نُونْ وَ مَا يَسْطُرُون فصحى, حر, خواطر, نثر, قصة,أمثال وحكم, مقالة

إضافة رد
كاتب الموضوع الحور مشاركات 39 المشاهدات 5526  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 10-13-2008, 01:28 AM   #1
معلومات العضو
عضو مشارك

رقم العضوية : 14961
تاريخ التسجيل: Oct 2008
مجموع المشاركات : 97
الإقامة : My room
قوة التقييم : 17
الحور is on a distinguished road
موسوعة الشعراء ( الفصحى )

موسوعة الشعراء ( الفصحى )

أخواني و أخواتي

مشرفين و أعضاء وزوار

هذا الموضوع يختص بذكر شعراء العرب لكل العصور قديمها و حديثها

بسم الله نبداء

التوقيع : الحور
خذها نصيحه صادقـه مـن لسانـي
ما دام ربـي فـي حياتـك معافيـك

العمر لحظـه واكثـر العمـر فانـي
واللي زرعته تحصده بيـن أياديـك

علمت نفسي مـا تجـي بالهوانـي
لان الحيـاة دروس منهـا توعيـك
الحور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-13-2008, 01:29 AM   #2
معلومات العضو
الحور
عضو مشارك

رقم العضوية : 14961
تاريخ التسجيل: Oct 2008
مجموع المشاركات : 97
الإقامة : My room
قوة التقييم : 17
الحور is on a distinguished road

[align=center]شعراء مصر والسودان --- الشاعر علي محمود طه
علي محمود طه

نبذة عن حياة

ولد علي محمود طه في الثالث من أغسطس سنة 1901 بمدينة المنصورة عاصمة الدقهلية لأسرة من الطبقة الوسطى وقضى فيها صباه . حصل على الشهادة الابتدائية وتخرج في مدرسة الفنون التطبيقية سنة 1924م حاملاً شهادة تؤهله لمزاولة مهنة هندسة المباني . واشتغل مهندساً في الحكومة لسنوات طويلة ، إلى أن يسّر له اتصاله ببعض الساسة العمل في مجلس النواب .

وقد عاش حياة سهلة لينة ينعم فيها بلذات الحياة كما تشتهي نفسه الحساسة الشاعرة . وأتيح له بعد صدور ديوانه الأول " الملاح التائه " عام 1934 فرصة قضاء الصيف في السياحة في أوربا يستمتع بمباهج الرحلة في البحر ويصقل ذوقه الفني بما تقع عليه عيناه من مناظر جميلة .

وقد احتل علي محمود طه مكانة مرموقة بين شعراء الأربعينيات في مصر منذ صدر ديوانه الأول " الملاح التائه "، وفي هذا الديوان نلمح أثر الشعراء الرومانسيين الفرنسيين واضحاً لا سيما شاعرهم لامارتين . وإلى جانب تلك القصائد التي تعبر عن فلسفة رومانسية غالبة كانت قصائده التي استوحاها من مشاهد صباه حول المنصورة وبحيرة المنزلة من أمتع قصائد الديوان وأبرزها. وتتابعت دواوين علي محمود طه بعد ذلك فصدر له : ليالي الملاح التائه (1940)- أرواح وأشباح (1942)- شرق وغرب (1942)- زهر وخمر (1943)- أغنية الرياح الأربع (1943)- الشوق العائد (1945)- وغيرها.

وقد كان التغني بالجمال أوضح في شعره من تصوير العواطف، وكان الذوق فيه أغلب من الثقافة . وكان انسجام الأنغام الموسيقية أظهر من اهتمامه بالتعبير. قال صلاح عبد الصبور في كتابه " على مشارف الخمسين ": قلت لأنور المعداوي: أريد أن أجلس إلى علي محمود طه. فقال لي أنور : إنه لا يأتي إلى هذا المقهى ولكنه يجلس في محل " جروبي " بميدان سليمان باشا. وذهبت إلى جروبي عدة مرات، واختلست النظر حتى رأيته .. هيئته ليست هيئة شاعر ولكنها هيئة عين من الأعيان . وخفت رهبة المكان فخرجت دون أن ألقاه، ولم يسعف الزمان فقد مات علي محمود طه في 17 نوفمبر سنة 1949 إثر مرض قصير لم يمهله كثيراً وهو في قمة عطائه وقمة شبابه ، ودفن بمسقط رأسه بمدينة المنصورة . ورغم افتتانه الشديد بالمرأَة وسعيه وراءها إلا أنه لم يتزوج .

وعلي محمود طه من أعلام مدرسة "أبولو" التي أرست أسس الرومانسية في الشعر العربي.. يقول عنه أحمد حسن الزيات: كان شابّاً منضور الطلعة، مسجور العاطفة، مسحور المخيلة، لا يبصر غير الجمال، ولا ينشد غير الحب، ولا يحسب الوجود إلا قصيدة من الغزل السماوي ينشدها الدهر ويرقص عليها الفلك!!

ويرى د. سمير سرحان ود. محمد عناني أن "المفتاح لشعر هذا الشاعر هو فكرة الفردية الرومانسية والحرية التي لا تتأتى بطبيعة الحال إلا بتوافر الموارد المادية التي تحرر الفرد من الحاجة ولا تشعره بضغوطها.. بحيث لم يستطع أن يرى سوى الجمال وأن يخصص قراءاته في الآداب الأوروبية للمشكلات الشعرية التي شغلت الرومانسية عن الإنسان والوجود والفن، وما يرتبط بذلك كله من إعمال للخيال الذي هو سلاح الرومانسية الماضي.. كان علي محمود طه أول من ثاروا على وحدة القافية ووحدة البحر، مؤكداً على الوحدة النفسية للقصيدة، فقد كان يسعى - كما يقول الدكتور محمد حسين هيكل في كتابه ثورة الأدب - أن تكون القصيدة بمثابة "فكرة أو صورة أو عاطفة يفيض بها القلب في صيغة متسقة من اللفظ تخاطب النفس وتصل إلى أعماقها من غير حاجة إلى كلفة ومشقة.. كان علي محمود طه في شعره ينشد للإنسان ويسعى للسلم والحرية؛ رافعاً من قيمة الجمال كقيمة إنسانية عليا..

ويعد الشاعر علي محمود طه أبرز أعلام الاتجاه الرومانسي العاطفي في الشعر العربي المعاصر ، وقد صدرت عنه عدة دراسات منها كتاب أنور المعداوي " علي محمود طه: الشاعر والإنسان " وكتاب للسيد تقي الدين " علي محمود طه، حياته وشعره " وكتاب محمد رضوان " الملاح التائه علي محمود طه "، وقد طبع ديوانه كاملاًََ في بيروت

ومن قصائده


فلسطين


أَخِي ، جَاوَزَ الظَّالِمُونَ المَـدَى ..... فَحَقَّ الجِهَادُ ، وَحَقَّ الفِـدَا
أَنَتْرُكُهُمْ يَغْصِبُونَ العُرُوبَــةَ ..... مَجْدَ الأُبُوَّةِ وَالسُّــؤْدَدَا ؟
وَلَيْسُوا بِغَيْرِ صَلِيلِ السُّيُـوفِ ..... يُجِيبُونَ صَوْتَاً لَنَا أَوْ صَدَى
فَجَرِّدْ حُسَامَكَ مِنْ غِمْــدِهِ ...... فَلَيْسَ لَـهُ، بَعْدُ ، أَنْ يُغْمَـدَا


ميلاد شاعر


هبط الأرض كالشعاع السنيّ ..... بعصا ساحر و قلب نبيّ
لمحة من أشعّة الرّوح حلت ..... في تجاليد هيكل بشريّ
ألهمت أصغريه من عالم الحكـ .... ـمه و النّور كلّ معنى سريّ
و حبته البيان ريّا من السحـ ..... ـر به للعقول أعذب ريّ


قلبي


كالنّجم في خفق و في ومض .... متفرّدا بعوالم السّدم
حيران يتبع حيرة الأرض .... و مصارع الأيّام و الأمم


أميرة الشرق


يا بشير المنى ، أحلم شباب ..... مرّ بالنهر ، أم غرام جديد ؟
أم شدا الأنبياء بالضّفة الخضر .... اء أم قام للملائك عيد ؟
مهرجان ، ممالك الشّرق فيه .... دعوات ، و فرحة و نشيد

[/align]

الحور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-13-2008, 01:29 AM   #3
معلومات العضو
الحور
عضو مشارك

رقم العضوية : 14961
تاريخ التسجيل: Oct 2008
مجموع المشاركات : 97
الإقامة : My room
قوة التقييم : 17
الحور is on a distinguished road

[align=center]محمود سامي البارودي

ولد محمود سامي البارودي بالقاهرة في (27من رجب 1255 هـ = 6 من أكتوبر 1839م) لأبوين من الجراكسة، وجاءت شهرته بالبارودي نسبة إلى بلدة "إيتاي البارود" التابعة لمحافظة البحيرة بمصر، وكان أحد أجداده ملتزمًا لها ويجمع الضرائب من أهلها.

نشأ البارودي في أسرة على شيء من الثراء والسلطان، فأبوه كان ضابطًا في الجيش المصري برتبة لواء، وعُين مديرًا لمدينتي "بربر" و"دنقلة" في السودان، ومات هناك، وكان ابنه محمود سامي حينئذ في السابعة من عمره.

تلقى البارودي دروسه الأولى في بيته، فتعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ النحو والصرف، ودرس شيئًا من الفقه والتاريخ والحساب، ثم التحق وهو في الثانية عشرة من عمره بالمدرسة الحربية سنة (1268هـ = 1852م)، وفي هذه الفترة بدأ يظهر شغفًا بالشعر العربي وشعرائه الفحول، وبعد أربع سنوات من الدراسة تخرّج برتبة "باشجاويش" ثم سافر إلى إستانبول مقر الخلافة العثمانية، والتحق بوزارة الخارجية، وتمكن في أثناء إقامته من إتقان التركية والفارسية ومطالعة آدابهما، وحفظ كثيرًا من أشعارهما، ودعته سليقته الشعرية المتوهجة إلى نظم الشعر بهما كما ينظم بالعربية، ولما سافر الخديوي إسماعيل إلى العاصمة العثمانية بعد توليه العرش ليقدم آيات الشكر للخلافة، ألحق البارودي بحاشيته، فعاد إلى مصر بعد غيبة طويلة امتددت ثماني سنوات، ولم يلبث أن حنّ البارودي إلى حياة الجندية، فترك معية الخديوي إلى الجيش برتبة بكباشي.

