(وما نيل المطالب بالتمني...)
هكذا هي هي الحال أمس في استاد الملك فهد الدولي عندما ضج بالإبداع الأزرق أمام خفوت أصفر معتاد في مثل هذه المباريات، إذ ليست المرة الأولى ولا الثانية والرابعة أيضا التي يبلغ فيها الهلال النهائي عبر الجسر النصراوي، ففي السنوات الأربع الأخيرة التي بلغ فيها الزعيم النهائي تواليا، كان الطريق يمر عبر الملعب النصراوي، هذا فضلا عن الانتصارات المتوالية في كأس خادم الحرمين وأشهرها (خماسية التاريخ)، ومواجهات الدوري التي شهدت نفوذا هلاليا خلال السنوات الثماني الأخيرة باستثناء فوز نصراوي وحيد، لم يكن مانعا للهلال من الفوز باللقب قبل نهاية الدوري بثلاث جولات.
الأماني والتوقعات.. لا تفيد إطلاقا عندما تنطلق المباراة، ويتحول الأمر إلى سباق بين المواهب، والخبرة، والقدرة على التعامل مع كل الأمور، والتفاؤل قد يكون محمودا، لكنه لا يكفي لتجاوز كل الاختبارات الفنية، وكل الفوارق بين الفريقين داخل الميدان.
فاز الهلال.. لأنه أراد الفوز، ولأنه كسب من الخبرة ما يكفي للتعود عليه، وعلى سبل تحقيقه، ولأنه لم يتفرغ لاستفزاز منافسه عبر عبارات (تذكارية) لا تقدم ولا تؤخر ولا تؤثر في سباق لا تعرف فيه الأرقام مجاملة، ولا مداهنة.
وخسر النصر، لأنه واجه الهلال، وقد كان محظوظا بالخسارة بهدفين فقط، في مباراة كانت الفرص الهلالية المهدرة تشي دائما بأن (الخماسية) قد تعود يوما.. وقد كانت أقرب مما ظن النصراويون، لكن الحظ كان يضن على الهلال في كل المناسبات أمس سوى مرتين، ويكفي أنه تخلى عن رادوي عند علامة الجزاء.. وهو الذي سجل مرارا وتكرارا من وسط الميدان، ومن كل الاتجاهات.
(.... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا)