل رخصة قيادة وأن قيادة المرأة للسيارة ما هي إلا امتداد لركوبها للخيول والحمير والجمال خلال فترات التاريخ".
جاء ذلك على هامش المحاضرة التي ألقاها آل زلفة ضمن فعاليات منتدى قس بن ساعدة الثقافي بمنطقة نجران وسط حضور كثيف من المثقفين والتي تحدث فيها عن تطوير الكيان السياسي في المملكة وقيام الوحدة الوطنية وتعزيز الوحدة الوطنية وعدد من الأمور والقضايا التاريخية والاجتماعية القديمة وضرورة التكاتف في وجه الأفكار الظلامية والتيارات الدخيلة المنادية بإفساد المجتمع. آل زلفة بدأ محاضرته بسرد تاريخي لعلاقته بنجران والظروف التي جمعت بينهما منذ أن سمع اسمها لأول وهلة من خالته المسنة التي كانت تتحدث عنها بإعجاب وجعلته يعيش حالة شغف لمعرفة الكثير عن هذه المنطقة العريقة وكان له ما أراد عندما اتجه لدراسة التاريخ بجامعة الملك سعود وقادته الظروف لزيارة منطقة نجران التي عرف أنها المنطقة الوحيدة التي عاشت استقلالية مميزة ولم تخضع لمستعمر ولم تطأ أرضها أقدام محتل نتيجة عدة عوامل أبرزها شهامة أهلها وشجاعتهم وتكاتف المجتمع.
ويضيف أنه التقى قبل ثلاثين عاما بالشيخ شرفي أبو ساق والذي قدم له خدمات جليلة لا ينساها حتى إنه قدم له وثائق ومعلومات لم تعط لعبدالله فيلبي المستشرق والمؤرخ الشهير.
كما تحدث آل زلفة عن العلاقة التاريخية بين قبيلة يام النجرانية والدولة السعودية منذ تأسيسها والحروب والمكاتبات والتحالفات والتعهدات التي تمت بين الطرفين حتى وقتنا الحالي.
ويؤكد آل زلفة أن "اليوم الوطني القادم الذي سيحتفل به الوطن ومواطنوه هذا العام سيكون مميزا وسيعد بحق أهم عيد ميلاد في ذاكرة هذا الوطن منذ تأسيسه لأنه يأتي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أعطى لهذا الوطن في عام واحد في ظل معطيات مختلفة قامت على أمن الوطن ورخاء شعبه واستقراره".
بعدها فتح الباب للمداخلات والأسئلة حيث أجاب الدكتور آل زلفة على أسئلة الحاضرين وفي رده على مداخلة محمد بن ناجي آل سعد حول ماحملته بعض كتب التاريخ المكتوبة عن منطقة نجران أن قبيلة يام قبيلة مرتزقة ومدى التشويه الذي لحق بسمعة المنطقة جراء ذلك أجاب آل زلفة بأنه من خلال الوثائق التي حصل عليها من الشيخ أبو ساق أو التي وجدها في المكتبات الغربية فلا شيء يدل على أن قبيلة يام كانت مرتزقة كما كتب ولكن هناك مصالح خاصة لقبيلة يام وهي ما يعرف بمصالح القوى العظمى المنتصرة، فهم كغيرهم وقعوا اتفاقيات مع أشراف أبو عريش تقتضي المساندة والنصرة وعدم الاعتداء والخيانة مقابل اتفاق مادي ملزم للطرف الأضعف وهو أمر دارج في السياسة الدولية منذ عصور قديمة.
اللهم ارح المسلمين من هذا العلماني الخبيث وعجل بيومه آمين آمين آمين
منقول من جريدة الوطن