تقع قرية "ذنابة" في ظاهر طولكرم الشرقي مع انحراف قليل الى الشمال. وتعتبر قرية ذنابة, من اقرب القرى الى مدينة طولكرم , فارضها وبيوتها ويفصل بينهما (مخيم طولكرم) وهو من اراضي ذنابة.
ويبلغ مساحة اراضيها قربة 6 الف دونم وتحيط بها اراضي طولكرم وكفراللد, وشوفة وعنبتا..
تنقسم القرية الى حارتين الحارة الغربية والحارة الشرقية, وفي وسطهما يتمركز سكان القرية, وتحتوي هذه المنطقة على اقدم مباني القرية حيث كان يحيط بها سور قديم اندثرت آثاره..
وهنالك عدة رويات حول اسم القرية , الروية الاولى : يوجد في القرية قبران من الاولياء هما" ابوسراج" و"ذنّاب" ويقال ان اسم ذنابة قد جاء من هذا الوالي.
والروية الثانية : اسم ذنابة هو تحريف لكلمة "دنوب" بالسريانية. وهي تعني مؤخرة الوادي – على اعتبار انها في نهاية السهل واول الجبل او العكس – يعزز معنى اسمها السرياني.
وسكان قرية ذنابة هو من اصول عربية اصيلة , وعشائر قرية ذنابة هم :
آل سيف
من العائلات العريقة, كما ان افرادها يشكلون نسبة كبيرة من سكان ذنابة..
وهذه العائلة اصلها من اليمن كما جاء ذلك في اكثر في مرجع تاريخي.. وهي من العائلات المشهورة والمعروفة في اليمن منذ اقدم العصور ولغاية الآن.
وآل سيف من قبيلة (حمير) في اليمن , وهي اسرة" سيف بن ذي يزن" احد ملوك واشراف اليمن التي انتقلت من اليمن الى الحجاز ومنها الى العراق ثم الى قرية برقة من قضاء نابلس وثم نزح القسم الاكبرالى ذنابة المجاورة الى طولكرم. وسبب نزول هذه العائلة في قرية برقة , في عهد القائد صلاح الدين الايوبي , قد استعان بهم صلاح الدين الايوبي لمحاربة الصلبيين لانهم اشتهروا بكثرة عددهم وبسالتهم في الحروب. ولما انتهت الحروب الصليبية, اراد آل سيف الرجوع الى البلقاء والحجاز, غير ان صلاح الدين الايوبي الح عليهم البقاء في فلسطين, ليكونوا له عونا. فاختاروا قرية برقة وسكنوا فيها لكثرة مياهها.
وبقيت هذه العشيرة في برقة حتى احتل نابليون فلسطين , وكانوا من اوائل العرب الذين تصدوا له . وعندما وقع قائد هذه العشيرة في اسر نابليون وهو الشيخ ياسين آل سيف اعدمه شنقا. وبعد هذه الحادثة نزح القسم الاكبر من عشيرة آل سيف الى قرية ذنابة. وقد نزح فريق اخر من هذه العائلة الى قرية(عرعرة وعارة في قضاء حيفا) والى قرية(البروة في قضاء عكا) والى مدينة دمشق في سوريا وهناك عرفوا واشتهروا باسم عائلة " آل الحنبلي".وايضا في الاردن في قرية عنجرة من قضاء عجلون عرفوا باسم ((السيوف)).
ومن المراجع التي اكدت نسب آل سيف هو كتاب "بلادنا فلسطين" لمصطفى مراد الدباغ, حيث قال : ".. آل سيف, يذكرون انهم من اليمن, نزلوا في بادىء الامر "البلقاء" ومنها نزحوا الى برقة. وهم منتشرون اليوم في ذنابة وطولكرم وعرعرة والبروة والمجيدل وترشيحا وكفركنا. وفي دمشق عرفوا بآل الحنبلي وغيرها. واول من نزل دمشق من آل سيف هو (الشيخ مصطفى بن سليمان بن سلمان بن محمد مزهر آل سيف البرقاوي). وقد نزلت مجموعة كبيرة من آل سيف من برقة الى ذنابة قبل قرن ونصف".
وتعتبر قرية ذنابة الآن من اكبر تجمعات لآل سيف , ومن عائلات آل سيف :
آل سمارة , وياسين , والحاج محمد , والسعيد , وحمد , وعزام , والنشال , وجاموس , وخالد , والخواجة , والباشا , وابو هاني , ودار عودة.
