ابتسامة عارية
ترتعش برداً و
يقتلها زمهرير الشتاء،،
و
تحرقها أشعة شمس الصيف
وتلقي
الريح عليها غبار الأزمنة المتعاقبة
متكورةٌ هناك على نفسها
مسفوكة الدماء على طرقات الحياة
ممزقة الأشلاء على أرصفة العمر
كم داسها المارون وهم لا يشعرون
كم تسلى بالتمثيل بجثتها العابثون
حتى القطط كان لها نصيبٌ منها مقسوما.
!
كم استجدت بنظراتها عطفهم
كم حاولت أن تستدِر رحمتهم
كم توسّلت وترجّت ،،
ولكنّ رجعَ الصدى كان هو المستجيب..
!!
والتحفت أسئلة تغطي ما تبقى منها
أ يأتي يوم تقف وترتسم بكل الإشراق على الوجوهـ
؟
أيأتي يوم يرتسمُ سناها
؟!!
ويضيء الثغرَ بنورها وتجلّيها
؟!!
ولكنّ
مع الريح انكشف الغطاء..
وما زالت عارية ..
.
.
هاهي ترتل تعاويذ
الصباح و
المساء حتى لا تصاب في مقتل
وتـُحصن منها كل طرف
وتحاول الانكماش و الانزواء بعيداً
أصبحت تأتي على وجلٍ وخوف
تحاول الإسراع أكثر وأكثر حتى لا تغتال
وترسم ملامح تختلف كثيراً عن طبعها
تتنكر علها تنجو من أعين صائديها و متربصيها ومتعمدي الوأد .
كان طبعها
الإشراق ..
كان صوتها ناطقا بـ أجمل الألحانِ ..
ولكنها الآن خرساء
!!
كانت تزّين وجوه الجميع
فرحاً و
سعادةً و
رضا
لكنها الآن باكيةً حزينة
!
ترتسمُ بكل الحزنِ
تعلو الشفاه بكل الأسى
هي الآن زائرة على عجلٍ و وجل
باردة الملامح
حزينة القسمات
لا أدري لمَ تبدّل حالها بحال
؟!
إليها أوجه السؤال
!
ابتسامةُ ثغرٍ ..
لمَ ؟! .
.