بديوي الوقداني سلطان الشعراء وله في الفصيح تجارب جميلة وعديدة ومنها هذه القصيدة .
اما مناسبتها خطب بديوي الوقداني فتاة من جماعته ولكنهم رفضوا زواجه منها وهذا ما جعله يخرج من( وادي نخب) ويذهب للجلوس في منطقة تسمى ( سيسد ) وهي منطقة معروفة تقع شرق الطائف وهي الان منتزه سياحي فجلس تحت شجرة تسمى ( الغضا ) فرأى في الشجرة حمامة فأخذ يناجيها بالفصحى فقال :
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="outset,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أحمامة الوادي بشرقـي الغضـا=مالي أراك حزينـة لا تهجعـي
حزني كحزنك لا يزال صبابـة=إن كنت مسعفة الحزين فرجعـي
انا تقاسمنـا الغضـا فغصونـه=في راحتيك وجمره في أضلعـي
ان كان حزنك من فراق فإننـي=فارقت من أهوى فطيبي واقنعي
فارقتهم والدمع يجـري سائـلاً=حتى غدا طرفي قريح المدمعـي
رحلوا وسار البين يحدوا عيسهم=وتباعدوا حتى تباعـد مطمعـي
وتملكوا قلبـي وسـاروا بعدمـا=إن أحرموا وصلي وحلوا أدمعي
ياليتهم جادوا بطيف في الدجـى=عند الهجوع يعودني في مضجعي
فلعل يطفي بعض نيران الجـوى=ولعل يطفي لوعتـي وتوجعـي
فهو الطبيـب اذا أتانـي زائـراً=ياحب من ذا زائـري ومولعـي
ماهبت الأريـاح مـن أطلالهـم=أو لاح برق نحـو ذاك المربـع
إلا بكت عيني دموعـاً مـن دم=كحسام عبدالله يـوم المصـرع
نسل ابن عون من سلالة هاشـم=من نجمه فوق النجـوم الطلعـي
بطلاً تخر له الأسود خواضعـاً=فتراهـم كالساجديـن الركعـي
وترى المنايا تحت ظـل لوائـه=والموت يقذفها بكأس مجرعـي
عند إزدحام الصافنـات وكرهـا=وصدامها وجماحهـا بالأربعـي
فمتى تـراه ضاحكـاً متبسمـاً=ضحك الزمان وقام فخراً يدعـي
إن غاب غاب الغيث عن أوطاننا=وإذا أتى في أرضنا لم تقطعـي
أيامه غـراً وقـد فاقـت علـى=أيام كسـرى والرشيـد وتبعـي
فهو الـذي تبقـى مناقبـه الـي=يوم النشور وذكره لـم يقطعـي
خذهـا اليـك خليـدة عربـيـة=من محض طبع لم يكن بتطبعـي
دامت لـك الأيـام فـي إقبالهـا=ويدوم أمرك دائماً في الأجمعـي [/poem]