د. سمير سرحان
غيّب الموت يوم الأحد الكاتب والناقد المصري الدكتور سمير سرحان عن 65 عاماً، وذلك بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
وجاء في بيان نعيه أن سرحان كان في الأعوام العشرين الأخيرة "واحدًا من أبرز صُناع الثقافة في مصر، والعالم العربي". فسرحان استطاع أن يحوّل معرض القاهرة الدولي للكتاب، منذ تولى رئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب (المنظمة له)، إلى احتفالية كبيرة للثقافة العربية وروافدها وهوامشها. وكان سرحان في إدارته للمعرض بعد منتصف الثمانينيات جسراً أو استراحة بين ما تريده النخبة بألوانها وبعضها على يسار السلطة أو على أقصى يمينها، وبين ما يريده النظام، فأشعل دورات معرض الكتاب اعتباراً من العام 1986 بندوات فكرية حادة مثل استضافته لمحمد حسنين هيكل، وعقد "مواجهات الإسلاميين والعلمانيين"، التي ترتب على إحدى مناظراتها اغتيال الكاتب فرج فودة الذي كان نجماً للجانب العلماني فيها، في مواجهة أسماء إسلامية مثل الشيخين محمد الغزالي ويوسف القرضاوي.
ووجد سرحان باستمرار منذ رئاسته للمعرض مبررات لعدم إشراك إسرائيل، اذ كان وجودها في المعرض للمرة الأولى في دورة العام 1981 سبباً في هجوم حاد على رئيس الهيئة والمعرض السابق الشاعر صلاح عبد الصبور الذي قضى في أعقاب مناقشة حادة مع مثقفين مصريين في منزل الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي حول هذه المشاركة الإسرائيلية تحديداً، وبعد ثمانية شهور من حدوثها.
وقد عمل سرحان في الإدارة الثقافية المتعاقبة لمؤسسات مثل الثقافة الجماهيرية وهيئة الكتاب، كما أشرف على مهرجان القراءة للجميع. وقبل وفاته بأيام نال جائزة الدولة التقديرية في الأدب لإنجازه في «تحويل معرض الكتاب إلى معرض عالمي» ولـ «مسرحيته المتميزة: امرأة العزيز، وكتابه: على مقهى الحياة»، وهو الذي يسرد فيه أيامه ويعتبره من أهم كتبه. ولفتت الجائزة إلى جدارة أخرى لسرحان كان يمكن أن تكرس له المكانة في الوسط الثقافي لولا انشغاله بخدمة المثقفين، فسرحان كاتب مسرحي متميز وله مسرحيات: «الكذب» و«ملك يبحث عن وظيفة» و«ست الملك» كما ترجم «البهلوانات» للكاتب الإنكليزى توم ستوبارد، وأصدر العديد من المؤلفات النقدية، كما أن له مجموعة قصصية «سبعة أفواه» بمقدمة لأنور المعداوي.
وسرحان تخرج من قسم اللغة الإنكليزية وآدابها في جامعة القاهرة ثم عمل معيدا ثم أستاذاً للأدب الإنكليزي بها بعد حصوله على الدكتوراة من جامعة أنديانا الأميركية العام 1968.