المنتدى الإسلامي كل ما يتعلق بديننا الإسلامي حسب مذهب أهل السنة و الجماعة

إضافة رد
كاتب الموضوع شذى العصمه مشاركات 90 المشاهدات 7034  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 07-06-2008, 11:43 PM   #61
معلومات العضو
شذى العصمه

الصورة الرمزية شذى العصمه
رقم العضوية : 12071
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مجموع المشاركات : 10,462
الإقامة : فيني !
قوة التقييم : 37
شذى العصمه is on a distinguished road



أكثِرْ من الاستغفارِ

﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً{10} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً{11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً﴾ .
فأكثر من الاستغفارِ ، لترى الفرَحَ وراحةَ البالِ ، والرزق الحلالِ ، والذرية الصالحةَ ، والغيثَ الغزيرَ .
﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ﴾ .
وفي الحديثِ : (( من أكثر منَ الاستغفارِ جعلَ اللهُ لهُ منْ كلِّ همٍّ فَرَجاً ، ومن كلِّ ضيقٍ مخرجاً )) .
وعليكَ بسيّدِ الاستغفار ، الحديثُ الذي في البخاري : (( اللهمَّ أنت ربي لا إلهَ إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدُك ، وأنا على عهدِك ووعدِك ما استطعتُ ، أعوذُ بك من شرِّ ما صنعتُ ، أبوءُ لكَ بنعمتِك عليَّ ، وأبوءُ بذنبي فاغفِرْ لي ، فإنهُ لا يغفرُ الذنوب إلا أنت)).

**********************************















0

التوقيع : شذى العصمه
الحمدلله فوق كل شعور
.
.


ضياء البدر وينك وحشتيني 😭


تيليجرام : sunrise_0o
شذى العصمه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-2008, 12:51 AM   #62
معلومات العضو
شذى العصمه

الصورة الرمزية شذى العصمه
رقم العضوية : 12071
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مجموع المشاركات : 10,462
الإقامة : فيني !
قوة التقييم : 37
شذى العصمه is on a distinguished road



عليكَ بذكرِ اللهِ دائماً

قال َ سبحانه :
﴿ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ . وقال : ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ . وقال : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً{41} وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ﴾ . وقال سبحانه : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ . وقال :
﴿ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ﴾ . وقال :
﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ{48} وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ ﴾ . وقال سبحانه : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ ﴾ .
وفي الحديثِ الصحيحِ :
(( مَثَلُ الذي يذكرُ ربَّه والذي لا يذكرُ ربَّه ، مَثَلُ الحيِّ والميتِ )) .
وقوله  :
(( سَبَقَ المفرِّدون )) . قالوا :
ما المفِّردون يا رسولَ اللهِ ؟ قال (( الذاكرون الله كثيراً والذاكرات )) .
وفي حديثٍ صحيحٍ :
(( ألا أخبرُكم بأفضلِ أعمالِكِم ، وأزكاها عند مليكِكُمْ وخيْرٍ لكمْ من إنفاقِ الذهبِ والورِقِ ، وخيرٍ لكمْ من أن تلقوا عدوَّكم فتضربوا أعناقهُمْ ويضربوا أعناقُكُمْ )) ؟ قالوا : بلى يا رسول اللهِ . قال : (( ذِكْرُ اللهِ )) .
وفي حديث صحيح :
أنَّ رجلاً أتى إلى رسول  فقال :
يا رسول اللهِ إنَّ شرائع الإسلام قدْ كُثرَتْ عليَّ ، وأنا كَبِرْتُ فأخبرْني بشيءٍ أتشبَّثُ بهِ . قال :
(( لا يزالُ لسانُكَ رطْباً بذكرِ اللهِ )) .

*****************************************

لا تيأسْ منْ رَوْحِ اللهِ

﴿ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ .

﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا ﴾ .

﴿ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ .

﴿ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا{10} هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً﴾ .



******************************************

اعفُ عمَّن أساء إليكَ

ثمنُ القَصَاصِ الباهظِ ، وهو الذي يدفعُه المنتقمُ من الناسِ ، الحاقدُ عليهمْ : يدفعُه من قلبِه ، ومن لحمِهِ ودمِهِ ، من أعصابِه ومن راحتِهِ ، وسعادتِه وسرورِهِ ، إذا أراد أنْ يتشفَّى ، أو غضبَ عليهِمْ أو حَقَدَ . إنه الخاسرُ بلا شكٍّ .
وقدْ أخبرَنا اللهُ سبحانه وتعالى بدواءِ ذلك وعلاجِهِ ، فقالَ : ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ . وقالَ : ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ . وقالَ :
﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ .

