أمديح أم هجاء ؟! ( استراحة أدبية )
كَان أحدُ الشُّعراءِ يَسيرُ في شَوَارعِ الكُوفَةِ ، يَبْحَثُ عَن خيَّاطٍ ليَخِيطَ لهُ ثَوبًا ، وبينَمَا هُوَ في الطَّريقِ ، قَابلَهُ الأصْمَعِيُّ ، فأَخَذَهُ إلَى خيَّاطٍ أعْوَرٍ يُسمَّى زَيْدًا .فَقَالَ الخيَّاطُ للشَّاعرِ
واللهِ لأخيطَنَّهُ خِياطةً لاَ تدْرِى أَعَباءةٌ هُوَ أَمْ قَمِيصٌ
فَقَالَ الشَّاعِرُ :
واللهِ لَو فَعَلتَ لأَقُولنَّ فِيكَ شِعرًا لاَ تَدرِى أَمدحٌ هُوَ أَمْ هِجَاءٌ . فلمَّا أَتمَّ الخيّاطُ الثَّوبَ أَخَذَهُ الشَّاعرُ ، وَلَمْ يَعْرِفْ هَل يلبِسُهُ عَلَى أنهَّ عَباءةٌ أَمْ قَمِيصٌ
فقَالَ فِي الخيَّاطِ هَذا الشِّعْرَ :
خَاطَ لِي زيـدٌ قـَباء لَيتَ عَيْنَيْهِ سَواء
فاسألِ النَّاسَ جِميعًا أَمَديحٌ أَم هِجـَاء
فَلم يدرِ الخيَّاطُ أَيدعُو الشَّاعرُ عَليهِ بِالعَمَى ، أَمْ يَدعُو أَنْ يَشْفِىَ اللهُ عينَهُ المرِيضَة منقول