حياة الجندية

وفي أثناء عمله بالجيش اشترك في الحملة العسكرية التي خرجت سنة (1282 هـ = 1865م) لمساندة جيش الخلافة العثمانية في إخماد الفتنة التي نشبت في جزيرة "كريت"، وهناك أبلى البارودي بلاء حسنًا، وجرى الشعر على لسانه يتغنى ببلده الذي فارقه، ويصف جانبًا من الحرب التي خاض غمارها، في رائعة من روائعه الخالدة التي مطلعها:

أخذ الكرى بمعاقد الأجفان ..... وهفا السرى بأعنة الفرسان
والليل منشور الذوائب ضارب ..... فوق المتالع والربا بجران
لا تستبين العين في ظلماته ..... إلا اشتعال أسِنَّة المران

وبعد عودة البارودي من حرب كريت تم نقله إلى المعية الخديوية ياورًا خاصًا للخديوي إسماعيل، وقد ظل في هذا المنصب ثمانية أعوام، ثم تم تعيينه كبيرًا لياوران ولي العهد "توفيق بن إسماعيل" في (ربيع الآخر 1290هـ = يونيو 1873م)، ومكث في منصبه سنتين ونصف السنة، عاد بعدها إلى معية الخديوي إسماعيل كاتبًا لسره (سكرتيرًا)، ثم ترك منصبه في القصر وعاد إلى الجيش.

ولما استنجدت الدولة العثمانية بمصر في حربها ضد روسيا ورومانيا وبلغاريا والصرب، كان البارودي ضمن قواد الحملة الضخمة التي بعثتها مصر، ونزلت الحملة في "وارنة" أحد ثغور البحر الأسود، وحاربت في "أوكرانيا" ببسالة وشجاعة، غير أن الهزيمة لحقت بالعثمانيين، وألجأتهم إلى عقد معاهدة "سان استفانوا" في (ربيع الأول 1295هـ = مارس 1878م)، وعادت الحملة إلى مصر، وكان الإنعام على البارودي برتبة "اللواء" والوسام المجيدي من الدرجة الثالثة، ونيشان الشرف؛ لِمَا قدمه من ضروب الشجاعة وألوان البطولة.

العمل السياسي

بعد عودة البارودي من حرب البلقان تم تعيينه مديرًا لمحافظة الشرقية في (ربيع الآخر 1295هـ = إبريل 1878م)، وسرعان ما نقل محافظًا للقاهرة، وكانت مصر في هذه الفترة تمر بمرحلة حرجة من تاريخها، بعد أن غرقت البلاد في الديون، وتدخلت إنجلترا وفرنسا في توجيه السياسة المصرية، بعد أن صار لهما وزيران في الحكومة المصرية، ونتيجة لذلك نشطت الحركة الوطنية وتحركت الصحافة، وظهر تيار الوعي الذي يقوده "جمال الدين الأفغاني" لإنقاذ العالم الإسلامي من الاستعمار، وفي هذه الأجواء المشتعلة تنطلق قيثارة البارودي بقصيدة ثائرة تصرخ في أمته، توقظ النائم وتنبه الغافل، وهي قصيدة طويلة، منها:

جلبت أشطر هذا الدهر تجربة ..... وذقت ما فيه من صاب ومن عسل
فما وجدت على الأيام باقية ..... أشهى إلى النفس من حرية العمل
لكننا غرض للشر في زمن ..... أهل العقول به في طاعة الخمل
قامت به من رجال السوء طائفة .... أدهى على النفس من بؤس على ثكل
ذلت بهم مصر بعد العز واضطربت ..... قواعد الملك حتى ظل في خلل

وبينما كان محمد شريف باشا رئيس مجلس النظار يحاول أن يضع للبلاد دستورًا قويمًا يصلح أحوالها ويرد كرامتها، فارضًا على الوزارة مسؤوليتها على كل ما تقوم به أمام مجلس شورى النواب، إذا بالحكومة الإنجليزية والفرنسية تكيدان للخديوي إسماعيل عند الدولة العثمانية لإقصائه الوزيرين الأجنبيين عن الوزارة، وإسناد نظارتها إلى شريف باشا الوطني الغيور، وأثمرت سعايتهما، فصدر قرار من الدولة العثمانية بخلع إسماعيل وتولية ابنه توفيق.

ولما تولّى الخديوي توفيق الحكم سنة (1296هـ = 1879م) أسند نظارة الوزارة إلى شريف باشا، فأدخل معه في الوزارة البارودي ناظرًا للمعارف والأوقاف، ونرى البارودي يُحيّي توفيقًا بولايته على مصر، ويستحثه إلى إصدار الدستور وتأييد الشورى، فيقول:

سن المشورة وهي أكرم خطة ..... يجري عليها كل راع مرشد
هي عصمة الدين التي أوحى بها .... رب العباد إلى النبي محمد
فمن استعان بها تأيد ملكه ..... ومن استهان بها لم يرشد

غير أن "توفيق" نكص على عقبيه بعد أن تعلقت به الآمال في الإصلاح، فقبض على جمال الدين الأفغاني ونفاه من البلاد، وشرد أنصاره ومريديه، وأجبر شريف باشا على تقديم استقالته، وقبض هو على زمام الوزارة، وشكلها تحت رئاسته، وأبقى البارودي في منصبه وزيرًا للمعارف والأوقاف، بعدها صار وزيرًا للأوقاف في وزارة رياض.

وقد نهض البارودي بوزارة الأوقاف، ونقح قوانينها، وكون لجنة من العلماء والمهندسين والمؤرخين للبحث عن الأوقاف المجهولة، وجمع الكتب والمخطوطات الموقوفة في المساجد، ووضعها في مكان واحد، وكانت هذه المجموعة نواة دار الكتب التي أنشأها "علي مبارك"، كما عُني بالآثار العربية وكون لها لجنة لجمعها، فوضعت ما جمعت في مسجد الحاكم حتى تُبنى لها دار خاصة، ونجح في أن يولي صديقه "محمد عبده" تحرير الوقائع المصرية، فبدأت الصحافة في مصر عهدًا جديدًا.

ثم تولى البارودي وزارة الحربية خلفًا لرفقي باشا إلى جانب وزارته للأوقاف، بعد مطالبة حركة الجيش الوطنية بقيادة عرابي بعزل رفقي، وبدأ البارودي في إصلاح القوانين العسكرية مع زيادة رواتب الضباط والجند، لكنه لم يستمر في المنصب طويلاً، فخرج من الوزارة بعد تقديم استقالته (25 من رمضان 1298 = 22 من أغسطس 1881م)؛ نظرًا لسوء العلاقة بينه وبين رياض باشا رئيس الوزراء، الذي دس له عند الخديوي.

وزارة الثورة

عاد البارودي مرة أخرى إلى نظارة الحربية والبحرية في الوزارة التي شكلها شريف باشا عقب مظاهرة عابدين التي قام بها الجيش في (14 من شوال 1298 هـ = 9 من سبتمبر 1881م)، لكن الوزارة لم تستمر طويلاً، وشكل البارودي الوزارة الجديدة في (5 من ربيع الآخر 1299هـ = 24 من فبراير 1882م) وعين "أحمد عرابي" وزيرًا للحربية، و"محمود فهمي" للأشغال؛ ولذا أُطلق على وزارة البارودي وزارة الثورة؛ لأنها ضمت ثلاثة من زعمائها.

وافتتحت الوزارة أعمالها بإعداد الدستور، ووضعته بحيث يكون موائمًا لآمال الأمة، ومحققًا أهدافها، وحافظا كرامتها واستقلالها، وحمل البارودي نص الدستور إلى الخديوي، فلم يسعه إلا أن يضع خاتمه عليه بالتصديق، ثم عرضه على مجلس النواب.

الثورة العرابية

تم كشف مؤامرة قام بها بعض الضباط الجراكسة لاغتيال البارودي وعرابي، وتم تشكيل محكمة عسكرية لمحاكمة المتهمين، فقضت بتجريدهم من رتبهم ونفيهم إلى أقاصي السودان، ولمّا رفع "البارودي" الحكم إلى الخديوي توفيق للتصديق عليه، رفض بتحريض من قنصلي إنجلترا وفرنسا، فغضب البارودي، وعرض الأمر على مجلس النظار، فقرر أنه ليس من حق الخديوي أن يرفض قرار المحكمة العسكرية العليا وفقًا للدستور، ثم عرضت الوزارة الأمر على مجلس النواب، فاجتمع أعضاؤه في منزل البارودي، وأعلنوا تضامنهم مع الوزارة، وضرورة خلع الخديوي ومحاكمته إذا استمر على دسائسه.

انتهزت إنجلترا وفرنسا هذا الخلاف، وحشدتا أسطوليهما في الإسكندرية، منذرتين بحماية الأجانب، وقدم قنصلاهما مذكرة في (7 من رجب 1299هـ = 25 من مايو 1882م) بضرورة استقالة الوزارة، ونفي عرابي، وتحديد إقامة بعض زملائه، وقد قابلت وزارة البارودي هذه المطالب بالرفض في الوقت الذي قبلها الخديوي توفيق، ولم يكن أمام البارودي سوى الاستقالة، ثم تطورت الأحداث، وانتهت بدخول الإنجليز مصر، والقبض على زعماء الثورة العرابية وكبار القادة المشتركين بها، وحُكِم على البارودي وستة من زملائه بالإعدام، ثم خُفف إلى النفي المؤبد إلى جزيرة سرنديب.

البارودي في المنفى

أقام البارودي في الجزيرة سبعة عشر عامًا وبعض عام، وأقام مع زملائه في "كولومبو" سبعة أعوام، ثم فارقهم إلى "كندي" بعد أن دبت الخلافات بينهم، وألقى كل واحد منهم فشل الثورة على أخيه، وفي المنفى شغل البارودي نفسه بتعلم الإنجليزية حتى أتقنها، وانصرف إلى تعليم أهل الجزيرة اللغة العربية ليعرفوا لغة دينهم الحنيف، وإلى اعتلاء المنابر في مساجد المدينة ليُفقّه أهلها شعائر الإسلام.

وطوال هذه الفترة قال قصائده الخالدة، التي يسكب فيها آلامه وحنينه إلى الوطن، ويرثي من مات من أهله وأحبابه وأصدقائه، ويتذكر أيام شبابه ولهوه وما آل إليه حاله، ومضت به أيامه في المنفى ثقيلة واجتمعت عليه علل الأمراض، وفقدان الأهل والأحباب، فساءت صحته، واشتدت وطأة المرض عليه، ثم سُمح له بالعودة بعد أن تنادت الأصوات وتعالت بضرورة رجوعه إلى مصر، فعاد في (6 من جمادى الأولى 1317هـ = 12من سبتمبر 1899م).

شعر البارودي

يعد البارودي رائد الشعر العربي في العصر الحديث؛ حيث وثب به وثبة عالية لم يكن يحلم بها معاصروه، ففكّه من قيوده البديعية وأغراضه الضيقة، ووصله بروائعه القديمة وصياغتها المحكمة، وربطه بحياته وحياة أمته.