*************************


عندك نعم كثيرة

فكِّرْ في نِعَمِ اللهِ الجليلةِ وفي أعطياتِهِ الجزيلةِ ، واشكُرْهُ على هذهِ النعمِ ، واعلمْ أنكَ مغمورٌ بأعطياتِهِ .
قال سبحانه وتعالى :
﴿ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا ﴾ . وقال : ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ .
وقال سبحانه :
﴿ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ﴾ .
وقال سبحانه وهو يقررُ العبدُ بنعمِهِ عليهِ :
﴿ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ{8} وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ{9} وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾ . نِعَمٌ تَتْرَى : نعمةُ الحياةِ ، ونعمةُ العافيةِ ، ونعمةُ السمعِ ، ونعمةُ البصرِ ، واليدينِ والرجليْن ، والماءِ والهواءِ ، والغذاءِ ، ومن أجلِّها نعمةُ الهدايةِ الربانية:
( الإسلاَمُ ) . يقولُ أحدُ الناسِ :
أتريدُ بليون دولار في عينيك ؟ أتريُد بليون دولارٍ في أذنيك ؟ أتريدُ بليون دولار في رجليك ؟ أتريدُ بليون دولارٍ في يديك ؟ أتريدُ بليون دولارٍ في قلبك ؟ كمْ من الأموالِ الطائلةِ عندك وما أديتَ شُكْرَها !! .

****************************************

الدنيا لا تستحق الحزن عليها

إنَّ مما يثبتُ السعادة وينمِّيها ويعمقُها
أنْ لا تهتمَّ بتوافهِ الأمورِ ، فصاحبُ الهمةِ العاليةِ همُّه الآخرةُ .
قال أحدُ السلفِ وهو يُوصِي أحد إخوانِه :
اجعلْ الهمَّ همّاً واحداً ، همَّ لقاءِ اللهِ عز وجل ، همَّ الآخرة ، همَّ الوقوفِ بين يديْهِ ، ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ . فليس هناك همومٌ إلا وهي أقلُّ من هذا الهمِّ ، أيّ همٍّ هذه الحياةُ ؟ مناصبِها ووظائِفها ، وذهبِها وفضتِها وأولادِها ، وأموالِها وجاهِها وشهرتِها وقصورِها ودورِها ، لا شيء !!
واللهُ جلّ وعلا قد وصف أعداءَهُ المنافقين فقال :
﴿ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ﴾ ، فهمُّهم : أنفسُهْم وبطونُهم وشهواتُهم ، وليست لهمْ هِمَمٌ عاليةٌ أبداً !
ولمَّا بايع  الناس نَحتَ الشجرةِ انفلت أحدُ المنافقين يبحثُ عن جَمَلٍ لهُ أحمر ، وقالَ : لحُصولي على جملي هذا أحبُّ إليَّ من بيْعتِكُمْ . فورَدَ : « كلُّكمْ مغفورٌ له إلاَّ صاحبَ الجملِ الأحمرِ » .
إنَّ أحد المنافقين أهمتْهُ نفسهُ ، وقال لأصحابهِ :
لا تنفروا في الحرِّ . فقال سبحانه :
﴿قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً ﴾ .
وقال آخرُ : ﴿ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي ﴾ . وهمُّه نفسُه ، فقال سبحانه : ﴿ أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ ﴾ .
وآخرون أهمتْهُمْ أموالُهُمْ وأهلوهْم :
﴿ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا ﴾ . إنهِا الهمومُ التافهةُ الرخيصةُ ، التي يحملُها التافهون الرخيصون ، أما الصحابة الأجلاَّءُ فإنهمْ يبتغون فضلاً من اللهِ ورضواناً .

