انتحاريان من منفذي تفجير مجمع المحيا سعوديان من
الذين حاربوا في افغانستان
الرياض، جدة - سليمان نمر، جميل الذيابي الحياة 2003/12/2
كشفت السلطات السعودية امس التفاصيل "الكاملة" لعملية تفجير مجمع المحيا
السكني في الرياض في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي, واعلنت عن اسمي
الانتحاريين اللذين نفذا التفجير. وعلمت "الحياة" انهما سعوديان من الذين تدربوا
وقاتلوا في افغانستان مع تنظيم "القاعدة".
وذكر مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية امس ان جهات التحقيق توصلت
الى معرفة الاطراف التي تقف وراء عملية التفجير التي أودت بحياة 17 عربياً من
سكان المجمع الذي يقع في وادي لبن في الرياض. وقال مسؤول امني رفيع
المستوى لـ"الحياة" ان "السلطات تعرف هويات الاشخاص الذين يقفون وراء هذا
التفجير واسماءهم, وانها تلاحقهم لالقاء القبض عليهم وتقديمهم الى القضاء
الشرعي".
واعلن المصدر المسؤول عن اسمي اثنين من منفذي عملية التفجير, وهما: علي
بن ماجد المعدي الحربي, وناصر بن عبدالله السياري, مشيراً الى
انهما "سعوديان من المطلوبين للسلطات في قضايا أمنية". وعلمت "الحياة" انه
أحدهما ناصر السياري يقطن في الرياض وان الآخر علي الحربي هو من سكان
مكة المكرمة.
يذكر ان الناطق الامني الرسمي اشار في تصريحه الى ان اجراءات التحقيق
توصلت الى ان المكان الذي تم فيه تجهيز العملية هو استراحة تقع في حي الدار
البيضاء - جنوب شرقي الرياض - وعثر فيها على المعدات التي استخدمت لتمويه
لون السيارة التي أوضح انها من نوع جيب "تويوتا" مموهة بلون احدى
القطاعات الامنية. وكانت "الحياة" اشارت عقب التفجير الى ان منفذيها
استخدموا سيارة مشابهة لسيارات قوات الامن الخاصة.
ويلاحظ ان الداخلية السعودية اعلنت عن تفاصيل عملية تفجير مجمع المحيا بعد
اقل من شهر على وقوعها وذلك بعدما "تمكنت سلطات التحقيق من كشف ابعاد
هذا الحادث الاجرامي" الذي استخدمت فيه ثلاثمئة كيلوغرام من المواد المتفجرة.
واوضحت الوزارة تفاصيل ما جرى في العملية كما يأتي:
"أولاً: عند الثانية عشرة ليل السبت 14/9/1424هـ /الموافق 8 تشرين الثاني
الماضي قامت مجموعة إرهابية تستقل سيارة من نوع "مكسيما" بيضاء اللون
بالمرور من أمام مجمع المحيا السكني وإلقاء قنابل يدوية على الحراسات
الموجودة أمام بوابة المجمع وإطلاق النار بكثافة عليهم أعقب ذلك إدخال سيارة
جيب إلى المجمع وهي من نوع "تويوتا" مموهة بلون إحدى القطاعات الأمنية
ومحملة بالمتفجرات ومن ثم تفجيرها داخل المجمع في عملية انتحارية.
ثانياً: تم التعرف من خلال فحص الحمض النووي الوراثي (دي إن ايه) على اثنين
من منفذي عملية التفجير وهما علي بن حامد المعبدي الحربي, وناصر بن عبدالله
بن ناصر السياري, وكلاهما سعودي الجنسية ومن المطلوبين في قضايا أمنية.
ثالثاً: توصلت جهات التحقيق إلى معرفة الأطراف التي تقف خلف هذه العملية ولا
تزال إجراءات المتابعة قائمة.
رابعاً: المواد المستخدمة في التفجير تزن 300 كيلو غرام وهي عبارة عن خليط
من المواد المتفجرة.
خامساً: أسفرت إجراءات التحقيق عن التوصل إلى المكان الذي تم فيه التجهيز
للعملية وهو عبارة عن استراحة تقع في حي الدار البيضاء حيث عثر فيها على
المعدات التي استخدمت لتمويه لون السيارة بما في ذلك ماكينة كهربائية لرش
الصباغ".
واكد المصدر بأن الأجهزة الأمنية المختصة تقوم بمتابعة منفذي هذا الاعتداء
الإجرامي وانها ستقبض عليهم وتقدمهم للقضاء الشرعي.