قرأت مؤخراً في الجرائد أخباراً مزعجة عن حوادث متكررة، نتيجة لرعونة السائق الذي قد لايتجاوز من العمر عامين أو ثلاثة فوق العاشرة، والذي يسمح له أبواه بقيادة السيارة، التي تحتاج إلى مهارة وقدرة على التحكم في تقدير المسافات وتفادي الأخطار.
كما انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة التفحيط بين من هم في سن المراهقة، ومن يريدون أن يظهروا أمام أقرانهم بالبطولات الخارقة مع آلة عجماء تتحرك وفقاً لما يفعل بها صاحبها، ولا يُدرك عاقبة ما يفعل بنفسه أو بغيره إذا ا انفلت زمام عجلة القيادة من بين يديه، أثناء هذا اللهو الذي تحدق به المخاطر من كل جانب.
وقائد السيارة يحتاج إلى الاستجابات الحركية السريعة وإلى قصر زمن الرجع حتى يستطيع التحكم في وقوف السيارة في الوقت المناسب، أو الانحراف يميناً أو يساراً عند ظهور مثيرات مفاجئة أمامه، كوقوف سيارة بسرعة خاطفة أمام سيارته، أو مروق طفل بدراجة أمام سيارته، أو كهل يعبر الشارع ويمشي ببطء، أو عائق صلب يعترض الطريق، أو غير ذلك من الأشياء التي يجب تفاديها لتلافي حدوث أخطار أو تصادمات.
وفي العادة عند مواجهة الأخطار أو المثيرات المختلفة المفاجئة، يفزع الإنسان ويخاف ويضطرب، ويختلف الأفراد في انفعالات الخوف اختلافهم في طاقاتهم وقدراتهم المختلفة.
وهذه الانفعالات تتأثر بعمر الإنسان وبمراحل النمو وبأنماط الثقافة التي يحيا في إطارها الفرد منذ بداية تربيته، وبالفروق القائمة بين الأفراد كاختلاف مستويات ذكائهم وسمات شخصياتهم وكون الفرد ذكراً أو أنثى.
وتتلخص انفعالات المراهقين بقصر مداها، فهي تظهر بسرعة وتختفي بسرعة، وكثرة عددها وتحول مظهرها و الحدة في شدتها.
بالنسبة لانفعال الخوف عند المراهقين، فهو يتمثل في الفزع الشديد عند مواجهة المواقف الصعبة، ويظهر ذلك على ملامح الوجه، وارتعاش الجسم، ورعدة وصراخ ويصاحب ذلك تغيرات عضوية داخلية.
والمراهق لا يستطيع أن يتحكم بسرعة في إيقاف سيارته عند مواجهة خطر داهم أو لتفادي الاصطدام بسيارة أمامه، أو عابر يعبر الطريق أمام سيارته، بسبب بطء الاستجابة عند مواجهة المثيرات التي تظهر أمامه أثناء قيادته للسيارة، وطول زمن الرجع لديه، وهو الزمن الذي ينقضي بين ظهور المثير والاستجابة، وعدم تقدير المسافات بينه وبين السيارات التي أمامه أو العوائق التي تعترض طريقه، وعدم التركيز في القيادة والتفكير في أمور أخرى أثناء قيادته للسيارة، وعدم تقدير العواقب وعدم الاكتراث بما يدور حوله.
هذا بالإضافة إلى أن ابتهاج المراهق بالسرعة الفائقة التي يقود بها الآلة العجماء التي يركبها بمفرده أو مع زملائه الصغار.
منقول
أين دور أولياء الأمور الذين اهملوا رعاية أولادهم ومنحوهم الثقه مبكراً ليصولو في شوارعنا وبين ايديهم سلاح خطير لا أحد يعي خطورته إلا عندما تقع الفاجعه؟؟؟
وأين دور الجهات الرقابيه المسئوله في الحد من هذه الظاهره وتوعية أولياء الأمور وتشريع العقوبات؟؟؟