**********************************
















0

شذى العصمه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-2008, 12:53 AM   #63
معلومات العضو
شذى العصمه

الصورة الرمزية شذى العصمه
رقم العضوية : 12071
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مجموع المشاركات : 10,462
الإقامة : فيني !
قوة التقييم : 37
شذى العصمه is on a distinguished road


لا تحزنْ واطردِ الهمَّ


راحةُ المؤمن غَفْلَةٌ ، والفراغُ قاتلٌ ، والعطالَةُ بطالَةٌ ، وأكثرُ الناسِ هموماً وغموماً وكدراً العاطلونَ الفارغونَ . والأراجيفُ والهواجسُ رأسُ مالِ المفاليسِ من العملِ الجادِّ المثمرِ .
فتحرَّك واعملْ ، وزاولْ وطالعْ ، واتْلُ وسبِّحْ ، واكتبْ وزُرْ ، واستفدْ منْ وقتِك ، ولا تجعلْ دقيقةً للفراغِ ، إنك يوم تفرغُ يدخلُ عليك الهمُّ والغمُّ ، والهاجسُ والوساوسُ ، وتصبحُ ميداناً لألاعيبِ الشيطانِ












0

شذى العصمه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-2008, 12:55 AM   #64
معلومات العضو
شذى العصمه

الصورة الرمزية شذى العصمه
رقم العضوية : 12071
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مجموع المشاركات : 10,462
الإقامة : فيني !
قوة التقييم : 37
شذى العصمه is on a distinguished road



اطلب ثوابك من ربك


اجعلْ عملك خالصاً لوجهِ اللهِ ، ولا تنتظرْ شكراً من أحدٍ ، ولا تهتمَّ ولا تغتمَّ إذا أحسنت لأحدٍ من الناسِ ، ووجدته لئيماً ، لا يقدِّرْ هذهِ اليد البيضاء ، ولا الحسنة التي أسديتها إليه ، فاطلبْ أجرك من اللهِ .
يقول سبحانه عن أوليائِه :
﴿ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً ﴾ . وقال سبحانه عن أنبيائِه :
﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ﴾ . ﴿ قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ﴾ .﴿ وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى﴾ . ﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً﴾ .


قال الشاعرُ :

[poem= font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
مَنْ يفعلِ الخيرَ لا يعدمْ جوازِيَهُ =لا يذهبُ العُرفُ بين اللهِ والناسِ [/poem]

فعاملِ الواحدَ الأحد وحدهُ فهو الذي يُثيبُ ويعطي ويمنحُ ، ويعاقبُ ويحاسبُ ، ويرضى ويغضبُ ، سبحانهُ وتعالى .
قُتلَ شهداءُ بقندهار ، فقال عمرُ للصحابةِ :
من القتلى ؟ فذكروا لهُ الأسماء ، فقالوا :

وأناسٌ لا تعرفُهم . فدمعتْ عينا عمرَ ، وقال : ولكنَّ الله يعلَمُهم .
وأطعمَ أحدُ الصالحين رجلاً أعمى فالوْذَجاً ( من أفخرِ الأكلاتِ ) ، فقال أهلُه :
هذا الأعمى لا يدري ماذا يأكلُ ! فقالَ : لكنَّ الله يدري !
ما دام أنَّ اللهَ مُطَّلِعٌ عليك ويعلمُ ما قدَّمته من خيرٍ ، وما عملته من بِرٍّ وما أسديتهُ منْ فضلٍ ، فما عليك من الناسِ .

********************************
















0

شذى العصمه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-2008, 12:58 AM   #65
معلومات العضو
شذى العصمه

الصورة الرمزية شذى العصمه
رقم العضوية : 12071
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مجموع المشاركات : 10,462
الإقامة : فيني !
قوة التقييم : 37
شذى العصمه is on a distinguished road



لوم اللائمينَ وعذْل العُذَّالِ



﴿ لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى ﴾ ﴿ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ﴾ . ﴿ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً ﴾ . ﴿ فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا ﴾ .

[poem= font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لا يضرُّ البحرَ أمسى زاخراً =أنْ رمى فيهِ غلامٌ بِحَجَرْ[/poem]

وفي حديثٍ حسن أنَّ الرسول  قال :

: (( لا تبلِّغوني عن أصحابي سوءاً ، فإني أُحِبُّ أنْ أخرجَ إليكمَ وأنا سليمُ الصَّدرِ )) .

***********************************
لا تحزنْ منْ قلَّةِ ذاتِ اليدِ ، فإن القِلَّةُ معها السّلامةُ

كلّما ترفَّهَ الجسمُ تعقدتِ الروحُ ، والقلَّةُ فيها السلامةُ ، والزهدُ في الدنيا راحةٌ عاجلةٌ يقدِّمها اللهُ لمن شاءَ من عبادهِ :
﴿ إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا ﴾ .
قال أحدُهم :
[poem= font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]

ماءٌ وخبزٌ وظِلُّ =ذاك النعيمُ الأجَلُّ

كفرتُ نعمةَ ربِّي =إنْ قلتُ إني مُقلُّ[/poem]


ما هيَ الدنيا إلا ماءٌ باردٌ وخبزٌ دافئٌ ، وظلٌ وارفٌ !!

وقال الشافعي :


[poem= font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أمطري لؤلؤاً سماء سرنْديـ=ـبَ وفيِضي آبارَ تكْرُور تبِِرا
أنا إنْ عشتُ لستُ أعدمُ قوتاً =وإذا متُّ لستُ أعدمُ قبرا
همَّتي هِمَّةُ الملوكِ ونفسي=نفسُ حرٍّ ترى المذلَّةَ كُفْرا [/poem]

إنها عزَّةُ الواثقين بمبادئِهمْ ، الصَّادقين في دعوتِهِمْ ، الجادّين في رسالتِهِمْ .

*********************************




















0

شذى العصمه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-2008, 01:04 AM   #66
معلومات العضو
شذى العصمه

الصورة الرمزية شذى العصمه
رقم العضوية : 12071
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مجموع المشاركات : 10,462
الإقامة : فيني !
قوة التقييم : 37
شذى العصمه is on a distinguished road


لا تحزنْ ممَّا يُتَوَقَّع

وُجدَ في التوراةِ مكتوباً :

أكثرُ ما يُخاف لا يكونُ !

ومعناهُ :إنَّ كثيراً مما يتخوَّفُهُ الناسُ لا يقعُ ، فإنَّ الأوهامَ في الأذهانِ ، أكثُر من الحوادثِ في الأعيانِ .

إذا جاءك حدثٌ ، وسمعتَ بمصيبةٍ ، فتمهَّلْ وتأنَّ ولا تحزنْ ، فإنَّ كثيراً من الأخبارِ والتوقُّعات لا صحَّة لها ، إذا كان هناك صارفٌ للقدرٍ فيُبحثُ عنهُ، وإذا لم يكنْ فأين يكونُ؟!
﴿ َأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ{44}فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ﴾.


***********************************

نقْد أهلِ الباطلِ والحُسَّادِ

فإنك مأجورٌ – من نقدهمْ وحسدهِمْ – على صبرِك ، ثمَّ إنَّ نقدهُمْ يساوي قيمتك ، ثم إنَّ الناس لا ترفسُ كلباً ميتاً ، والتافهين لا حُسَّاد لهم .

قال أحدُهمْ :

[poem= font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إن العرانين تلقاها مُحَسَّدةً=ولا ترى لِلِئَامِ الناسِ حُسَّادا[/poem]


وقال الآخر :

[poem= font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
حَسَدُوا الفتى إذْ لم ينالوا سعيَهُ =فالناسُ أعداءٌ لهُ وخصومُ
كضرائرِ الحسناءِ قُلْن لوجهِهَا=حسداً ومقتاً إنهُ لذميمُ [/poem]


وقال زهيرٌ :

[poem= font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
مُحسَّدُون على ما كان من نِعَمٍ =لا ينزعُ الله منهمْ ما له حُسِدوا [/poem]

وقال آخرُ :

[poem= font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
همْ يحسدوني على موتي فوا أسفاً=حتى على الموتِ لا أخلو مِنَ الحسدِ [/poem]

وقالُ الشاعرُ :

[poem= font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وشكوتَ مِن ظلمِ الوشاةِ ولنْ تجدْ=ذا سؤددٍ إلا أُصيب بحُسَّدِ
لا زلت ياسِبط الكرامِ محسَّداً=والتافهُ المسكينُ غيرُ محسَّدِ [/poem]


سألَ موسى ربَّ أنْ يكفَّ ألسنةَ الناسِ عنهُ ، فقال اللهُ عزَّ وجلَّ :

(( يا موسى ، ما اتخذتُ ذلك لنفسي ، إني أخلقُهم وأرزقُهُمْ ، وإنهم يسبُّونَنِي ويشتُموننِي )) !!
وصحَّ عنهُ  أنهُ قال :

(( يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : يسبُّني ابنُ آدمَ ، ويشتمني ابنُ آدم ، وما ينبغي له ذلك ، أمَّ سبُّه إياي فإنهُ يسبُّ الدهر ، وأنا الدهرُ ، أقلِّبُ الليلَ والنهارَ كيف أشاءُ ، وأما شتمُه إياي ، فيقولُ : إنّ لي صاحبةً وولداً، وليسَ لي صاحبةٌ ولا ولدٌ)).