وهو إن قلّد القدماء وحاكاهم في أغراضهم وطريقة عرضهم للموضوعات وفي أسلوبهم وفي معانيهم، فإن له مع ذلك تجديدًا ملموسًا من حيث التعبير عن شعوره وإحساسه، وله معان جديدة وصور مبتكرة.

وقد نظم الشعر في كل أغراضه المعروفة من غزل ومديح وفخر وهجاء ورثاء، مرتسمًا نهج الشعر العربي القديم، غير أن شخصيته كانت واضحة في كل ما نظم؛ فهو الضابط الشجاع، والثائر على الظلم، والمغترب عن الوطن، والزوج الحاني، والأب الشفيق، والصديق الوفي.

وترك ديوان شعر يزيد عدد أبياته على خمسة آلاف بيت، طبع في أربعة مجلدات، وقصيدة طويلة عارض بها البوصيري، أطلق عليها "كشف الغمة"، وله أيضًا "قيد الأوابد" وهو كتاب نثري سجل فيه خواطره ورسائله بأسلوب مسجوع، و"مختارات البارودي" وهي مجموعة انتخبها الشاعر من شعر ثلاثين شاعرًا من فحول الشعر العباسي، يبلغ نحو 40 ألف بيت.

وفاته

بعد عودته إلى القاهرة ترك العمل السياسي، وفتح بيته للأدباء والشعراء، يستمع إليهم، ويسمعون منه، وكان على رأسهم شوقي وحافظ ومطران، وإسماعيل صبري، وقد تأثروا به ونسجوا على منواله، فخطوا بالشعر خطوات واسعة، وأُطلق عليهم "مدرسة النهضة" أو "مدرسة الأحياء".

ولم تطل الحياة بالبارودي بعد رجوعه، فلقي ربه في (4 من شوال 1322هـ = 12 من ديسمبر 1904م).

من قصائده :

قلدتُ جيدَ المعالى ِ حلية َ الغزلِ


يأبى لى َ الغى َّ لا يميلُ بهِ ..... عَنْ شِرْعَة ٍ الْمَجْدِ سِحْرُ الأَعْيُنِ النُّجُلِ
أَهِيمُ بِالْبِيضِ فِي الأَغْمَادِ بَاسِمَة .... عنْ غرة ِ النصرِ ، لا بالبيضِ في الكللِ
وَقُلْتُ فِي الْجِدِّ مَا أَغْنَى عَنِ الْهَزَلِ .... في لذة ِ الصحوِ ما يغنى عنِ الثملِ
كمْ بينَ منتدبٍ يدعو لمكرمة .... وَبَيْنَ مُعْتَكِفٍ يَبْكِي عَلَى طَلَلِ


مَضَى اللَّهْوُ، إِلاَّ أَنْ يُخَبَّرَ سَائِلُ


مَضَى اللَّهْوُ، إِلاَّ أَنْ يُخَبَّرَ سَائِلُ .... وَوَلَّى الصِّبَا إِلاَّ بَوَاقٍ قَلاَئِلُ
بواقٍ تماريها أفانينُ لوعة .... يورثها فكرٌ على النأي شاغلُ
فللشوقِ منى عبرة ٌ مهراقة ..... وَخَبْلٌ إِذَا نَامَ الْخَلِيُّونَ خَابِلُ
أَلِفْتُ الضَّنَى إِلْفَ السُّهَادِ، فَلَوْ سَرَى ... بِيَ الْبُرْءُ غَالَتْنِي لِذَاكَ الْغَوَائِلُ

يَا نَاصِرَ الْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ!


يَا نَاصِرَ الْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ! .... خذْ لي بحقي منْ يديْ ماصلي
جَارَ عَلَى ضَعْفِي بِسُلْطَانِهِ .... وَمَا رَثَى لِلْمَدْمَعِ الْهَاطِلِ
أجرجني عما حوتهُ يدي .... مِنْ كَسْبِيَ الْحُرِّ بِلا نَاطِلِ
مِنْ غَيْرِ مَا ذَنْبٍ، سِوَى مَنْطِقٍ ... ذي رونقٍ ، كالصارمِ القاطلِ

لاَ تَرْكَنَنَّ إِلَى الزَّمَانِ؛ فَرُبَّمَا


لاَ تَرْكَنَنَّ إِلَى الزَّمَانِ؛ فَرُبَّمَا .... خدعتْ مخيلتهُ الفؤادَ الغافلا
وَ اصبرْ على ما كانَ منهُ ؛ فكلما ... ذهبَ الغداة َ أتى العشية َ قافلا
كفلَ الشقاءَ لمنْ أناخَ بربعهِ .... وَ كفى ابنَ آدمَ بالمصائبِ كافلا
يَمْشِي الضَّرَاءَ إِلَى النُّفُوسِ، وَتَارَة .... يسعى لها بينَ الأسنة ِ رافلا

[/align]

الحور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-13-2008, 01:30 AM   #4
معلومات العضو
الحور
عضو مشارك

رقم العضوية : 14961
تاريخ التسجيل: Oct 2008
مجموع المشاركات : 97
الإقامة : My room
قوة التقييم : 17
الحور is on a distinguished road

[align=center]عبد الله الطيب




الدكتور عبد الله الطيب عبد الله الطيب

شاعر من السودان

ولد عام 1921 في التميراب - غرب مدينة الدامر .

تخرج في المدارس العليا بالخرطوم 1942, وحصل على الدكتوراه من جامعة لندن 1950.
عمل محاضرًا بمعهد الدراسات الشرقية بجامعة لندن,
ورئيسا لقسم اللغة العربية بمعهد التربية ببخت الرضا,
ومحاضرًا بكلية الخرطوم الجامعية,
وأستاذًا لكرسي اللغة العربية بجامعة الخرطوم,
وعميدًا لكلية الآداب بجامعة الخرطوم,
ومديرًا لجامعة الخرطوم, ومديرًا لجامعة جوبا,
وأستاذًا بكلية الآداب بفاس.
عضو بمجمع اللغة العربية بالقاهرة ,
ورئيس لمجمع اللغة العربية بالخرطوم.


دواوينه الشعرية :

أصداء النيل 1957
- اللواء الظافر 1968
- سقط الزند الجديد 1976
- أغاني الأصيل 1976
- أربع دمعات على رحاب السادات 1978
والمسرحيات الشعرية :
زواج السمر 1958
- الغرام المكنون 1958
- قيام الساعة 1959.

أعماله الإبداعية الأخرى :

نوار القطن (قصة) 1964
وعدد من الكتب التي تجمع بين الشعر والنثر مثل : ب
ين النير والنور 1970
- التماسة عزاء بين الشعراء 1970
- ذكرى صديقين 1987.



من قصائده




لقد طالَ منك الحذرْ !؟






بعد أن صافحني القدرْ ..
سمعتُ كأنَّات الثكلىْ
أكلتُ ويلات العذابْ
وقضمتُ مرارة لحظاتيْ
واعتلفتُ الضجرْ ...
وكان هذا الذي حصلْ
شركُ الذنوب المنقوشة علىْ
تاريخ اللحظاتْ
هو من أفصحَ عنْ
مكانِ هُروبيْ
هو من أودعني أزماتُ غروبيْ ...
وبعد أن طال هروبيْ
من لغة الواقع الأليمِ
إلى لغةِ السطرْ
صاح فيّ القدر ..
الآن مني لا مفرْ
بعدَ أن طال منك الحذرْ ؟؟!
ذات فجرٍ أيلولي مثير , 2002م
في ثغر اليمن (عدن) ...
في ثغر اليمن (عدن) ...


*********


الحياة



أرجو الحياةَ مهاجماً ومدافعـــــا ..... ومثلُ حالي عندَ مثلكَ رائعا

يا ايها القرانُ زدني تعلمــــــا ..... يا ايها القرانُ زدني تضرعا

اني على اللهِ ارجو خيرَ اخــــرةٍ ..... فألقـلبُ داعٍ والعقـلُ مشرعا

فكم كنتُ محسوداً وكم كنتُ مبتــلاً ..... فما كانَ رأي عن الحقِ راجعا

وكم كنتُ مظلوماً وغيـري ظـالما ..... فما غرَ حالي ان اكونَ مخادعا

فها تيكَ اشعاري تظلُ وتنفــــعُ ..... وها تلكَ اشعارُ الغيرَ موتاً ومصرعا

وهــا انا للايامِ نداً مواجهــــاً ..... وها انـا للايــامِ خـيـرُ مصارعـا

[/align]

الحور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-13-2008, 01:31 AM   #5
معلومات العضو
الحور
عضو مشارك

رقم العضوية : 14961
تاريخ التسجيل: Oct 2008
مجموع المشاركات : 97
الإقامة : My room
قوة التقييم : 17
الحور is on a distinguished road

[align=center]أحمد عبدالمعطي حجازي (مصر).


 ولد عام 1935 بمدينة تلا - محافظة المنوفية - مصر.
 حفظ القرآن الكريم, وتدرج في مراحل التعليم حتي حصل على دبلوم دار المعلمين 1955 , ثم حصل على ليسانس الاجتماع من جامعة السوربون الجديدة 1978, ودبلوم الدراسات المعمقة في الأدب العربي 1979 .
 عمل مدير تحرير مجلة صباح الخير ثم سافر إلى فرنسا حيث عمل أستاذاً للشعر العربي بجامعاتها ثم عاد إلى القاهرة لينضم إلى أسرة تحرير (الأهرام). ويرأس تحرير مجلة (إبداع).
 عضو نقابة الصحفيين المصرية ولجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة, والمنظمة العربية لحقوق الإنسان.
 دعي لإلقاء شعره في المهرجانات الأدبية, كما أسهم في العديد من المؤتمرات الأدبية في كثير من العواصم العربية, ويعد من رواد حركة التجديد في الشعر العربي المعاصر.
 دواوينه الشعرية: مدينة بلا قلب 1959 - أوراس 1959 - لم يبق إلا الاعتراف 1965 - مرثية العمر الجميل 1972 - كائنات مملكة الليل 1978 - أشجار الإسمنت 1989 .
 مؤلفاته: منها: محمد وهؤلاء - إبراهيم ناجي - خليل مطران - حديث الثلاثاء - الشعر رفيقي - مدن الآخرين - عروبة مصر - أحفاد شوقي.
 حصل على جائزة كفافيس اليونانية المصرية 1989 .
 ترجمت مختارات من قصائده إلى الفرنسية والإنجليزية والروسية والإسبانية والإيطالية والألمانية وغيرها.
 عنوانه: 95 شارع الحجاز ـ مصر الجديدة ـ القاهرة.



