السلام على كل الأحبة
لا مقدمات لديّ
فالوجع أعظم من أن أرصع
المقدمات وأتلاعب بالمفردات
[MEDIA]http://www.al-3thb.com/marthia.mp3[/MEDIA]
للتحميل اضغط زر أيمن وحفظ باسم
[poem=font="Traditional Arabic,6,gray,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=sp num="0,black""]
لمَ هذهِ العينانِ تضطرمان=وعلامَ ذي الشفتان ترتعشانِ
والقلبُ ماذا حلَّ في خفقانِهِ=ألفيتُهُ متقطّعَ الخفقانِ
ولمَ الشّعورُ برجفةٍ في أضلعي=وبغصةٍ في أعمقِ الشّريانِ
وعلامَ ريقي جفّ ثمّ تيبّست=شفتاي مثلَ التائهِ الظّمآنِ
وأرى الشهيقَ يجوبُ بينَ دواخلي=فيَشُبُّ في رئتِي لظى النيرانِ
ومع الزفيرِ تطيرُ كلُّ سعادتي=ويظلّ في رئتِي سحابُ دُخَاني
وعلامَ هذا الكونُ أصبحَ مظلما=والأرضُ قد كفّتْ عن الدّورانِ
والفجرُ لمْ يَجْلِبْ خيوط َ نَهَارِِه=لمْ يأتِ بالإشراقِ واللمعانِ
فالشّمسُ لمْ تجلبْ ضياءً إنّما=ليلا أدامَ مواجعَ السّهرانِ
ياللغرابةِ إنني متعجبٌ=تُرى ما يحلّ بهذه الأكوانِ
ما السرُّ؟ بل ما الخطب ؟ ماذا حلّ بي؟=هل من مجيبٍ بينكمْ إخواني
يا صاحبيَّ أليس بينكما أخٌ=فطنٌ يخافُ اللهَ في الحيرانِ
يا صاحبيَّ ألن تُريْحَا متعبًا=متسربلا بالوهم والهذيانِ
أتوُفِّيَتْ شهدٌ وماتَ زمانُها=هلْ أصبحتْ منْ سَالفِ الأزمانِ
أتوُفِّيَتْ حقا أجيبوا علّني=أسطيعُ صدَّ الحزنِ بالإيمَانِ
حقا أشهدٌ قد تصَرَّمَ عُمْرُهَا=ربّاه إنّ الخَطْبَ قد أعياني
حقا أباتتْ في التُّرابِ صريعةً=محفوفةً بالدودِ والأكفانِ
أو لن تعودَ إلى الحياةِ للحظةٍ=أو لن تسيرَ بهذه الأوطانِ
شهدٌ تولّتْ ويحَ قلبي أين لي=بعضٌ من التسليم والإذعانِ
غابتْ وخلّتْ في العراءِ وليدَها=يبكي وما أبكاهُ قد أبكاني
لا تبكِ يا ولدي فدتْكَ مَشَاعري=أسعيدُ ما أشقاكَ قد أشقاني
قامتْ قيامةُ أضلعِي برحيلِها=وتشرّبَ الإحساسُ بالأشجانِ
ماتتْ فباتَ القبرُ منزلَ طهرِها=قسمًا لقبرُ الشهدِ خيرُ مكانِ
قبر حوى أمَّ الطهارةِ جوفُه=أزكى بقاعِ الأرض والبلدانِ
ماتتْ وودّعتْ الحياةَ وعطرُها=تركَ الفضاءَ يفوح بالريحانِ
ماتتْ لأن حياتَنا موبوءةٌ=وبغيضةٌ وتعجُّ بالعصيانِ
وهي الطهورةُ لا تليق بقدْرها=أرضٌ تدنّسها يدُ الإنسانِ
هي لا تليق بأرضِنا وحياتنا=فمكانُها في جنّةِ الرحمنِ
رباه فاشملها بفائضِ رحمةٍ=واغفرْ لها يا دائمَ الغفرانِ
عَقدان قد عاشتهما فتوُفِّيَتْ=فلتسألوا تخبركُمُ العَقدانِ
عاشتْ وتوحيدُ الإلهِ حياتُها=ومشتْ بدربِ البذلِ والإحسانِ
أوابةٌ توابةٌ لإلهها=وحنونةٌ ومغيثةُ اللهفانِ
ويظللُ الفقراءَ غيمُ عطاءِها=بذلا وإنفاقًا بدونِ توانِ
وتعلّمُ الدنيا التسامحَ عندما=أغوى الأنامَ مكائدُ الشيطانِ
واليومَ قد غابتْ وغابَ زمانُها=أوّاهُ إنّ الحزنَ في وجداني
سمراءُ شَهْدٌ غادرتْ أيّامنا=فدعي الملامَ فموتُها أضناني
سمراءُ هلا تحتوينَ مواجعي=أحتاجُ بعضَ العطفِ والتحنانِ
أحتاجُ يا وطني إليكِ فإنني=فردٌ وهذا الحزنُ قد ناداني
هو ليسَ حزنا في الفؤادِ وإنما=كونًا من الآهاتِ والأحزانِ
عينيَّ إني أستفيضُ تعاسةً=فبأيِّ أحزاني ستنتحبانِ[/poem]
ياسر السّليْس
الرّياض 14 سبتمبر 2009