البرقاوي
من العائلات الفلسطينية العريقة , التي كان لها شان كبير في تاريخ فلسطين. وقد جاء في كتاب (بلادنا فلسطين) للاستاذ مراد الدباغ الجزء الثالث – القسم الثاني في الديار النابلسية في المادة المخصصة لقرية "شوفة" : تعتبر شوفة مركزا لآل البرقاوي منذ زمن قديم . ومازالت بقايا حصونهم وسورهم ماثلة للعيان الى يومنا هذا.. وقد امتد نفوذ آل البرقاوي الى قرى سفارين وذنابة وكفر اللد وقاقون وبرقة والمدحدرة وغيرها..
هذا وكانت طول كرم تعتبر منذ بداية القرن الثاني عشر الهجري مركزا من مراكز امراء آل البرقاوي تابعا الى مركزهم في قرية شوفة او في ذنابة احيانا, مؤخرا يديرون منها شؤون القضاء او القرى التابعة لااقطاعهم من وادي الشعير والشعراويات وناحية بني صعب.
وكانوا يقيمون نهارهم في طول كرم في دار بنوها فيها فيها وتعرف الان بدار "سوار" من آل ابي الرب , وفيها الغرف اللازمة للادرة وسجن الجناة.
نسب البرقاوي : نسب الاستاذ مصطفى مراد الدباغ البرقاوي الى سلالة الحسن بن علي. واكد هذا الشيء المرحوم عيسى اسكندر المعلوف : " انهم اشراف حسنيون , ويرى ان آل البرقاوي وآل الشاعر وآل المقدم اصلهم من سلالة عبد الملك والد الامير شمس الدين بن المقدم متسلم سنجار في ايام نور الدين .. توفي شمس الدين في بعلبك سنة 1178م , وانتقلوا الى نابلس وسموا بآل البرقاوي . وانتقل فرع الى لبنان فسموا بآل الشاعر.. وحكموا بلاد جبيل والبترون والجهات الشمالية.. ثم انتقلوا الى بلاد المرقب وغلب عليهم(عذرا) جدهم و- حكموا فيها وجاء بعضهم الى طرابلس الشام وهم المعروفون بآل المقدم الان."
مما ياكد ويعزز هذا النسب لآل البيت الشريف الوثائق الخطية التي وجدت عند آل الطياح من اقدم عائلات طولكرم القديمة. وهذه الوثائق عبارة عن اوراق بيع وشراء كان يصادق عليها احد شيوخ البرقاوي وشهود من وجهاء طولكرم او قرى القضاء وذلك لعدم وجود دائرة طابو بطولكرم آنذاك . كما كان يصادق عليها احد شيوخ الشرع الاسلامي من آل العتيلي ومن آل الكرمي. واقدم من عرف من شيوخ البرقاوي هو الشيخ ناصر البرقاوي المشار اليه في الوثائق المذكورة (("بفخر المشايخ المكرمين" ناصر البرقاوي)). ومعروف غالبا ان عبارة "فخر المشايخ" تشير الى من يرجع باصله ونسبه الى بيت النبي(ص) الكرماء. ومن شيوخ آل البرقاوي ايضا الذي ذكر اسمه في هذه الوثائق فخر المشايخ عيسى البرقاوي.
اما اصل التسمية (البرقاوي) فهنالك عدة رويات . يقال انهم نزحوا من الاندلس ونزلوا برقة في ليبيا – ومنها اخذوا الاسم.
والرواية الثانية تقول عندما نزحوا الى فلسطين نزلوا قرية برقة من قضاء نابلس ومن ثم نزحوا الى ذنابة وشوفة من قضاء طولكرم(ولانهم نزحوا من قرية برقة اخذوا اسم البرقاوي).
ولقد عرفت هذه العشيرة ببأسهم في الحروب ونضالهم ضدد المستعمر : ".. من زعماء هذه العائلة الشيخ غازي وابن اخيه الشيخ خليل صاحب قلعة المدحدرة , وقد حاربا نابليون في حملته على فلسطين واستشهد فيها الثاني."