من قصائده




كائنات مملكة الليل



أنا إلهُ الجنسِ والخوفِ..
وآخرُ الذكور
(أظنها التقوى وليس الخوفَ
أو أني أرد الخوف بالذكرى
فأستحضر في الظلمة آبائي
وأستعرض في المرآة أعضائي
وألقي رأسيَ المخمور في
شقشقة الماء الطهور).
تركت مخبئي لألقي نظرة على بلادي
ليس هذا عطشاً للجنس,
إنني أؤدي واجباً مقدساً
وأنتِ لستِ غيرَ رمزي فاتبعيني.
لم يعد من مجد هذه البلاد غير حانةٍ
ولم يبق من الدولة إلا رجل الشرطة
يستعرض في الضوء الأخير
ظله الطويل تارة
وظله القصير!

****

أنسج ظلي حفرة
أنسج ظلي شبكه
أقبع في بؤرتها المُحْلَوْلكه
بعد قليل ينطفي الضوء,
وتمتد خيوط الشبكه
تمسك رِجلَ الملكه!
في الليل كان الصيف نائماً.
لماذا لم نعد نشهد في حديقة الأرملة الشابة زواراً?
لماذا لم تعد تهبُّ في أجسادنا رائحة الفل,
ويمشي عطرها الفاتر في مسامِّنا?!
في الليل
كان الصيف, في حديقةٍ ما, نائماً عريان
كان رائعاً بمعزلٍ عنا
بعيداً كصبي صار في غيبتنا شاباً جميلا
يعبر الآن بنا ولا يرانا
آه !
كان الصيف يملأ الشهور
من غير أن يلمسنا!
تلك عناقيد الندى
ترشح في أرنبة الأنف
وفي تُويْجة النهد الصغير
والجسدُ الورديُّ يستلقي على عشب السرير
والفراشاتُ على الأغصان زهرٌ عالقٌ
وعتمة البستان لون نائم
فأمكنيني منكِ يا مليكتي
إنّ أكُفَّ شجر الصبار برعمت
وكاد الليل ينتهي
وما زلنا نطير!
أنسج ظلي برعما
وكائنات شبقه
أبحث عن مليكتي
في غيمة أو صاعقهْ
أطبع قبلتي على..
خدودها المحترقهْ
منتظراً نهايتي
منتظراً قيامتي
فراشة, أو يرقهْ!

****

آهٍ من الفل الذي يعبق في واجهة الدار
من الضوء الذي يشع كالماسات في مفارق النخل
من الظل الذي يلعق في الماء تجاويف الصخور!
من اليمامات التي تهدل في الذكرى
وتستوحي جمالنا المحجّب الأسير!
من قطرة الماء التي ترشح في آنية الماء
كوجهٍ من نقاءٍ خالصٍ
يطلع في الصمت, وفي الظل القرير
يعشق في المرآة ذاته سويعات الهجير!
آهٍ من الموت الذي يظهر في رابعة النهار لصاً فاتناً
فتخرج النساء ينظرن إليه والهاتٍ..

****

ويعرّين له في وهج الشمس الصدور والنحور!
الليل أنثى في انتظاري.
هذه مدينة عطشى إلى الحب
أشم عطرها كأنه مُواء قطة
أرى رقدتها في اللؤلؤ المنثور
في حدائق الديجور
آهٍ !
كيف صار كل هذا الحسن مهجوراً
وملقى في الطريق العام
يستبيحه الشرطي والزاني!
كأني صرت عِنِّيناً فلم أجب نداءها الحميم المستجير
تلك هي الريح العقور
أحسها تقوم سداً بين كل ذكر وأنثى
إنها السم الذي يسقط بين الأرض والغيم
وبين الدم والوردة
بين الشِّعر والسيف
وبين الله والأمة
بين شهوة الموت
وشهوة الحضور!



*********



كان لي قلب !


على المرآة بعض غبار
و فوق المخدع البالي ، روائح نوم
و مصباح .. صغير النار
و كلّ ملامح الغرفة
كما كانت ، مساء القبلة الأولى
و حتّى الثوب ، حتّى الثوب
و كنت بحافّة المخدع
تردّين انبثاقة نهدك المترع
وراء الثوب
و كنت ترين في عيني حديثا .. كان مجهولا
و تبتسمين في طيبة
و كان وداع ،
جمعت اللّيل في سمتي ،
و لفّقت الوجوم الرحب في صمتي ،
و في صوتي ،
و قلت .. وداع !
و أقسم ، لم أكن صادق
و كان خداع !
و لكنّي قرأت رواية عن شاعر عاشق
أذلّته عشيقته ، فقال .. وداع !
و لكن أنت صدقت !

***

و جاء مساء
و كنت عل الطريق الملتوي أمشي
و قريتنا .. بحضن المغرب الشفقي ،
رؤى أفق
مخادع التلوين و النقش
تنام على مشارفها ظلال نخيل
و مئذنة .. تلوّي ظلّها في صفحة الترعه
رؤى مسحورة تمشي
و كنت أرى عناق الزهر للزهر
و أسمع غمغمات الطير للطير
و أصوات البهائم تختفي في مدخل القرية
و في روائح خصب ،
عبير عناق ،
و رغبة كائنين اثنين أن يلدا
و نازعني إليك حنين
و ناداني إلى عشّك ،
إلى عشّي ،
طريق ضمّ أقدامي ثلاث سنين
و مصباح ينوّر بابك المغلق
و صفصافه
على شبّاكك الحرّان هفهافه
و لكنّي ذكرت حكاية الأمس ،
سمعت الريح يجهشّ في ذرى الصفصاف ،
يقول .. وداع !

***

ملاكي ! طيري الغائب !
حزمت متاعي الخاوي إلى اللّقمة
وفت سنيني العشرين في دربك
و حنّ عليّ ملّاح ، و قال .. أركب !
فألقيت المتاع ، و نمت في المركب
و سبعة أبحر بيني و بين الدار
أواجه ليلي القاسي بلا حبّ ،
و أحسد من لهم أحباب ،
و أمضي .. في فراغ ، بارد ، مهجور
غريب في بلاد تأكل الغرباء
و ذات مساء ،
و عمر وداعنا عامان ،
طرقت نوادي الأصحاب ، لم أعثر على صاحب !
و عدت .. تدعني الأبواب ، و البوّاب ، و الحاجب !
يدحرجني امتداد طريق
طريق مقفر شاحب ،
لآخر مقفر شاحب ،
تقوم على يديه قصور
و كان الحائط العملاق يسحقني ،
و يخنقني
و في عيني ... سؤال طاف يستجدي
خيال صديق ،
تراب صديق
و يصرخ .. إنّني وحدي
و يا مصباح ! مثلك ساهر وحدي
و بعت صديقتي .. بوداع !

***

ملاكي ! طيري الغائب !
تعالي .. قد نجوع هنا ،
و لكنّا هنا اثنان !
و نعرى في الشتاء هنا ،
و لكنّا هنا اثنان
تعالي يا طعام العمر !
ودفء العمر !
تعالي لي ![/align]

الحور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-13-2008, 01:31 AM   #6
معلومات العضو
الحور
عضو مشارك

رقم العضوية : 14961
تاريخ التسجيل: Oct 2008
مجموع المشاركات : 97
الإقامة : My room
قوة التقييم : 17
الحور is on a distinguished road

[align=center]معز عمر بخيت



معز عمر بخيت – شاعر سوداني
من مواليد مدينة أمدرمان تخرج من كلية الطب جامعة الخرطوم عام 1985م
نال درجة الدكتوراه في الطب و درجة بروفيسور مشارك من جامعة كارولينسكا باستوكهولم
نال درجة الأستاذية الكاملة (Full Professor) من جامعة الخليج العربي بالبحرين وأيضاً من السويد.
أصدرت ثمانية دواويين شعرية تم جمعها في مجموعتين شعريتين
حوت المجموعة الشعرية الكاملة الأولى أربعة دواوين شعرية و هي:
-السراب و الملتقى
- البعد الثالث،
-أوراق للحب والسياسة
-مداخل للخروج.
أما المجموعة الثانية فقد حوت أيضاً على أربعة دواوين شعرية وهي:
-البحر مدخلي إليك،
-الشمس تشرق مرتين،
-مرافئ الظمأ
-شذى و ظلال.
-الديوان التاسع (وطن بحجم التوبة) تحت الطبع ضمن فعاليات الخرطوم عاصمة الثقافة العربة 2005م



من قصائده :



