[align=center]
إن المراد بالزهد في الدنيا..
الرغبه عنها.. وعدم الرغبه فيها..
وذلك بطلبها طلب لا يشق.. ولا يحول دون أداء الواجب ..
وسد باب الطمع في الإكثار منها والتزيد من متاعها ..
وهو ما زاد على قدر الحاجة ..
وقد كان صلى الله عليه وسلم ، يقول :-
(( أزهد في الدنيا يحبك الله ، وأزهد فيما عند الناس
يحبك الناس ))..
وقد كان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأقلهم رغبة فيها.. حتى كان الزهد خلقا من أخلاقه الفاضلة ..
وسجية من سجاياه الطيبة الطاهرة..
والمواقف الآتيه تدل على ذلك وتشهد له وتقرره:-
·قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: ((لو كان لى مثل أحد ذهبا ً لما سرني أن يبيت عندي ثلاثا إلا قلت فيه هكذا وهكذا إلا شيئا ً أرصده لدين))..
·قوله صلى الله عليه وسلم لعمر وقد دخل عليه فوجده على فراش من أدم حشوه ليف فقال كسرى وقيصر ينامان على كذا وكذا..
وأنت رسول الله تنام على كذا وكذا ، فقال له صلى الله عليه وسلم : (( مالي وللدنيا يا عمر ، وإنما أنا فيها كراكب أستظل بظل شجره ثم راح وتركها))..
·قول عايشه رضي الله عنها مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما في بيتي شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي ..
وقد قبض صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعاً من شعير..
وبالتأمل في هذه المواقف تتجلى الحقيقة واضحة وهي أن الزهد الحق كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم ..
وهو القائل : (( الدنيا دار من لا درا له .. ومال من لا مال له.. ولها يجمع من لا عقل له))..
فصل اللهم وبارك وسلم على عبدك ورسولك .. أزهد الزهاد.. وأفضل العباد إلى يوم الميعاد..[/align]