اليكم هذه الدراسة عن سهولة الاقلاع عن التدخين ولكن شركات التبغ تحاول اقناع المدخنين بأن الاقلاع عنه مستحيل.
التدخين عادة سيئة لكن الاقلاع عنه صعب قناعة يؤمن بها كل المدخنين لكن الحقيقة إن الإقلاع عن التدخين ليس بالصعوبة التي تتخيلها. هذا أولا. ثانيا أنه بعد ثلاثة أيام من الإقلاع سيلاحظ المدخن تحقيق تغيرات إيجابية على الصعيد الجسدي وإن لم تكن ذهنية. فأول أمر يستمتع به في الصباح القدرة على الاستمتاع بالهواء النظيف مجددا برئتين نظيفتين اذ ان رئتيك ستبدأ خلال 72 ساعة من الاقلاع عملية تنظيف ذاتية وسيحصل وجهك على دورة دموية أفضل وخلايا جلدك ستصلها امدادات من الاوكسجين ما يجعلك تبدو أصغر سنا و سيصبح نسيج بشرتك أكثر نعومة وتوازنا.
ويؤكد الباحثون ان من يتمكن من قطع مدة أسبوعين من دون سجائر يكون قد قطع 75 % من رحلة الامتناع نهائيا عن التدخين ولا فرق في هذا المجال بين الرجل والمراة.
كما يؤكد هؤلاء ان ما يسمى إدمان التدخين مجرد روتين يومي وعادة جسدية لدى مختلف انواع المدخنين مثل المدخن الاجتماعي الذي يدخن فقط عندما يخرج من البيت لكنها ليست عادة ولا يشتاق إليها عندما لا يكون باستطاعته إن يدخن. ويصل مستوى الإدمان عند هذه الشريحة 10/4 . والفئة العمرية التي ينتمي إليها هؤلاء بين نهاية المراهقة وبداية العشرينيات. لكن هذا المدخن في الحقيقة يستمتع بالتدخين وان كان قادرا على كسر هذه العادة لانه من بين الاقل ادمانا على النيكوتين.
وبغض النظر عن مدة استمرار التدخين الاجتماعي فهو بمثابة الخطوة الاولى في طريق الإدمان.وإذا أدمت على هذه الخطوة فانك ستواصل الطريق لا محاله.
ويحذر الخبراء من التدخين الاجتماعي لأنه يجعل المرء متآلفا مع السيجارة جسديا وعقليا في بيئته مريحة وممتعة ومقبولة تشجعه على الاستمرار. فإذا دخنت خلال إحدى الأمسيات فتستيقظ في اليوم التالي وتجد سيجارتين بقيتا من الليلة السابقة فتقرر إن تدخنها في المنزل وهنا يقع المحظور. إذ سيعني ذلك انك عدت إلى عادة التدخين بدوام كامل.
والحل يتمثل في ضرورة عزل السيجارة عن النشاطات الاجتماعية التي تقوم بها من خلال تجربة تعزيز خوض حياة اجتماعية مختلفة لاسابيع عدة والانضمام إلى نادي جديد ممن تلتقي بهم والاعتياد على هوايات جديدة كما يمكن اللجوء الى مجموعة واسعة من المنتجات التي تساعد على الاقلاع عن التدخين مثل اللصقات والعلكة والسجائر المزيفة وكلها تسهل عملية التخلص من هذه العادة القاتلة.
تصنف مغنية فرقة " فتيات البهار" السابقة جيري هالويل على سبيل المثال على انها مدخنة اجتماعية او من المدخنين التسلسليين وتقول عن عادتها هذه "ادخن فعلا ولكن اتوقف عن ذلك متى اردت لقد تمكنت من ذلك مرات عدة سابقا".
الممثلة البريطانية الحسناء لير هيرلي مدخنة متسلسلة شهيرة أخرى تؤكد انها تخطط للتوقف عن التدخين عندما تصبح حاملا "لأني عندها سأكون مجبرة على إن امتنع عن ذلك".
واثبتت دراسات علمية حديثة ان التدخين يضر بالخصوبة عند الرجال والمرأة فماذا لو خسرت مثلا قدرتها على الحمل فهل ستقرر مواصلة التدخين وماذا لو حملت وامتنعت لأسابيع فقط ثم تراجعت عندها سيكون جنينها عرضة لعادتها السرطانية.
ومن اللافت انه لا شيء سواء كان اقتناعا أو ترهيبا خارجيا أو إحصاءات عن عدد الأموات نتيجة التدخين أو صور حالات من شانها إن تقنع هذا النوع من المدخنين بالتوقف عن عادتهم لان حالتهم ميئوس منها. في النهايةفإن مسالة امتناعهم عن التدخين أو عدمه مرتبط بإرادتهم وحدها.
والمدخنون الميئوس منهم يدخنون عادة بشراهة تفوق شراهة المدخنين المتسلسلين أو المدخنين عن سبق الإصرار لأنهم يعتقدون إن قطار التوقف عن هذه الآفة فاتهم.
كما إن المدخنين الميؤوس منهم يُُُثيرون الإحباط إذ يرفضون الاستماع إلى النصح ولا يثنيهم عن عادتهم تقدمهم في العمر ورؤية أبنائهم يتزوجون وينجبون أحفادا لهم.
لكن يمكن إن يتدبر هؤلاء مسالة التخلص من التدخين بقرارهم الشخصي مثلما فعل الممثل البريطاني ادوارد ودوارد الذي اعتاد إن يدخن سيجارة يوميا وفي يوم قرر أن يضع حدا لعادته هذه ونجح في ذلك من دون إن يستخدم إي منتجات مساعدة أو إي علاجات بديلة.
ولا تختلف حكايات المشاهير العرب مع التدخين عن سواهم من المشاهير إذ لا يخفي الفنان حسين فهمي إن مهنة التمثيل ورطته في التدخين خاصة عندما كان يطلب منه المخرجون أن يدخن في مشاهد تتطلب ذلك لأنه لا يحب التدخين ولكنه أدمن سنوات عدة فقرر إن يتوقف نهائيا عن السجائر بعدما أصيب بتحسس في حباله الصوتية .ومنذ ذلك الوقت قرر عدم تمثيل أي مشهد سينمائي أو تلفزيوني بالسيجارة .
الممثل السوري جمال سليمان مدخن شره وهو بعدما تزوج وصل إلى حل وسط مع زوجته التي ألحت عليه كثيرا للتوقف عن التدخين فصار يدخن الأخف بين السجائر بحيث لا يكسر الطقس الذي تعود عليه ولا يزعج زوجته أو صحته وغالبا عندما يسأله أحدهم ماذا تدخن يجيب مازحا "شم ولا تدوق" وهي جملة شامية تسخر من الأشياء التي لا طعم ولا رائحة لها.
ومن لا يستطيع مواجهة او تحمل الفراق بينه وبين السيجارة عليه إن يتعامل مع ادمانه بانضباط العسكريين من خلال المواظبة على المشاركة في جلسات مع اناس او مجموعات يدعمون توجهه إلى التوقف عن التدخين وعليه كذلك الاستعانة بلصقات النيكوتين.
والامر الجيد انه عندما يتخلص"المدخنون الميؤوس منهم" من عادتهم يصبحون اكثر حماسة ضد التدخين من غير المدخنين انفسهم.