نجمة للبحر أنت




وحملت نجمتك الانيقة فى فؤادى
ومشيت نحوك فانتهيت الى بلادى
ورسمت وجهك فى جبين الحلم
فى موج الورق
وغفوت فى صدر الشفق
استقبل الميعاد منك فلم يعد
لى من سمائك غير اطياف الأرق
يا همسة سكبت حبيبات الندى الحانها
ياوردة العطر الذى
غسل الدواخل بالعبق
ميلادك الآتى
بكل مواسم الافراح نحوى ليته
ينهى عن الحزن المقدس يأتنى
بالعشق والمطر الملون والشبق
ان جاء يخبرك الحنين
عن اشتياقى
والهنيهات التى ذابت
من الصبر المزيف والقلق
فتأكدى بالحق انى لم ازل
اسمو على قمم المشاعر سامقا
كالبرق فى زهو السهى
رمقت خواطره بهائك فاحترق
تلك القوارب فى مياه الشوق
تشرع فى الغرق
وانا وحيدا فى رمال الشط
والموج المهاجر من محيطك يحتوينى
مثل اشلاء الصفق
وشواهد الحزن المقام
فتعلمى ان الحياة ستنحنى اوصالها
يوما ويخنقها الزحام
وتعلمى ان العيون الساكنات
على بيوتك سوف يغمرها الظلام
وتأكدى ان المدارك فى ظلال الحب
تسمو مثل اسراب الحمام
هذا زمان لا يشبعه التمنع
او يعتقه الخصام
ان جاءك الاحساس منى شارعا
للريح اثواب التمنى
وابتهالات الكلام
فتأكدى انى اليك نذرت عمرى
كيفما تبقين اقطف من رياضك زهرتى
لك احتويها بين اضلع آهتى
كى لا يدثرها الغمام
وبأننى للقاك احمل
كل نجمات السماء كواكبا
تصطف حولك باحتشام
ولأجل عرشك سوف تشرق كالضحى
وترود مجدك لو يرام
وتنير كونى حين يكسوه الانين ..
والآن وحدى فى انتظارك
والصقيع يلون الاعصاب بالشوق الدفين
سكن السحاب على بيوت الشعر عندى
واهتدى نهر القصائد بالرنين
فتعالى يا امل الخطى لسهى المواقف
علمى خصل الهوى معنى العواطف
واحملى للناس خيرك و الحنين
فعليك ازهرت الحقول
اليك اومأت الفصول
وغلفت دنياك احلام السنين
والبحر فى عينيك غاص من الجوى ..
ورنا على افق اشتهائك فارتوى
ومشى بخاصرة النوى
يقتات صدك والجنون ..
لو كان يدرى ما المواجع ما هوى
او كان لو علم الصبابة ما اكتوى
لكنه ارخى عليك حجابه
وانساب من بين العيون
يأتيك بالعشق المخضب والرؤى
بالصدق والمطر الحنون
ياوردة الشمس التى
فتحت كنوز السندسين وفجّرت
ليل المحارم كى تكون
ونمت على فيض العوالم و النهى
حُبلى بأسرار الفنون
ومعابد السحر المعتق والزهور ..
هذا حديث النبض يهمس للحدائق
بالنضار الساطع الوله الوقور
انى لأدرك اننا
فجران من عصر الخرافة ينهضان وحولنا
جزر المحالات الشقية تعتلى
كل الجسور
ما كنت احلم باعتناقك غير انى
فى مرايا وجنتيك تركت قلبى عاريا
ورحلت فى افق الحياة
اتوه فى ردهات حسنك والقصور
وهجرت فرحى فى صحارى لوعتى
ومشيت فى بر الغرابة
امتطى زهو الشعور
لا بدء لى الاّك انقل خطوتى
فى كل يوم للوراء وانزوى
فى آخر الاركان اكتب قصتى
فتضل يمناى السطور
انا لست اهرب من زمانى
بيد انى انزع الايام قبلك
من مدارى صادقا
و اعود اخترق العصور
كيما اجيؤك خلفها
متوشحا بالشوق انبض بالامانى
والخطى ترد الصعاب ..
آتى نقيا من حبيبات احتقانى
والجراحات التى نضحت هياما و اكتئاب
هذا الزمان حزينة اوتاره
وطنى و اهلى و الصحاب
و اراك فى كل الربوع
اراك فى صمت الخشوع
و فى عليات السحاب
من كل بيت فى بلادى تطلعين
و على ترانيم الرجاء
و فى دعاء الصالحين
و من تسابيح البهاء
و فى تواشيح الغياب
الليل يرمقنى
و يشرع فى ارتداء حجابه
و البدر يكشف سر حزنى
و المدى يمضى وحيدا
فى دروب الخوف
يجتاز السواحل و الهضاب
و الارض فى كفيك تلقى دارها
و تضل فى الافق البعيد مدارها
وتهيم فى فلك ابتسامتك التى
فتحت مسامات الطريق ..
و هواك فى كل العوالم
كالفراشات الشجية اسلمت
اشواقها للريح ثم استرسلت
فى حرمة الاحساس تمتص الرحيق ..
الآن ادرك ثورة الاغصان
حين ترنحت جدر الهواجس
اومأت للنار حبات الندى
وتشبعت سحب البريق
الآن انى فى هدير الشوق
ضاعت انجمى
قد ضل فى فلكى شعاعك
و اختفى من غيمتى
مطر الحريق
عفوا ً :
سألتك بالذى
غطاك بالامل المبعثر فى بلادى
فى سماء الحب يسكن فى وهادى
فى زفيرى و الشهيق ..
ان تجمعى لى من حنايا مهجتى
ما ظل عندك من بقايا نهضتى
شوقى و توقى و الحريق
جيئى الىّ فاننى
لعلاك ارحل شارعا
كف الامان لمقلتيك و اننى
فى لج بحرك قد مضيت
بصحبتى موج الهوى
لحن المزامير العريق
واظل فى جوف احتراقى صاحيا ً
متدثرا بالعشق
ارحل فى فجاجك للعميق
حتى يسربلنى نهارك بالرؤى
و تمدى لى يدك الامينة برهة
طوق يمد الى غريق
و على امتدادك قد مضى
ليلى و اومأ راحلى
و هفا زمانى و اكتسى
لونى جلالك ايها الامل الرقيق
اهديتك النبض المضمخ بالمنى
و دلفت للزمن المبارك و ارتجيتك هاهنا ..
ازهو بعالمك الوريق
جيئى فانى فى انتظارك شدنى
قدر الحياة و لم تزل
لك فى مسارى
اسهم الاحساس تخترق الحواجز
تلتقى بالسحر فيك للآلئا
دررا ونهرا من عقيق
حتى يطل لنا اللقاء و ننته
لمداخل الاجراس تأذن بالدخول لعشقنا
و لبيتنا فوق الفضاء العامر الرحب الانيق
و بحانة الميلاد عندك ليتنى
ادنو و ارنو فى ربوعك انثنى
وبصدر حلمك اقتنى
عرش الكواكب علّنى
فى سندس الآمال اغفو لا افيق
ياليت قلبى ليته
ياليت ذاك الصبح يصدق وعده
يا ايها الوطن العشيق.




[/align]

الحور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-13-2008, 01:32 AM   #7
معلومات العضو
الحور
عضو مشارك

رقم العضوية : 14961
تاريخ التسجيل: Oct 2008
مجموع المشاركات : 97
الإقامة : My room
قوة التقييم : 17
الحور is on a distinguished road

[align=center]أمل دنقل






هو شاعر مصري مشهور ومفكر قومي عربي، ولد في عام 1940 بقرية "القلعة"، مركز "قفط" بمحافظة قنا" في صعيد مصر

مولد الشاعر ولد امل دنقل عام 1940 بقرية القلعه ,مركز قفط على مسافه قريبه من مدينة قنا في صعيد مصر,وقد كان والده عالما من علماء الازهر الشريف مما اثر في شخصية امل دنقل وقصائده بشكل واضح. سمي امل دنقل بهذا الاسم لانه ولد بنفس السنه التي حصل فيها ابوه على "اجازة العالميه" فسماه باسم امل تيمنا بالنجاح الذي حققه (واسم امل و شائع بالنسبه للبنات في مصر)

اثر والد امل دنقل عليه

كما ذكرنا بالاعلى كان والده عالما بالازهر الشريف وكان هو من ورث عنه امل دنقل موهبة الشعر فقد كان يكتب الشعر العمودي,وايضا كان يمتلك مكتبه ضخمه تضم كتب الفقه والشريعه والتفسير وذخائر التراث العربي مما اثر كثيرا في امل دنقل وساهم في تكوين اللبنه الاولى للاديب امل دنقل. فقد امل دنقل والده وهو في العاشره من عمره مما اثر عليه كثيرا واكسبه مسحه من الحزن تجدها في كل اشعاره.

حياة امل دنقل رحل امل دنقل الى القاهرة بعد ان انهى دراسته الثانويه في قنا وفي القاهره التحق بكلية الآداب ولكنه انقطع عن الدراسة منذ العام الاول لكي يعمل. عمل امل دنقل موظفا بمحكمة قنا وجمارك السويس والإسكندرية ثم بعد ذلك موظفا بمنظمة التضامن الافروآسيوي,وكنه كان دائما ما يترك العمل وينصرف الى كتابة الاشعار. كمعظم اهل الصعيد ,شعر امل دنقل بالصدمه عند نزوله الى القاهرة في اول مره ,واثر هذا عليه كثيرا في اشعاره ويظهر هذا واضحا في اشعاره الاولى. مخالفا لمعظم المدارس الشعرية في الخمسينيات استوحى امل دنقل قصائده من رموز التراث العربي ,وقد كان السائد في هذا الوقت التأثر بالميثولوجيا الغربية عامة واليونانيه خاصة. عاصر امل دنقل عصر احلام العروبه والثورة المصرية مما ساهم في تشكيل نفسيته وقد صدم ككل المصريين بانكسار مصر في1967 وعبر عن صدمته في رائعته "البكاء بين يدي زرقاء اليمامه"و مجموعته "تعليق على ما حدث ".

شاهد امل دنقل بعينيه النصر وضياعه,وصرخ مع كل من صرخوا ضد معاهدة السلام,ووقتها اطلق رائعته "لا تصالح"والتي عبر فيها عن كل ما جال بخاطر كل المصريين ,ونجد ايضا تأثير تلك المعاهده و احداث يناير 1977 واضحا في مجموعته" العهد الآتي"." كان موقف امل دنقل من عملية السلام سببا في اصطدامه في الكثير من المرات بالسلطات المصريه وخاصة ان اشعاره كانت تقال في المظاهرات على السن الآلاف. عبر امل دنقل عن مصر وصعيدها وناسه ,ونجد هذا واضحا في قصيدته "الجنوبي" في آخر مجموعه شعريه له"اوراق الغرفه 8" . عرف القارىء العربي شعره من خلال ديوانه الأول "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" (1969) الذي جسد فيه إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967 وأكد ارتباطه العميق بوعي القارىء ووجدانه.

صدرت له ست مجموعات شعرية هي:

البكاء بين يدي زرقاء اليمامة - بيروت 1969.
تعليق على ما حدث - بيروت 1971.
مقتل القمر - بيروت 1974.

العهد الآتي - بيروت 1975.
أقوال جديدة عن حرب البسوس - القاهرة 1983.
أوراق الغرفة 8 - القاهرة 1983.
كلمات سبارتكوس الأخيرة.
من أوراق أبو نواس.

اصيب امل دنقل بالسرطان وعانى منه لمدة تقرب من الاربع سنوات وتتضح معاناته مع المرض في مجموعته "اوراق الغرفه 8"وهو رقم غرفته في المعهد القومي للاورام والذي قضى فيه ما يقارب ال 4 سنوات,وقد عبرت قصيدته السرير عن آخر لحظاته ومعاناته. لم يستطع المرض ان يوقف امل دنقل عن الشعر حتى قال عنه احمد عبد المعطي حجازي ((انه صراع بين متكافئين ,الموت والشعر)) .

رحل امل دنقل عن دنيانا في الحادي والعشرين من مايو 1983 لتنتهي معاناته في دنيانا مع كل شيء.




