خالد بن سنان.. النبي الذي ضيعه قومه
جاء في السنة المطهرة أن عدد الأنبياء الذين أرسلهم الله لخلقه بلغ 24 الفا لم يذكر منهم فى القرآن سوى خمسة وعشرين {ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك}. وكان من بين هؤلاء (نبي) عربي ظهر قبل الاسلام يدعى «خالد بن سنان» قال عنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ذاك نبي ضيعه قومه!!
وقد جاء في بعض المصادر أنه كان يحث العرب على دين عيسى عليه السلام ولم يكن في نسل إسماعيل نبي عربي غيره (قبل ظهور خاتم الأنبياء).. وقال عنه ابن الأثير: من معجزاته أن ناراً ظهرت بين العرب فافتتنوا بها وكادوا يدينون بالمجوسية من أجلها فأطفأها وهو في وسطها تتأجج..
وقد جاء في بعض الأحاديث أن ابنة خالد بن سنان (وتدعى محياة) وفدت على رسول الله فبسط لها رداءه وأجلسها عليه وقال: ابنة نبي ضيعه أهله .. وفي رواية أخرى مرحباً بابنة أخي (كما جاء في كتاب الإصابة للعسقلاني، وتاريخ الخميس للبكري، والأعلام للزركلي، وزاد المعاد لابن القيم الجوزية)!!
وكان نبينا الكريم كثيراً مايسأل عنه وفود بني عبس قبل مقدم ابنته (كما يوحي تسلسل الروايات)، فقد أخرج ابن شاهين في الصحابة أن مشيخة (أو جماعة) من بني عبس قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له قصة خالد بن سنان فقال لصحابته ذاك نبي ضيعه قومه.. ونقل المسعودي في مروج الذهب عن أبي هريرة أنه قال: قدم ثلاثة نفر من بني عبس على رسول الله فسألهم عن خالد بن سنان فقالوا لا عقب له فقال «نبي ضيعه قومه» ثم أنشأ يحدث عنه حديث نبوة.. كما جاء في زاد المعاد أن وفدا من بني عبس قدموا للمدينة فقالوا: يا رسول الله قدم علينا قراؤنا فأخبرونا أنه لا إسلام لمن لا هجرة له (...) فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله حيث كنتم فلن يلتكم الله من أعمالكم شيئا ثم سألهم عن خالد بن سنان فأخبروه أنه لا عقب له وانما كانت له ابنة فانقرضت فأنشأ يحدث عنه حديث نبوة..
ومن القصص التي تروى عن خالد بن سنان أنه أطفأ نارا غليظة كانت تخرج من صدع في الأرض قرب ديار عبس (وقد تكون من الشقوق البركانية التي يرى شبيهها حتى اليوم في حرار المدينة). وكانت هذه النار تسيح في الأرض فتقطع الطرق وتأكل ما حولها فهابها الناس وكادوا يعبدونها.. وحين أفتتن بها قومه قال لهم سأطفئ عنكم نار الحرتين فقال له عمارة بن زياد (وهو من أشراف عبس) والله ما قلت لنا قط إلا حقا فانطلق معه برفقة ثلاثين رجلاً. وحين وصلوا إلى النار خط لهم خطاص فأجلسهم فيه وقال إن أبطأت عليكم فلا تدعوني باسمي حتى أعود. فخرجت النار نحوهم فاستقبلها خالد بعصاه وظل يضربها حتى أعادها لمكانها ودخل معها الشق. وحين أبطأ عليهم قال عمارة بن زياد والله لو كان صاحبكم حيا لخرج منها الآن فنادوه باسمه فخرج إليهم وهو يقول ألم أنهكم أن تدعوني باسمي لقد قتلتموني والله (... ولعل هذا المقصود بضيعه قومه)... ليس هذا فحسب، بل قال لهم - حين حضرته الوفاة - إذا رأيتم عيراً يطوف بقبري فاحفروا عني فإني أخبركم بإذن الله بما هو كائن إلى يوم القيامة. فلما رأوا العير بعد ثلاثة أيام هابوا ذلك فاختلفوا في نبش قبره فتركوه مكانه (... روى ذلك الحاكم وأبو يعلى والطبراني والمسعودي وأبن الأثير)!!