[align=center]ربـــــــــــــاب
رحلت رَبَابُ فى ليلة ميلاد القمر
مع بزوغ الفجر والليل قد إندثر
وجنحت ذيول لثامه وأدبَر
وألتفت سِترَةُ رِدَائِهِ
حولَ تمرد حِلكة الظلام ُالأغَرِ
وفَاحَت رائحةُ قبعةَ الطيورَ
أتأكتُ فوقَ وجهِ الصبحِ الحزينِ
أسمعُ
كلماتٍ مترنحةٍ
تخرجُ من عناب ثََغرهَا
وحروفٌ غَافِياتُ
تنسابُ من بين شَفَتَيٍِِها
لتداعب جدارَ قلبى
فيغفوُ النبضُ متأرجحاً
ما بين سكونٍِ وثورةٍِ
تَتَملصُ من قبضةِ خيوطِ الكفنُ
تُتمتمُ فى وجه اللقاءِ المنظورُ
تنَظرُ ألوانَ الطيفِ المُتَقَهقرِ
كلماتٌ مَريرةُ تَصعدُ مع الشَهيقِ
وترفضَُ إلا أن تذوبَ فى الشَراينِ
أحبَبتُها ألفَ ألفَ مرةٍ
عَشِقتُها ألفَ ألفَ مرةٍ
هى رَبــــــَــابُ
دخَلت من ثقبَ عُمرى
وأختَرَقت جدارَ قلبى
لتُحاصرَ الصمتَ الباردُ فى أعَمَاقى
كطوقٍٍ يؤَصِدُنى
تَمَلَكَت تاجَ رُوحى
لِتُصبحَ رعشةٌ فى جَسَدى
وتَوَشَمَت على خَديِها من مُخَ عظمى
ومن شَراين قلبى نَسَجت قلائِدُها
وبِسَيِفى رَسَمَت كُحلَ عِيِنيِها
وتَتَوَسَد قلبى حينَ تُغَنى قََصَائِدُهاَ
وتُلبِسُنى عَمَامَةُ فارسُ قبيلتها
وتَبيتُ باسطةً على سَاعِدى جَدَائِلُها
وأنا أعزِفُ على الربَابَة من أباتِ شِعرِِِها
وأنظرُ إلى عيِنِيِها المُبَرقعةَ بالأُنُوثَهَ
وأقتَحمُ خَيمةُ مُحُيِاها
وأضرِبُ كلَ قوانينِ الأرضً من أجلِهًا
وأنسجُ من نثرِها موجَ الليل
وأضيعُ فى ثَنَايِا خُصُلاتِ ظَفَائِرُهَا
ويَتوُقُ أنفى من عِطرِ نَحرِها
وأشهِرُ سَيفى من أجلِ نُصرَتِها
كى أحمى ترابِ قد وطَِئَتها
وأشعلُ الشِعرَمن تَحتِ بَطحاءِ قََدَمِيها
وأطُفىُء نارَ الظلمِ فى أبياتٍ قد نَظَمَتهَا
تأسُرنى ربـــــــــاب فى تِيهها
بتهمة التسكعِ فى حَناياها
ومراوغة قلبُها
والتَنَقُلِ عَلى أغَصَانِ شَغَفِهَا
وأتنفسُ عبيرُ أنُوثَتِها
والقهوةُ العربيةُ فى يَدِيَها
وأختَصرُ الياءَ والتاءَ من فَريسَتى
وألبسُ جلدَ فرسى لإنقَاذِها
وأهدِيِهَا قلبى فى يومِ عيِد ميِلادها
وبُرقعاً مُرصَعاً
بخيوطِ الشمسِ وضيائُها
وأُسقِيها كأساً من نهرِ عَواطفى
حباً يتغنى فيهِ رجالُ قبيلتى
وتشدوا بهِ كُلَ نِسَائَُها
رَبـــــَـــابُ
نَحَرتُ الأهاتِ فى مذابِحُها
قُرباناً لخَلَجَاتِ وِجدانُها
أعزِفُ أنغَاماً معسُولةٍ