من قصائده



العرافة المقدسة




جئت إليك مثخنا بالطعنات والدماء
أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدسة
منكسر السيف، مغبر الجبين والأعضاء
أسأل يا زرقاء
عن فمك الياقوت عن نبوءة العذراء
عن ساعدي المقطوع .. وهو ما يزال ممسكا بالراية المنكسة

عن صور الأطفال في الخوذات... ملقاة علي الصحراء
عن جاري الذي يهم بارتشاف الماء
فيثقب الرصاص رأسه .. في لحظة الملامسة
عن الفم المحشو بالرمال والدماء
أسأل يا زرقاء
عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدار
عن صرخة المرأة بين السبي والفرار
كيف حملت العار
ثم مشيت؟ دون أن أقتل نفسي؟ دون أن أنهار؟
ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة؟
تكلمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي بالله باللعنة بالشيطان
لا تغمضي عينيك، فالجرذان
تلعق من دمي حساءها .. ولا أردها
تكلمي لشد ما أنا مهان
لا الليل يخفي عورتي .. ولا الجدران
ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدها
ولا احتمائي في سحائب الدخان
.. تقفز حولي طفلة واسعة العينين.. عذبة المشاكسة
كان يقص عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادق
فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادق
وحين مات عطشا في الصحراء المشمسة
رطب باسمك الشفاه اليابسة
وارتخت العينان
فأين أخفي وجهي المتهم المدان؟
والضحكة الطروب: ضحكته ..
والوجه .. والغمازتان

***

أيتها النبية المقدسة
لا تسكتي .. فقد سكت سنة فسنة لكي أنال فضلة الأمان
قيل لي اخرس
فخرست وعميت ائتممت بالخصيان
ظللت في عبيد عبس أحرس القطعان
أجتز صوفها
أرد نوقها
أنام في حظائر النسيان
طعامي الكسرة والماء وبعض التمرات اليابسة
وها أنا في ساعة الطعان
ساعة أن تخاذل الكماة والرماة والفرسان
دعيت للميدان
أنا الذي ما ذقت لحم الضان
أنا الذي لا حول لي أو شأن
أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان
أدعي الى الموت ولم أدعَ الى المجالسة
تكلمي أيتها النبية المقدسة
تكلمي تكلمي
فها أنا علي التراب سائل دمي
وهو ظمئ يطلب المزيدا
أسائل الصمت الذي يخنقني
ما للجمال مشيها وئيدا
أجندلا يحملن أم حديدا
فمن تري يصدقني؟
أسائل الركع والسجودا
أسائل القيودا
ما للجمال مشيها ويدا
ما للجمال مشيها وئيدا؟



************


من أوراق " أبو نواس"




(الورقة الأولى)

"ملك أم كتابة ؟"
صاح بي صاحبي، وهو يلقي بدرهم في الهواء
ثم يلقفه
(خارجين من الدرس كنا .. وحبر الطفولة فوق الرداء
و العصافير تمرق عبر البيوت
وتهبط فوق التخيل البعيد )
..
"ملك أم كتابة؟"
صاح بي .. فانتبهت، ورفت ذبابه
حول عينين لامعتين
فقلت : "الكتابة"
...
... فتح اليد مبتسماً، كان وجه المليك السعيد
باسما في مهابة.
***
"ملك ألأم كتابة؟"
صحت فيه بدوري
فرفرف في مقلتيه الصبا و النجابة
وأجاب : " الملك"
(دون أن يتلعثم .. أو يرتبك)
وفتحت يدي
كان نقش الكتابة
بارزاً في صلابة .
.....
......
دارت الأرض دورتها
حملتنا الشواديف من هدأة النهر
ألقت بنا في جداول أرض الغرابة
نتفرق بين حقول الأسى .. وحقول الصبابة
قطرتين ، التقينا على سلم القصر
ذات مساء وحيد
كنت فيه : نديم الرشيد
بينما صاحبي .. يتولى الحجابة !!

(الورقة الثانية)

من يملك العملة
يمسك بالوجهين
والفقراءُ : بين .. بين .

(الورقة الثالثة)

نائماً كنت جانبه ، و سمعت الحرس
يوقظون أبي
خارجيّ ؟
أنا .. ؟!
مارق ؟
من ؟ أنا !!
صرخ الطفل في صدر أمي
(وأمي محلولة الشعر واقفة .. في ملابسها المنزلية)
أخرسوا
واختبأنا وراء الجدار
أخرسوا
وتسلل في الحلق خيط من الدم
(كان أبي يمسك الجرح
يمسك قامته .. ومهابته العائلية)
يا أبي
أخرسوا
وتواريت في ثوب أمي
و الطفل في صدرها ما نبسْ
ومضوا بأبي
تاركين لنا اليتمَ .. متشحاً بالخرس .

(الورقة الرابعة)

- أيها الشعر .. يا أيها الفرح المختلس ّّ
...
(كل ما كنت أكتب في هذه الصفحة الورقية صادرته العسس)
....
(الورقة الخامسة)
... وأمي خادمة فارسية
يتناقل سادتها قهوة الجنس وهي تدير الحطب
يتبادل سادتها النظرات لأردافها
عندما تنحني لتضئ اللهب
يتندر سادتها الطيبون بلهجتها الأعجمية !
***
نائماً كنت جانبها، ورأيت ملاك القدس
ينجني ، ويربت وجنتها
وتراخىا الذراعان عني قليلاً
قليلاً..
وسارت بقلبي قشعريرة الصمت :
-أمي
وعاد لي الصوت
-أمي
وجاوبني الموت
-أميّ
وعانقتها .. وبكيت
وغام بي الدمع حتى انحبس !
(الورقة السادسة)
لا تسألني إن كان القرآن
مخلوقاً .. أو أزلي.
بل سلني إن كان السلطان
لصاً .. أو نصف نبي !!
(الورقة السابعة)
كنت في كربلاء
قال لي الشيخ أن الحسين
مات من أجل جرعة ماء ..
وتساءلت
كيف السيوف استباحت بني الأكرمين
فأجاب الذي بصرته السماء :
انه الذهب المتلألئ : في كل عين .
.............
إن تكن كلمات الحسين
وسيوف الحسين
وجلال الحسين
سقطت دون أن تنقذ الحق من ذهب الأمراء
أفتقدر أن تنقذ الحق ثرثرة لشعراء ؟
و الفرات لسانٌ من الدم لا يجد الشفتين.
*****
مات /ن أجل جرعة ماء
فاسقني يا غلام .. صباح مساء
اسقني يا غلام
علني بالمدام
أتناسى الدماء
************




تعليق على ما حدث في مخيم الوحدات


1

قلت لكم مرارا
إن الطوابير التي تمر
في استعراض عيد الفطر و الجلاء
(فتهتف النساء في النوافذ انبهارا)
لا تصنع انتصارا.
إن المدافع التي تصطف على الحدود، في الصحارى
لا تطلق النيران .. الا حين تستدير للوراء
إن الرصاصة التي ندفع فيها .. ثمن الكسرة و الدواء
لا تقتل الأعداء
لكنها تقتلنا .. إذا رفعنا صوتنا جهارا
تقتلنا ، وتقتل الصغارا

2

قلت لكم في السنة البعيدة
عن خطر الجندي
عن قلبه الأعمى، وعن همته القعيدة
يحرس من يمنحه راتبه الشهري
وزيه الرسمي
ليرهب الخصوم بالجعجعة الجوفاء
والقعقعة الشديدة
لكنه .. إن يحن الموت
فداء الوطن المقهور و العقيدة :
فر من الميدان
وحاصر السلطان
واغتصب الكرسي
وأعلن "الثورة" في المذياع و الجريدة !

3

قلت لكم كثيرا
إن كان لابد من الذرية اللعينة
فليسكنوا الخنادق الحصينة
(متخذين من مخافر الحدود .. دورا)
لو دخل الواحد منهم هذه المدينة :
يدخلها .. حسيرا
يلقي سلاحه .. على أبوابها الأمينة
لأنه .. لا يستقيم مرح الطفل
وحكمة الأب الرزينة
من المسدس المدلى من حزام الخصر
في السوق ..
وفي مجالس الشورى
***
قلت لكم
لكنكم
لم تسمعوا هذا العبث
ففاضت النار على المخيمات
وفاضت .. الجثث
وفاضت الخوذات و المدرعات.
سبتمبر 1970



*********



لا تصالحْ!





(1 )


لا تصالحْ!
..ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!

(2)

لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!

(3)

لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!

(4)

لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف

(5)

لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
-كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!

(6)

لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!

(7)

لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..
واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ

(8)

لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!

(9)

لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك.. المسوخ!

(10)

لا تصالحْ
لا تصالحْ

[/align]

الحور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-13-2008, 01:33 AM   #8
معلومات العضو
الحور
عضو مشارك

رقم العضوية : 14961
تاريخ التسجيل: Oct 2008
مجموع المشاركات : 97
الإقامة : My room
قوة التقييم : 17
الحور is on a distinguished road

[align=center]حافظ إبراهيم



ولد الشاعر حافظ إبراهيم سنة 1872 م من أب مصري وأم تركية على ظهر سفينة صغيرة فوق النيل. يتصف حافظ إبراهيم بثلاث صفات يرويها كل من عاشره وهي حلاوة الحديث، وكرم النفس، وحب النكتة والتنكيت.

كان حافظ إبراهيم – رحمه الله – أحدى أعاجيب زمانه , ليس فقط فى جزالة شعره بل فى قوة ذاكرته التى قاومت السنين ولم يصيبها الوهن والضعف على مر 60 سنة هى عمر حافظ إبراهيم, فإنها ولا عجب إتسعت لآلاف الآلاف من القصائد العربية القديمة والحديثة ومئات المطالعات والكتب وكان بإستطاعته – بشهادة أصدقائه – أن يقرأ كتاب أو ديوان شعر كامل فى عده دقائق وبقراءة سريعة ثم بعد ذلك يتمثل ببعض فقرات هذا الكتاب أو أبيات ذاك الديوان. وروى عنه بعض أصدقائه أنه كان يسمع قارئ القرآن فى بيت خاله يقرأ سورة الكهف أو مريم او طه فيحفظ ما يقوله ويؤديه كما سمعه بالروايه التى سمع القارئ يقرأ بها. يعتبر شعره سجل الأحداث، إنما يسجلها بدماء قلبه وأجزاء روحه ويصوغ منها أدبا قيما يحث النفوس ويدفعها إلى النهضة، سواء أضحك في شعره أم بكى وأمل أم يئس، فقد كان يتربص كل حادث هام يعرض فيخلق منه موضوعا لشعره ويملؤه بما يجيش في صدره.

وللأسف, مع تلك الهبة الرائعة التى قلما يهبها الله – عز وجل – لإنسان , فأن حافظ رحمه الله أصابه - ومن فترة امتدت من 1911 إلى 1932 – داء اللامباله والكسل وعدم العناية بتنميه مخزونه الفكرى وبالرغم من إنه كان رئيساً للقسم الأدبى بدار الكتب إلا أنه لم يقرأ فى هذه الفترة كتاباً واحداً من آلاف الكتب التى تذخر بها دار المعارف! الذى كان الوصول إليها يسير بالنسبه لحافظ, ولا أدرى حقيقة سبب ذلك ولكن أحدى الآراء تقول ان هذه الكتب المترامية الأطراف القت فى سأم حافظ الملل! ومنهم من قال بأن نظر حافظ بدا بالذبول خلال فترة رئاسته لدار الكتب وخاف من المصير الذى لحق بالبارودى فى أواخر أيامه.

كان حافظ إبراهيم رجل مرح وأبن نكتة وسريع البديهة يملأ المجلس ببشاشته و فكاهاته الطريفة التى لا تخطأ مرماها وأيضاً تروى عن حافظ أبراهيم مواقف غريبة مثل تبذيره الشديد للمال فكما قال العقاد ( مرتب سنة فى يد حافظ إبراهيم يساوى مرتب شهر ) ووما يروى عن غرائب تبذيره أنه استأجر قطار كامل بفرده ليوصله بمفرده أيضاً إلى حلوان حيث يسكن وذلك بعد مواعيد العمل الرسمية!

