[align=center]هل سألك أحدٌ من قبل هذا السؤال:
كيف حال قلبك مع ربك ..؟!
مقياس ذلك كثرة ذكر الله عزوجل أو قلّته أو حتى عدمه -
والعياذ بالله-..
مصارحتك لنفسك ستكشف لك حالة قلبك مع ربك تعالى...!
فالذكر هو الزاد الحقيقي الذي يُحيي قلوبنا ويرقيها
ويسمو بها وهو الذي نبلغ به رضا ربنا جلّ في عُلاه...
وهو أن تجعل لسانك لا يدور إلاّ بما يزيدك من الله قرباً ...
وهي عبادة سهلة ميسورة لمن يسرها الله عليه ...
ولا تُكلّفك شيئاً ... ولها من الثمرات ما لا تحصى...!!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
<< ما عمل آدمي عملاً أنجى من عذاب الله من ذكر الله >>
سؤال آخر .
كم عمرك..؟!
عمرك الحقيقي الذي كان مداره ومحوره الله تبارك وتعالى ...!
وهنا تحتاج أيضاً لمصارحة نفسك فإن كان عمرك لله وفي الله وبالله فقد أفلحت ..
وإن كان غير ذلك
فاعتبر نفسك في عداد الأموات..
ما لم تسارع بالتوبة واللحاق بركب الذاكرين الله كثيراً والذاكرات..
ما العمر الحقيقي إلاّ ما تقضينه بالذكر ...
والعمر فيما سواه هباء ولا معنى له ..!
" يا اين آدم ...إنما أنت أياماً مجموعة .. فإذا ذهب يومك ...ذهب بعضك..
كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره ...
وشهره يهدم سنته ... وسنته تهدم عمره ...!
فكيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله .... وتقوده حياته إلى موته ...!
قال الفضيل ابن عياض لرجل:
كم أتت عليك؟ - أي كم عمرك؟
قال الرجل : ستون سنة .
قال: فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ..!
فقال الرجل: إنّا لله وإنّا إليه راجعون ....
فقال الفضيل: أتعرف تفسيره..؟!
تقول < إنّا لله وإنّا إليه راجعون >
فمن عرف أنه عبدٌ لله وأنه إليه راجع ... فليعلم أنه موقوف.
ومن عَلِمَ أنه موقوف ... فليعلم أنه مسؤول ...
ومن عَلِمَ أنه مسؤول ... فليُعِد للسؤال جواباً ...!
فقال الرجل: ماالحيلة ؟
قال: يسيره..
فقال الرجل : فما هي ؟
قال: تُحسن فيما بقي ... يُغفر لك ما مضى ...
فإن أنت أسأت فيما بقي.. اُخِذتَ بما بقي ومضى..!
ينجينا من ذلك كلّه التوبة النصوح
والإكثار من ذكر الكريم المنّان..!
قال الشاعر:
نسيرُ إلى الآجـــالِ في كل لحظةٍ .............. وأيامنا تُـطوى وهــنَّ مراحــلُ
ولم أرى مثل الـمـــوت حقاً كأنه ............... إذا ما تخطـّتـهُ الأماني باطـــلُ
وما أقبحَ التفريطُ في زمنِ الصبا ............ فكيفَ بهِ والشيبُ للرأسِ شاعـلُ
تَرحّل عن الدنيا بزادٍ من التُــقــى............. فعــمــركَ أيـــامٌ وهــنَّ قــلائـــل
ما من يوم ينشق فجره إلاّ وينادي :
يا ابن آدم ... أنا خلقٌ جديد .. وعلى عملك شهيد ...
فتزوّد مني .. فإني لا أعود إلى يوم القيامة..!
فلنتزود من ذكر الله ...
فهو عمل غير مكلف ولا مجهد ... بل تجارة رابحة..!
فالعمر الذي نقضيه في ذكر الله هو حجّة لنا أما ما سواه فهو حجّة علينا .
فلننتبه..!![/align]