«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»
*
*
لكل أسلوبه ولكل بصمته ولكل مكانته ليس بالضرورة أن تكون المكانة مرتبطة بالمنصب
فقد تكون المكانة المقرونة بالود والاحترام والحب والتقدير لمن حولنا .
الأسلوب هو الطريق .. ويقال سلكت أسلوب فلان في كذا أي اتبعت طريقته ..
في التفكير .. في الحديث .. في النظر .. طريقة جلستك وقفتك .. نبرة صوتك ..
ردود أفعالك .. وكل ما يعكس شخصيتك ..
فنحن حين نتحدث نعطي الآخرين انطباعاً عنا إما إيجابياً أو سلبياً ..
انطباع يكون نتيجة للأسلوب الذي تكلمنا به أو ظهرنا به أمامهم ..
وكم من الأساليب التي تدخل الناس إلى قلوبنا بلا مقدمات أو بفرح غامر وأخرى
تجعلنا نغلق قلوبنا أمامهم من كلمة أو نظرة أو موقف أو ردة فعل ومن الأساليب
التي تحيّر الإنسان هو أسلوب الإنسان المزاجي من يؤرجحك بين القبول والرفض .
دعونا نتوقف عند الأساليب التي تحجز لمن نتعامل معهم مقاعد في قلوبنا
وحدائق ومساحات خضراء مثلاً : إنسان يحترمك ويحبك ويستمع لك ويأخذ برأيك ..
عشت معه في الشدة والرخاء .. يحتوي ضعفك وقوتك .. قوله يطابق عمله ..
إن غبت ذكرك بالخير وإن حضرت هو كذلك .. كل ما يتعامل به معك لا يشير إلا أن له
أسلوب جميل وصادق وواضح في التواصل معك ..
أسلوب يجعله الأثير لديك وبالتالي لا مكان له إلا القلب ،
وهناك من لا يسكن قلبه إلا الحقد والحسد لك، أسلوب حديثه ونظراته يجعلانك تنفر منه،
كل ما يشغله من أين لك هذا ؟ وكيف فعلت ذاك الأمر .. يتغامز ويتلامز عليك ..
يتفنن في تشويه صورتك بأساليب تناسب تفكيره المحدود وقلبه المظلم وبالتالي
فأين ستكون مكانته إلا خارج القلب .
أمـــــــا الإنسان المزاجي فهو الشخص المتعب الذي تأتي أساليبه من منطلق المزاج
الذي يكون عليه فمثلاً : تبدأ معه حديث ما فتجد رده بضيق وملل وكآبة ضارباً بعرض الحائط
فارق السن بينكما أحياناً أو حتى الذوق واحترام المكان والشخص ومن معهم لئلا يسبب له
أي إحراج .. طبعاً هذا أسلوبه إن كان متعكر المزاج ولكن إن كان مزاجه عال العال فأنت –
أمك أو حماتك أو من شئت داعية لك – تجد هذا المزاجي الرايق يتحدث بكل ذوق واحترام ويبتسم
ويتجاذب معك أطراف الحديث ويناقشك بطريقة تتمنى أن يطول بها النقاش ..
سبحان الله هناك من يعتقد أن من حوله لا يتأثر بما يجد من انفعالات متباينة وأنها لا تؤثر
على مكانته وقربه منا .. يعتقد الذي يتعامل وفقاً لمزاجه وأهوائه أن الآخرين سيبقون معه دائماً ..
لا يدري أن النفس البشرية تتأثر وربما تلقائياً تنسحب لحين تصل إلى مرحلة الغياب .
فعلاً كم من العلاقات الإنسانية القريبة والبعيدة تفقد رونقها وجمالها ومصداقيتها بسبب الأساليب
التي نستخدمها مع من حولنا .. أحياناً تكون سوء تقدير منا وأحياناً اعتقاداً بأن من يحب سيقبل
وسيرضى وسيمر الموضوع وأحياناً أخرى تغشى الأنانية أبصارنا فلا نكثر بالآخر ونبدأ بسيل
من الأساليب والتصرفات المؤلمة والتجاهل والإهمال وكأننا وحدنا من يعاني .
حقيقة الأسلوب الذي لم أتحدث عنه إلا قليلاً أكبر من أن أحتويه هنا لأنه يرتبط بكثير من الأمور
ويمكن تناوله في أكثر من مجال فمثلاً أسلوب الكاتب يحتمل أن نتوقف عن القراءة
حال ما لم يعجبنا أسلوبه وقد نقرأ باهتمام لأن أسلوبه جميل ومؤثر .
أخـــــيراً :
تذكر قول الله تعالى : " ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك " آية 159 من سورة آل عمران .
تذكر أن أسلوبك يساوي مكانتك .. كلما ارتقى أسلوبك كلما علت مكانتك.
*
*
*«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»
انثر فائق احترامي و تقديري لكمــ ...
البــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارق