تحتفل المملكة اليوم الخميس الثالث والعشرين من شهر سبتمبر بالذكرى الثمانين ليوم الوطن، الذي يصادف الأول من برج الميزان، وذلك عندما أعلن الموحد الباني الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - قيام أعظم وحدة عرفها التاريخ الإنساني المعاصر.
ففي مثل هذا اليوم من عام 1351هـ دشن المؤسس العظيم أولى خطوات بناء الدولة الحديثة بإعلانه قيام المملكة العربية السعودية بعد جهاد استمر اثنين وثلاثين عاماً، أرسى خلالها قواعد البنيان على كتاب الله وسُنّة رسوله الأمين، في وحدة وطنية لم يشهد التاريخ الحديث مثيلاً لها، في دولة شعارها (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) ودستورها (القرآن الكريم)؛ لتنطلق بعد ذلك مسيرة التنمية والبناء والإنجازات بقيادة البطل العظيم المغفور له الملك عبدالعزيز، الذي كرّس حياته من أجل أمته؛ فأرسى القواعد وأقام البنيان؛ ليتسلم المسيرة من بعده ويسير على نهجه المبارك أبناؤه البررة الملوك (سعود ثم فيصل ثم خالد ثم فهد - رحمهم الله وأجزل لهم المثوبة والأجر)، الذين حافظوا على العهد، وقادوا المسيرة بكل تفان وإخلاص واقتدار؛ لتؤول الأمانة بعد ذلك إلى ملك الإنسانية وملك القلوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - الذي أكمل مسيرة المجد والعزة والإنجازات، ويساعده في ذلك ويشد من عضده ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، الذين كرسوا حياتهم للوصول بوطننا إلى مصاف الدول المتقدمة في مختلف ميادين الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والصحية والإنسانية، من خلال خطط استراتيجية اتسمت بالشمولية والتكامل، وكان محورها على الدوام الإنسان السعودي بطموحه وآماله وإمكاناته؛ فهو المحور الذي تتجه إليه كل الجهود التنموية التي استهدفت رفاهيته واستقراره وأمنه اجتماعيًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا ضمن الإطار الرحب لقيم وتعاليم العقيدة الإسلامية السمحة.