فمن الرويات ووثائق آل كايد والبرقاوي تبين ان عثمان باشا الكرجي هاجم حصن شوفة مقر آل البرقاوي. فصوب احد المدافعين عن الحصن بندقيته على سقاء الوالي فارداه قتيلا وكانت المسافة بعيدة فذعر رجال الوالي وانسحبوا الى برية على الاقدام فقال الزاجل البرقاوي :
من باب شوفة لا برة***مشا الوالي عارجليه
شوفة ماكانت عالبال***تقتل من عسكر عثمان
خبروا بنات الشام*** يطمسن الحنة بسخام
ايضا كان لكل بارودة اسم كالخيل عند آل البرقاوي , مثل : البشتاوية , والمجرية والاشرافية والشكعاوية. ويظهر انها تنسب لاهلها وكانوا يذكرون اسماء الخيل والبواريد في الموقع والاسفار فيقولون : وكان راكبا المخلدية! والدهما وقتل بالمجرية او الاشرافية ومن ذلك ان آل البرقاوي يقلون انهم قتلوا سقاء عثمان باشا الكرجي من طلاقة برج شوفة بالمجرية.
وهناك اغنية شعبية تتحدث عن غارة لهم على احدى القرى في اللواء واخذهم بعض الاسرى فيها.
قالت شمسة لصلوح***لا ياعمتي وين نروح
ان رحنا على ذنابة*** دخلتها وطلوع الروح
كدليل على شدة باس هذه العائلة. وتنقسم عشيرة البرقاوي الى فرعين : آل الشيخ عيسى وآل الشيخ موسى.
الخريشا او الخريشة
احدى العائلات الكبيرة التي سكنت ذنابة منذ فترة طويلة.. جاء في بحث مخطوط للاستاذ خليل البرقاوي عن هذه العائلة قوله : "وممن اشتهر من علمائها محمد بن أبي احمد المقدسي الشهير بالخريشي نسبة الى قرية من قرى نابلس.. ثم ابنه اسحاق بن محمد الشهير بالخريشي والمتوفي سنة 1035ه وهو جد آل الخريشي في ذنابة وكان جده يعتني بتربية المواشي فسكن قرية خريش الصغيرة فنسب اليها(قرية خريش هي من قضاء نابلس)... وكان قسم منهم يسكنونهم في قرية شوفة".
ومن بحث احد ابناء هذه العائلة الاستاذ مصطفى الخريشة(عن ذنابة) يذكر فيه ان (آل الخريشة وهم على ارتباط اخوي وثيق بآل البرقاوي , وجدهم الاول من "خرشان بني صخر" القبيلة العربية المشهورة ومن المعروف ان اح اجداده الذين جائوا الى فلسطين من بني صخر يدعى (سليمان الخريشة) كان له دور مهم في قتال"نابليون" ولا يزال اسم خلة الخريشي يطلق على الارض الواقعة مابين شوفة وفرعون).
وتتكون عشيرة الخريشة من فرعين رئيسيين وهم :
اولاد عثمان واولاد علي.
ويوجد فرع من خرشان ذنابة في قرية جيوس من قضاء نابلس وهم من فرع اولاد علي الخريشة.
عائلة دلبح
واصلهم فخذ من قبيلة عتيبة ولقد نزحوا من الجزيرة العربية ويسكنون جبل العقدة في ذنابة..
عائلة حنون
وهم كما يقال الشقران من برقة , وهي تنتسب الى قبيلة عتيبة , وسكنوا ام الصوان في شركي الاردن قديمامنذ الهجرات العربية من الحجاز . ثم جائوا من جبل عجلون وسكنوا سفارين ثم طولكرم وذنابه.
عائلات اخرى
وهنالك العديد من العائلات من اهل ذنابة الاصليين , ممن كانوا يسكنون فيها منذ مئات السنين وهذه العائلات هي:
آل عساف , البدة , بركات , ذياب , خزنة , النصر , آل التفال , الطقطاق , عمران , شرشير , ابو القرن , ابو نعمة.
بالاضافة الى عائلات اخرى انتقلت الى ذنابة من مناطق مختلفة بفلسطين نذكر منهم : ملحم , ابو دقر , الحشاش , الدويك , ابو ريمة ,القاروط , الزريقي , فتوح , ابو العيلة , الشلح , ابو منصور , الحنن , ابو خليفة , الصعبي.
مع تحيات
فواز بن زياد الحصان