مثلما يختلف الشعراء فى طريقة توصيل الفكرة أو الموضوع إلى المستمعين أو القراء , كان لحافظ إبراهيم طريقته الخاصة فهو لم يكن يتمتع بقدر كبير من الخيال ولكنه أستعاض عن ذلك بجزالة الجمل وتراكيب الكلمات وحسن الصياغة بالأضافة أن الجميع اتفقوا على انه كان أحسن خلق الله إنشاداً للشعر. ومن أروع المناسبات التى أنشد حافظ بك فيها شعره بكفاءة هى حفلة تكريم أحمد شوقى ومبايعته أميراً للشعر فى دار الأوبرا, وأيضاً القصيدة التى أنشدها ونظمها فى الذكرى السنوية لرحيل مصطفى كامل التى خلبت الألباب وساعدها على ذلك الأداء المسرحى الذى قام به حافظ للتأثير فى بعض الأبيات,.ومما يبرهن ذلك ذلك المقال الذى نشرته أحدى الجرائد والذى تناول بكامله فن إنشاد الشعر عند حافظ. ومن الجدير بالذكر أن أحمد شوقى لم يلقى فى حياته قصيدة على ملأ من الناس حيث كان الموقف يرهبه فيتلعثم عند الإلقاء!


أقوال عن حافظ إبراهيم

حافظ كما يقول عنه خليل مطران "أشبه بالوعاء يتلقى الوحى من شعور الأمة وأحاسيسها ومؤثراتها فى نفسه, فيمتزج ذلك كله بشعوره و إحساسه, فيأتى منه القول المؤثر المتدفق بالشعور الذى يحس كل مواطن أنه صدى لما فى نفسه." ويقول عنه أيضاً "حافظ المحفوظ من أفصح أساليب العرب ينسج على منوالها ويتذوق نفائس مفرادتها وإعلاق حلالها." وأيضاً "يقع إليه ديوان فيتصفحه كله وحينما يظفر بجيده يستظهره, وكانت محفوظاته تعد بالألوف وكانت لا تزال ماثلة فى ذهنه على كبر السن وطول العهد, بحيث لا يمترى إنسان فى ان هذا الرجل كان من أعاجيب الزمان."

وقال عنه العقاد "مفطوراً بطبعه على إيثار الجزالة و الإعجاب بالصياغة والفحولة فى العبارة."
كان أحمد شوقى يعتز بصداقه حافظ إبراهيم ويفضله على أصدقائه. و كان حافظ إبراهيم يرافقه فى عديد من رحلاته وكان لشوقى أيادى بيضاء على حافظ فساهم فى منحه لقب بك و حاول ان يوظفه فى جريدة الأهرام ولكن فشلت هذه المحاولة لميول صاحب الأهرام - وكان حينذاك من لبنان - نحو الإنجليز وخشيته من المبعوث البريطانى اللورد كرومر.

وفاته

توفي حافظ ابراهيم سنة 1932 م في الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس, وكان قد أستدعى 2 من أصحابه لتناول العشاء ولم يشاركهما لمرض أحس به. وبعد مغادرتهما شعر بوطئ المرض فنادى غلامه الذى أسرع لإستدعاء الطبيب وعندما عاد كان حافظ فى النزع الاخير وتوفى رحمه الله.ودفن في مقابر السيدة نفيسة (رضي الله عنها).

وعندما توفى حافظ كان أحمد شوقى يصطاف فى الإسكندرية و بعدما بلّغه سكرتيره – أى سكرتير شوقى - بنبأ وفاة حافظ بعد ثلاث أيام لرغبة سكرتيره فى إبعاد الأخبار السيئة عن شوقي ولعلمه بمدى قرب مكانة حافظ منه, شرد شوقي لحظات ثم رفع رأسه وقال أول بيت من مرثيته لحافظ:

قد كنت أوثر أن تقول رثائي .... يا منصف الموتى من الأحياء


من أشعاره


سافر حافظ إبراهيم إلى سوريا، وعند زيارته للمجمع العلمي بدمشق قال هذين البيتين:

شكرت جميل صنعكم بدمعي .... ودمع العين مقياس الشعور
لاول مرة قد ذاق جفني .... - على ما ذاقه - دمع السرور

لاحظ الشاعر مدى ظلم المستعمر وتصرفه بخيرات بلاده فنظم قصيدة بعنوان الامتيازات الأجنبية‏، ومما جاء فيها:

سكتُّ فأصغروا أدبي .... وقلت فاكبروا أربي
يقتلنا بلا قود .... ولا دية ولا رهب
ويمشي نحو رايته .... فنحميه من العطب
فقل للفاخرين: أما ... لهذا الفخر من سبب؟
أروني بينكم رجلا .... ركينا واضح الحسب
أروني نصف مخترع .... أروني ربع محتسب؟
أروني ناديا حفلا .... بأهل الفضل والأدب؟
وماذا في مدارسكم .... من التعليم والكتب؟
وماذا في مساجدكم .... من التبيان والخطب؟
وماذا في صحائفكم .... سوى التمويه والكذب؟
حصائد ألسن جرّت .... إلى الويلات والحرب
فهبوا من مراقدكم .... فإن الوقت من ذهب

وله قصيدة عن لسانه صديقه يرثي ولده، وقد جاء في مطلع قصيدته:

ولدي، قد طال سهدي ونحيبي .... جئت أدعوك فهل أنت مجيبي؟
جئت أروي بدموعي مضجعا .... فيه أودعت من الدنيا نصيبي

ويجيش حافظ إذ يحسب عهد الجاهلية أرفق حيث استخدم العلم للشر، وهنا يصور موقفه كإنسان بهذين البيتين ويقول:

ولقد حسبت العلم فينا نعمة .... تأسو الضعيف ورحمة تتدفق
فإذا بنعمته بلاء مرهق ..... وإذا برحمته قضاء مطبق

ومن شعره أيضاً:

كم مر بي فيك عيش لست أذكره .... ومر بي فيك عيش لست أنساه
ودعت فيك بقايا ما علقت‏ به .... من الشباب وما ودعت ذكراه
أهفو إليه على ما أقرحت كبدي .... من التباريج أولاه وأخراه
لبسته ودموع العين طيعة .... والنفس جياشة والقلب أواه
فكان عوني على وجد أكابده .... ومر عيش على العلات ألقاه
إن خان ودي صديق كنت أصحبه .... أو خان عهدي حبيب كنت أهواه
قد أرخص الدمع ينبوع الغناء به .... وا لهفتي ونضوب الشيب أغلاه
كم روح الدمع عن قلبي وكم غسلت .... منه السوابق حزنا في حناياه
قالوا تحررت من قيد الملاح فعش ..... حرا ففي الأسر ذلّ كنت تأباه
فقلت‏ يا ليته دامت صرامته .... ما كان أرفقه عندي وأحناه
بدلت منه بقيد لست أفلته .... وكيف أفلت قيدا صاغه الله
أسرى الصبابة أحياء وإن جهدوا .... أما المشيب ففي الأموات أسراه

وقال:

والمال إن لم تدخره محصنا .... بالعلم كان نهاية الإملاق
والعلم إن لم تكتنفه شمائل .... تعليه كان مطية الإخفاق
لا تحسبن العلم ينفع وحده .... ما لم يتوج ربه بخلاق
من لي بتربية النساء فإنها .... في الشرق علة ذلك الإخفاق
الأم مدرسة إذا أعددتها .... أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا .... بالسري أورق أيما إيراق
اللأم أستاذ الأساتذة الألى .... شغلت مآثرهم مدى الآفاق
أنا لا أقول دعوا النساء سوافرا .... بين الرجال يجلن في الأسواق
يدرجن حيث أرَدن لا من وازع .... يحذرن رقبته ولا من واقي
يفعلن أفعال الرجال لواهيا .... عن واجبات نواعس الأحداق
في دورهن شؤونهن كثيرة .... كشؤون رب السيف والمزراق
تتشكّل الأزمان في أدوارها .... دولا وهن على الجمود بواقي
فتوسطوا في الحالتيسن وأنصفوا .... فالشر في التّقييد والإطلاق
ربوا البنات على الفضيلة إنها ... في الموقفين لهن خير وثاق
وعليكم أن تستبين بناتكم .... نور الهدى وعلى الحياء الباقي






[/align]

الحور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-13-2008, 01:35 AM   #9
معلومات العضو
الحور
عضو مشارك

رقم العضوية : 14961
تاريخ التسجيل: Oct 2008
مجموع المشاركات : 97
الإقامة : My room
قوة التقييم : 17
الحور is on a distinguished road

[align=center]إبراهيم ناجي



ولد الشاعر إبراهيم ناجي في حي شبرا بالقاهرة في اليوم الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر في عام 1898، وكان والده مثقفاً مما أثر كثيراً في تنمية موهبته وصقل ثقافته، وقد تخرج الشاعر من مدرسة الطب في عام 1922، وعين حين تخرجه طبيباً في وزارة المواصلات ، ثم في وزارة الصحة ، ثم مراقباً عاماً للقسم الطبي في وزارة الأوقاف.

- وقد نهل من الثقافة العربية القديمة فدرس العروض والقوافي وقرأ دواوين المتنبي وابن الرومي وأبي نواس وغيرهم من فحول الشعر العربي، كما نـهل من الثقافة الغربية فقرأ قصائد شيلي وبيرون وآخرين من رومانسيي الشعر الغربي.

- بدأ حياته الشعرية حوالي عام 1926 عندما بدأ يترجم بعض أشعار الفريد دي موسييه وتوماس مور شعراً وينشرها في السياسة الأسبوعية ، وانضم إلى جماعة أبولو عام 1932م التي أفرزت نخبة من الشعراء المصريين والعرب استطاعوا تحرير القصيدة العربية الحديثة من الأغلال الكلاسيكية والخيالات والإيقاعات المتوارثة .

- وقد تأثر ناجي في شعره بالاتجاه الرومانسي كما اشتهر بشعره الوجداني ، وكان وكيلاً لمدرسة أبوللو الشعرية ورئيساً لرابطة الأدباء في مصر في الأربعينيات من القرن العشرين .

وقد قام ناجي بترجمة بعض الأشعار عن الفرنسية لبودلير تحت عنوان أزهار الشر، وترجم عن الإنكليزية رواية الجريمة والعقاب لديستوفسكي، وعن الإيطالية رواية الموت في إجازة، كما نشر دراسة عن شكسبير، وقام بإصدار مجلة حكيم البيت ، وألّف بعض الكتب الأدبية مثل مدينة الأحلام وعالم الأسرة وغيرهما.

