معظم المتسولين من النساء والأجانب.. وشباب يمارسون المهنة باحتراف
ظاهرة التسول تستدعي الحلول العاجلة
كثيرا ما يصادفنا عند الاشارات ان يستوقفنا احدهم يطلب مساعدة مادية بحجة انه محتاج او جائع او مريض, حتى الآن لا غرابة في الامر فالحياة فيها من صور الفقر كما فيها من مشاهد الغنى لكن اللافت في الامر وهو ازدياد هذه المشاهد بشكل اصبح واضحا والغريب ربما في الامر ان نجد العنصر النسائي غالبا عليها مما يسترعي الانتباه ويثير العديد من التساؤلات, من هؤلاء, ولماذا هم كثرة هنا, هل يعقل ان تتفشى ظاهرة الفقر بهذا المستوى لدينا, ما الذي يجمعهم بكثرة هنا, الا يوجد جهات معينة تعيلهم, هل هم صادقون ام محتالون, وهل نحن حين نتعاطف معهم ننصفهم ام نشجعهم على ممارسة التسول؟ هناك العديد من التساؤلات التي تجول في اذهاننا ونحن نقف بقربهم او نعبر امامهم.
التسول ظاهرة سيئة تعتري المجتمع كما يعد وسيلة ممقوتة من وسائل الكسب غير المشروع والسهل, وقد تنم عن فضح صريح لاوضاع اجتماعية وحالات سلوكية خطيرة لا يرجع معظمها للفقر بقدر ما تتدخل فيها عوامل التسيب والتواكل وعدم تحمل المسؤولية بالاضافة للاحتيال والنصب وبعضهم اتخذها مهنة تفرز اعداد مختلفة من الفئات العمرية التي يشكل وجودها عالة تضعف المجتمع وتعطي صورة سيئة عنه, فغالبا ما نشاهد متسولين ينتشرون في كل مكان هنا وهناك في الشوارع والاسواق المزدحمة وقد يطرقون البيوت في اوقات مختلفة, ما يلفتنا احيانا قصاصة من الورق يحملونها قد تبدو مهترئة لكثرة الايدي التي تناقلتها ولا تعرض شيئا واضحا غير حادث ما واقع ومطالب صاحبه بدفع مبلغ ما, يحملها احدهم كشهادة باستحقاقه للمال, وربما نسمعك لكنه التي لا تبو عربية صحيحية كلمة واحدة هي (فقير او محتاج) لا شيء غيرها, بالاضافة لتفننهم وابتكارهم طرقا مختلفة لاستعطاف الناس, وتبدو كثرتهم التي لا مبرر لها احيانا في نظر البعض ظاهرة تخدش الواجهة الاجتماعية خاصة مع كثرتها وتزايد اعدادها, ويتساءل البعض هل يمكننا ان نعتقد بان كل هؤلاء محتاجون ام ان هناك اساليب نصب واحتيال يمارسونها ويهدفون لجمع المال من ورائها لذا فهم يبتكرون وسائل عدة لاقناع الآخرين بحاجتهم للمال وهل هذا ينطبق على الكل وأين الجمعيات الخيرية والشؤون الاجتماعية عنهم, ما الذي يمكننا تحكيمه في امرهم الطيبة والتعاطف مع اوضاعهم ووجود صور الود والرحمة بالفقراء ام العقل ودراسة الواقع الذي نبصر احيانا عدم استحقاقهم به والذي يدعو للعمل لا للتواكل وتسلق جيوب الآخرين, ام ان هناك مسلمات اخرى تتوسط كلا الامرين هي التي تحدد تعاملاتنا معهم وتفرض علينا اتخاذ موقف فاصل في كثرتهم.
وبشأن ظاهرة التسول التي بدأت تستشري بشكل واضح في الاونة الاخيرة اجرت (جريدة اليوم) استطلاعا مع عدد من المواطنين لمعرفة رؤيتهم حولها والوقوف على اسباب الظاهرة نفسها.
الفقر والحاجة
تتحدث (ام علي) عن امرأة مسنة كانت تشاهدها باستمرار تتسول عند احدى الاشارات المرورية, وتذكر انها تحدثت لها حين رأت حالتها فسألتها كيف تأتين الى هنا يا خالة ومن يوصلك الى هنا وهل تطيقين الجلوس كل هذه الساعات وحدك, فاخبرتها الاخرى بان ولدها هو الذي يوصلها هنا ويتركها حتى المساء ثم يعود لاصطحابها بسيارته, وتعلق (ام علي) على الامر بقولها لا اعرف كيف هانت عليه والدته المسنة, انا لا ادري عن ظروفهما الفعلية لكن تركها تستجدي الناس وولدها موجود امر صعب جدا, وفي نظرها انها يجب ان ترتاح لا ان تتعرض لهذا العناء في مرحلة عمرية كهذه, متسائلة من جديد هل امرأة مثلها بحاجة للتسول لكي تعيش وولدها يمكنه ان يعيلها باقل القليل وهل يعقل ان يأتي هو بنفسه ليتركها تتسول من العصر حتى المساء؟ لا يعرف عن ظروفها شيئا, هذا الامر قد يكون مبررا للمسنين لكن ماذا عن الشباب والاطفال؟
مساعدة الفقير واجب ديني وإنساني
ام ازكي تؤمن بان الله خلق في الحياة اغنياء وفقراء, وان مساعدة الفقراء تعطي نوعا من الراحة والرحمة للاغنياء, وهذا الامر منصوص عليه في الكثير من النصوص في ديننا الاسلامي ولهذا يعتبر رد المحتاج وعدم اعطائه نوعا من الاثم خاصة لو كان محتاجا فعلا, وهي ترى ان المحسن لن يتوقف كثيرا لاجل التأكد من استحقاق المتسول فلا مانع من اعطائه مبالغ بسيطة وصرفه بها فهي على كل الاحوال لن تؤثر عليه في شيء كما انها على قلتها ستفي بسد رمق السائل, كما تضيف بان حالات التسول موجودة منذ الزمن الماضي او لكنها ليست بذات الكثرة والكثافة المتواجدة اليوم, فالبعض يستغل الاطفال الرضع لممارسة التسول عند الاشارات المرورية في الشمس والهواء بدافع الحاجة وقد لا يكون الطفل لهم وربما يستأجرونه لهذا الغرض فقط للحصول على المال.
فتيات صغيرات يتسولن
تؤكد (علا مهدي) خريجة ان ظاهرة التسول بدأت تزداد وتستفحل في الاونة الاخيرة بشكل واضح خاصة اننا بدأنا نشاهدها تمارس من فتيات صغيرات واطفال ونساء كبيرات, بل شابات يمتهنها ونحن نشاهدهن بكثرة في الاسواق وامام المحلات التجارية, فنجد اثنتين او ثلاثا هنا وهناك. وتستغرب علا من الامر ربما نحن معتادون على رؤية متسولين لكن فتيات وصغارا في السن فهي ظاهرة تستلزم العجب, كيف يتركهن اهلهن يتسولن هكذا, وتعود علا للتعليق نسمع عن بعضهن قد جمع مبالغ خيالية من التسول ويبدو انهن يتخذنها مصروفا اضافيا والا ما الداعي لذلك؟
منقول للفائده .. وش رايكم بهالوضع