أشعرُ بالوجع الممتد إلى مالا نهاية.. وإن كتبت أو ما كتبت الوجع باق ٍ باق !!
ومع ذلك أريد أن أسيرُ فوقه عسى أن تُزهقَ رُوحَه ,
ومن يُحب منكم أن يرافقني ..
يتفضل :
في أثناء تجولي بأحد المجمعات التجارية بالرياض رأيت عجباً !!
موقف لا يزالُ عالقاً بالمخيلة , يشوه تلافيف الذاكرة !!
بطَلهُ ذلك الرجل الذي حضر إلى المجمع برفقة زوجته , كنا بقسم الأقمشة النسائية
وربما زوجته من النوع الذي يبحث عن التميز أو لديها تصور معين رسمته بمخيلتها تبحث عنه ..
استغرقت رحلة بحثها تلك من بداية وقت العصر حتى أذان المغرب ..
كنت المحهما بين الفينة والأخرى ..
وما أن أرتفع صوت الحق معلناً دخول وقت المغرب حتى حدث مالم يكن بالحسبان !!
ثارَ الرجل ورأيته يركض كمن أصابه مس من الجان
كان يركض إلى خارج المجمع وهو يرفع يديه عالياً وبصوت سمعته الأحياء المجاورة
يدعوا عليها تارة بالأخذ من لدن عزيز مقتدر , وتارة بالطرد والإبعاد من رحمة الله !!
والمسكينة تهرول خلفه تحاول أن لا تضيعه وسط ذهول المتسوقين !!
خَرَجَتْ من السوق خالية الوفاض, وهو يصوب نحوها وابل من الدعاء بالفناء وقصف الأعمار!!
لقد أضاعت وقته, بل أضاعت عمرها بقرب هذا الجان البشري الذي ركبه التخلف
من رأسه لأخمص قدميه !!
سحقاً للرجل الذي يمارس عنجهيته على امرأة مغلوبة على أمرها!!
(عُدتُ إلى نفسي أُحدثها :
ما هذه [ الجلافة ] وعدم احترام المرأة يا أهل الرياض!! ليتكم تتعلمون الذوق والأتيكيت من أهل الحجاز
)
لا نشك في جنون هذا الرجل , لكن كان بودي لو أخضعت هذه المتخلفة لاختبار قدراتها العقلية !!
لماذا تهرول خلف هذا المعتوه نفسيا والمختل عقليا ؟
رجل يركض كالمجنون خارج السوق لأن زوجته أضاعت وقته الثمين !!
لا ... ويمطرها بالدعاء على مرأى من المتسوقين !!
( طيب أدعِ بينك وبين نفسك , حفاظا على مشاعر المسكينة
)
وفيها أيه يعني .. حتى لو فرضنا أن هذا ثالث أو رابع سوق تذهب إليه ولم تجد ضالتها ؟
لا أدري ما هي القضية بالضبط ؟
هل السوق هو العدو اللدود للرجل , و المكان الذي يفقد به صوابه ؟
أم المسألة مسألة عنف يقع على المرأة في أي كل مكان لا شأن للسوق به ؟