- واجه نقداً عنيفاً عند صدور ديوانه الأول من العقاد وطه حسين معاً ، ويرجع هذا إلى ارتباطه بجماعة أبولو وقد وصف طه حسين شعره بأنه شعر صالونات لا يحتمل أن يخرج إلى الخلاء فيأخذه البرد من جوانبه ، وقد أزعجه هذا النقد فسافر إلى لندن وهناك دهمته سيارة عابرة فنقل إلى مستشفى سان جورج وقد عاشت هذه المحنة في أعماقه فترة طويلة حتى توفي في الرابع والعشرين من شهر مارس في عام 1953.

- وقد صدرت عن الشاعر إبراهيم ناجي بعد رحيله عدة دراسات مهمة، منها: إبراهيم ناجي للشاعر صالح جودت ، وناجي للدكتورة نعمات أحمد فؤاد ، كما كتبت عنه العديد من الرسائل العلمية بالجامعات المصرية .

ومن أشهر قصائده قصيدة الأطلال التي تغنت بها أم كلثوم ولحنها الموسيقار الراحل رياض السنباطي .

ومن دواوينه الشعرية :

وراء الغمام (1934) ، ليالي القاهرة (1944)، في معبد الليل (1948) ، الطائر الجريح (1953) ، وغيرها . كما صدرت أعماله الشعرية الكاملة في عام 1966 بعد وفاته عن المجلس الأعلى للثقافة.

من قصائده :


ذات مساء


وانتحينا معا مكاناً قصياً .... نتهادى الحديث أخذاً وردّا
سألتني مللتنا أم تبدلتَ .... سوانا هوىً عنفياً ووجدا
قلت هيهات! كم لعينيكِ عندي .... من جميلٍ كم بات يهدى ويسدى
انا ما عشت أدفع الدين شوقا ..... وحنينا إلى حماكِ وسهدا
وقصيداً مجلجلاً كل بيتٍ ..... خلفَه ألفُ عاصفٍ ليس يهدا
ذاك عهدي لكل قلبك لم يقض .... ديونَ الهوى ولم يرعَ عهدا
والوعودُ التي وعدتِ فؤادي .... لا أراني أعيش حتى تؤدَّى


تحليل قبلة


ولما ألتقينا بعد نأي وغربة ..... شجيين فاضا من أسى وحنين
تسائلني عيناك عن سالف الهوى .... بقلبي وتستقضي قديم ديون
فقمت وقد ضج الهوى في جوانحي .... وأن من الكتمان أيّ أنين
يبث فمي سرّ الهوى لمقبّل ...... أجود له بالروح غيرَ ضنين
إذا كنت في شك سلي القبلة التي ..... أذاعت من الأسرار كل دفين
مناجاة أشواق وتجديد موثق ..... وتبديد أوهام وفض ظنون
وشكوى جوى قاسٍ وسقم مبرح ..... وتسهيد أجفان وصبر سنين


عتاب


هجرت فلم نجد ظلاً يقينا ..... أحلماً كان عطفك أم يقينا
أهجراً في الصبابة بعد هجر .... أرى أيامه لا ينتهينا
لقد أسرفت فيه وجرت حتى .... على الرمق الذي أبقيت فينا
كأن قلوبنا خلقت لأمر ..... فمذ أبصرن من نهوى نسينا
شغلن عن الحياة ونمن عنها .... وبتن بمن نحب موكلينا
فإن ملئت عروق من دماءٍ .... فأنا قد ملأناها حنينا


الفراق


يا ساعة الحسرات والعبرات ..... أعصفت أم عصف الهوى بحياتي
ما مهربي ملأ الجحيم مسالكي .... وطغى على سُبُلي وسد جهاتي
من أي حصن قد نزعت كوامنا .... من أدمعي استعصمن خلف ثباتي
حطمت من جبروتهن فقلن لي .... أزف الفراق فقلت ويحك هاتي[/align]

الحور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-13-2008, 01:35 AM   #10
معلومات العضو
الحور
عضو مشارك

رقم العضوية : 14961
تاريخ التسجيل: Oct 2008
مجموع المشاركات : 97
الإقامة : My room
قوة التقييم : 17
الحور is on a distinguished road

[align=center]شعراء الجزيرة العربية --- إبراهيم محمد إبراهيم

إبراهيم محمد إبراهيم



من مواليد 22/12/1961م – دبي – دولة الإمارات العربية المتحدة.
خريج كلية الآداب – قسم اللغة العربية – جامعة بيروت العربية.
بدأ بنشر قصائده في الصحف والمجلات الإماراتية في العام 1980م،
حيث تزامن ذلك مع مشاركاته المستمرة في الأمسيات
والمهرجانات الشعرية التي كانت تقيمها مختلف المؤسسات التعليمية والثقافية والجمعيات ذات النفع العام.
نشر في العديد من الصحف والمجلات العربية.
تولى منذ بداية الثمانينيات عدة مهام في العمل الثقافي التطوعي، كان أهمها :
رئاسة اللجنة الثقافية بنادي الشباب الثقافي الرياضي.
رئاسة اللجنة الثقافية باتحاد كتاب وأدباء الإمارات، لدورتين متتاليتين.
رئاسة اللجنة الثقافية، ثم اللجنة الأدبية بالنادي الثقافي العربي بالشارقة.
بالإضافة إلى المهرجانات والأمسيات التي شارك فيها محليا، كانت له مشاركات كثيرة،
مثل خلالها كتاب وأدباء الإمارات ودولة الإمارات، في العديد من الدول مثل:
مصر-العراق-سوريا-الكويت-عمان-البحرين-فرنسا. إصداراته الشعرية:
صحوة الورق عام 1990م
فساد الملح عام 1997م
هذا من أنباء الطير عام 2000م
الطريق إلى رأس التل عام 2002م
عند باب المدينة عام 2003م
انتخب ضمن لجنة تحكيم جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم الثانية عشرة عام 1995م.
انتخب ضمن لجنة تحكيم جائزة أندية الفتيات بالشارقة لإبداعات المرأة العربية في الأدب، لثلاث سنوات متتالية( 1999م-2000م-2001م).


من قصائده

أمسية عند قارعة الطريق



ألقيتُ أشعاري..
وألقى كلُّ ذي فنٍّ فُنونهْ
حقبُ الزمان ِبخاطري,
وعلى تَضارِيس ِالجَبين ِ, مرصَّعٌ تعبُ السََّفرْ
وجَميعُنا في سُنّةِ التاريخ ِ, متّهمٌ بإغراق ِالسّفينةْ
تعبتْ خيولُ الصّمتِ فَوقَ شِفاهنا..
تَعِبَ اليراعُ من التّسَكُع ِبينَ عوراتِ المدينةْ
فزرعتُ أول نخلةٍ هيفاءَ في الأرض ِاليبابِ,
وزهرةً برّيةَ الإقدام ِتمتصُّ الخُصوبَةَ فوقَ أنقاض ِالشّجرْ
عبثاً نقاتلُ..
آه لو تَدرين يا غبراءُ, كيفَ نُلملِمُ التّقْوى,
َونقْتبسُ الضّياءَ من السّحْر
خَبَتِ الحماسةُ في المحابرِ والقصائدُ تنتحرْ
غفتِ المنابرُ..
كيف نخترقُ السَّكِينةْ
لما تعثَّرَ حَرْفُنا الموعوُد في شَفَةِ القَمَرْ
وتعطّلتْ لُغةُ الصديق ِ إلى الصديق ِ
وحُرّفتْ لُغةُ الحجرْ
عبثاً نقاتلُ..
لا مجيرَ اليوم من وهج ِالحريق ِ,سوى الحريقْ
فاحملْ يراعَكَ والدفاتِرَ يا صديقي,
وامض ِبعدي..
إنّنِى ماضٍ إلى ذاكَ البريْق..
لنقيمَ أمسيةَ الكرامةِ..
عند قارعةِ الطريْق.


*******************



قبلة العاشقين



تُحبُّ البقاءَ تُريدُ الأمانْ
تسيرُ وفي شعرِها وردتانْ
إذا همسَ الصيفُ ذابتْ على
خُدودِ العرائس ِكالزعفرانْ
وهمّتْ تُريدُ الزمانَ القديم
وهيهاتَ يرجِعُ ذاك الزمانْ
بها مِنهُ رائحةُ الياسمين
ومنها بِهِ مسجدٌ وأذانْ
أحبك يا قبلةَ العاشقين
أحبكِ يا نجمةَ المهرجانْ
أحبكِ مهما يقولُ الوشاةُ
ومهما تقطبَ وجهُ الّزمانْ
فإن أُودِعَ الشعرُ بين الضلوع ِ
فأنتِ القريضُ وأنتِ اللسانْ


****************



فنجان القهوة




الليلُ كئيبٌ جِداً
وشريطُ النورِ كمنشنقةٍ
تتسلّلُ من ثقبِ البابِ الموصودْ
والقافلةُ لها وقعٌ مُختلفٌ
فوقَ رمال ِالصحراءِ العُظْمىَ
والأنباءُ مُسَوّرَةٌ
والقاعةُ مُحْكَمَةُ الغَلْق ِ
وباردةٌ كَسِني القَحطِ
ونارُ الكاهن ِ, لاتوقَدُ الا لبخورِ السّحرِ أو التنجيمْ
لا قهوةَ حتى اللحظةِ..
ما اعتدنا أن نشربَ قهوتنا باردةً
فالأوطانُ لها نارٌ,
لا تخبو أبداً في الليل ِ
ولا تخمدُ حتى في الأحزانْ
يا نارَ البدوى, لقد خبتِ النارُ,
فلا عدنانَ , ولا غسّانَ, ولا قحطانْ
لا يخدعكَ ضجيجُ القوم ِ,
إهابُ الثعبان ِالأرقطِ لا يستُرُ إلا الثُّعبانْ
أشعِلْ ناركَ يا بدوي وجرّبهمْ,
واصرخ..
من يشرب هذا الفنجانْ؟
سَتظلُّ تُنادي وتنادي..
لكِنْ لنْ يبردَ فنجانُك يا بدوي,
أدر ظهرَكَ للقاعةِ,
واصرخْ ثانيةً,
من يشربُ هذا الفنجانْ؟
ستوافيكَ الأرضُ بأجيال ٍ,
ما أعددتَ لهم من قبلُ..
يُحِبّونَ القهوةَ والثأرَ
إذا كان البُنُّ يمانياً ..
دعنا نَشربْها ساخنةً من غيرِ نُواح ٍوعُواءْ
ثم نَشُقُّ الصحراءَ بكل عتادِ الحربِ
نَشُقُّ الصخْرَ..
ونُبحِرُ عبرَ الميّتِ للأَحياءْ

[/align]

الحور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها