أنت الوصول.. عندما عرفت ذلك جيدا.. قررت ألا أصل..
قررت أن أجعل بيني وبينك.. حقلاً من دوار شمس..
وبعض زرقة بحر..
مثلك يعرف.. أن الوصول.. نهاية.. وستائر مسدلة..
مثلك يعرف.. أننا في الوصول نتشابه.. وأن (القبل) يغري بالاختلاف.. يغري بقراءة المختلف.
مثلك يعرف.. أن الأبجدية التي تقرأ من الألف إلى الياء.. ستنتحر قريبا بفعل الاكتمال.. وأن تلاوة الحروف مبعثرة.. سيجمع أبيات القصيد..!!!
مثلك يفهم جيدا.. جماليات الموارب.. وخشوع السمع للهدوء في مهرجانات الصخب..!!!
مثلك الذي يلعب وهو ينسى أنه يلعب.. يصبح الوصول.. هزيمته.. رغم أن اللعب نصره..!!!
مثلك.. يكره الخطوط المستقيمة تلك التي تجعلنا نصل مسرعين.. كنهاية.
في التعرجات من السهل أن نرسم جبالا وسهولا أشجارا وزهورا بحارا وصحراوات ونجعلها في مكان واحد دون أن نشعر بالتناقض..!!
مثلك يعرف.. أن خطوة أو اثنتين أو عشراً للوراء.. تطيل عمر الحكاية عندما نشارف أضواء الوصول..!
مثلك يعرف.. أن شهر زاد استطاعت أن تؤجل (حد السيف) لأنها انتعلت ريح الحكايا.. والسيف لا يقوى الريح أبدا..!!
مثلك يعرف.. أن الاقتراب يحرق قامة الترقب.. وألاّ أسوأ من مراقبة النهاية!!!
يعرف من هو مثلك.. أن رأساً غفى على صدر زرقه.. يفهم تماما كيف (يمد) سجادة العمر ليصبح الموج أبعد.. وفي متناول النظرة فقط..
مثلك يعرف.. أن مثلي يعرف.. أن مثلنا يجب أن يعرف.. لذة ألاّ نصل..!!
*غادة عبدالله الخضير