على أوتارِ أشواقِها
كنتُ أُنَادِيها مرةً
فتاةَُ البادية
ومرةً ملِكةُ الشام السرمديه
ومرة أميرةُ النساءِ
ومرة
ربـــــــــــاب
قًَََرُبَ الفجر000ُ والليلُ يعانقُ السماءَ
وحُزنٌ يُحيطُ بى وصمتٌ وخواء
أنظرُ إليهَا وهى تُقَاوِم إمتِصَاصُ الهواءِ
شاحت بوجِهِهِا نحو َمُهرَتِها الشهباءُ
ِتَرمُقَها بطرِفِ عيِنيِها الكحلاءُ
وهى فى حضنِ الموتُ تُغلفِها رائحةٌ فيحاءُ
تَمتَطينىِ نَظَرَاتُها بِكلماتٍ من نخيل
كفارسٍ يمسكُ لجَامَ جوادهِ الأصيل
ومن هولات أنينى وجُروحى
دَوَنتُ تراتيلُ إشتياقى
وواريتُ ما تجمدَ بينَ أجفانى
وطليتُ الأهاتِ بلونِ نزفِ شَريانىٍ
فتَثورُ عَيناىِ من ظمأِ إنِتِظارىِ
فتُفجرُ ينابيعَ دُمُوعى
فتَغرقُ سَفينتى فى قاعِ عَينى
وتَرقَبنى قراصِنةُُ الليلِ
وتصفقُ لهم حُشودُ الرملِ
ويقتَحمُُ الحرمانُ حُصونُ جسمى
ويُفَتتُ مخالبُ الحنينِ أحَشَائى
ويتركنى غريقاً بينَ أوتارِ قلبى
تائهاً فى ثَنَايا جَسدى أتلمسُ فِراقَ حَبيبتى
أسيُر فى شوارعِ عَُمرى المغطاةُ
بالحصى والاشجارِ الجرداء
المنزوعةُ الأغصانُ
وثمارها المتساقطه بطعم الأشجَانِ
وفى حزنٍ شَديد
وصمتٍ يطرقُ أبوابَ الخيال
وعواصفُ تعارك أوراقَ الزمانِ
وقلبٌ يَفتَرشُ أرضهُ للأحزانِ
وتتجرد المفردات من مَعانِيها
وتخونُ العبراتِ مشاعرُ الأسى
وتمحو أثار ماضيها
أجدُ حُبى أهدابهُ مُمُزقه
وليلهُ أعمىُ ضُريرُ
وفجاةً
رفَعَت ربــــــــابُ رَأسُها
كنخلةٍ تُمازحُ السماءَ بِرُطَبِها
أقتربتُ منها لأسمع هَمَساتها الشامخه
وأتلمس تراقصُ شَفَتِيها
ربـــــــابُ
لَهَا همسٌ كَغنج العصافيرِ
يتدحرجُ على صفحاتِ وجهى كَالحَريرِ
وتَلِجُ بإستِحياءٍ لِتَلُفَنَى كَطفلٍ صغير
تعزفُ مُقلتيِها وتُذرِفُ حزناً كبير
وتسكبُ ألمَ الفُراق بين مسافات اللقاء المرير
وجهُهُا يتشردُ تَحتَ نفق العشق العسير
سمعتها تقول
من هنا مرت قوافلى
وهنا قُطفت ثمرةُ حبى
كى تلجُ إلى سِويداءُ قلبى
وتتوغلُ بينَ جَوانِحى
وتتوسدُ على أضلُعى
لا تَحزن يا حَبيبى
وقَطراتُ عَرقٍٍ على جَبينها نَزفت
ثم إرتَعَشت
ودُمُوعها على صَدرى رَشَفت
وعلى جُدرانِِ الزمانِ حُبها نقشت
وروُحها الطَاهِرةُ فى صمت أبلغ من الكلام
إلى بارِئُِها صََعَدت
00000000000?
ادهم الشرقاوى[/align]