إنكَ لنْ تستطيع أن تعتقل ألسنةَ البشرِ عن فرْي عِرْضِك ، ولكنك تستطيعُ أن تفعلَ الخيرَ ، وتجتنب كلامهم ونقدهم .

قال حاتمٌ :

[poem= font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وكلمةِ حاسدٍ منْ غيرِ جرْمِ =سمعتُ فقلتُ مٌرّي فانفذيني
وعابوها عليَّ ولم تعِبْني =ولم يند لها أبداً جبيني [/poem]

وقال آخرُ :

[poem= font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ولقدْ أمرُّ على السفيهِ يسُبُّني=فمضيتُ ثَمَّة قلتُ لا يعنيني [/poem]

وقال ثالثٌ :

[poem= font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إذا نَطَقَ السَّفيهُ فلا تُجِبْهُ=فخيرٌ مِنْ إجابِتِه السكوتُ[/poem]


إنَّ التافهين والمخوسين يجدون تحدِّياً سافراً من النبلاءِ واللامعين والجهابذةِ .

[poem= font="Simplified Arabic,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إذا محاسني اللائي أُدِلُّ بها =كانتْ ذنوبي فَقُلْ لي كيف أعتذرُ؟![/poem]


أهلُ الثراءِ في الغالبِ يعيشون اضطراباً ، إذا ارتفعتْ أسهمُهم انخفضَ ضغطُ الدمِ عندهم ، ﴿ وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ{1} الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ{2} يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ{3} كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ﴾ .
يقولُ أحدُ أدباءِ الغَرْبِ : افعلْ ما هو صحيحٌ ، ثم أدرْ ظهرك لكلِّ نقدٍ سخيفٍ !
ومن الفوائدِ والتجاربِ : لا تردَّ على كلمةٍ جارحةٍ فيك ، أو مقولةٍ أو قصيدةٍ ، فإنَّ الاحتمالَ دفنُ المعايبِ ، والحلم عزٌّ ، والصمت يقهرُ الأعداء ، والعفو مثوبةٌ وشرفٌ ، ونصفُ الذين يقرؤون الشتم فيك نسوهُ ، والنصفُ الآخرُ ما قرؤوه ، وغيرهم لا يدرون ما السببُ وما القضيةُ ! فلا تُرسِّخْ ذلك أنت وتعمِّقهُ بالردِّ على ما قيل .
يقولُ أحدُ الحكماءِ :
الناسُ مشغولون عني وعنك بنقصِ خبزِهم ، وإنَّ ظمأ أحدِهم ينُسيهم موتي وموتك .
بيتٌ فيه سكينةٌ مع خبز الشعيرِ ، خيرٌ من بيتٍ مليء بأعدادٍ شهيةٍ من الأطعمةِ ، ولكنه روضة للمشاغبة والضجيج .

***********************************
















0

شذى العصمه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-08-2008, 01:13 AM   #67
معلومات العضو
شذى العصمه

الصورة الرمزية شذى العصمه
رقم العضوية : 12071
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مجموع المشاركات : 10,462
الإقامة : فيني !
قوة التقييم : 37
شذى العصمه is on a distinguished road




وقفــة


لا تحزنْ :

فإنَّ المرضَ يزولُ ، والمصابَ يحولُ ، والذنبَ يُغفرُ ، والدَّيْنَ يُقضى ، والمحبوسَ يُفكُّ ، والغائبَ يقدمُ ، والعاصي يتوبُ ، والفقيرَ يغتني .

لا تحزنْ :

أما ترى السحاب الأسود كيف ينقشعُ ، والليل البهيم كيف ينجلي ، والريح الصَّرْصَرَ كيف تسكنُ ، والعاصفة كيف تهدأ ؟! إذاً فشدائدُك إلى رخاء ، وعيشُك إلى هناء ، ومستقبلُك إلى نَعْماءِ .

لا تحزنْ :

لهيبُ الشمس يطفئُهُ وارفُ الظلِّ ، وظمأُ الهاجرةِ يُبردُه الماءُ النميرُ ، وعَضَّةٌ الجوعِ يُسكِّنُها الخُبْزُ الدافِئُ ، ومعاناةُ السهرِ يعقبُهُ نومٌ لذيذٌ ، وآلامُ المرضِ يُزَيُلها لذيذُ العافيةِ ، فما عليك إلا الصبرُ قليلاً والانتظارُ لحظةً .


لا تحزنْ :

فقدْ حارِ الأطباءُ ، وعَجَزَ الحكماءُ ، ووقفَ العلماءُ ، وتساءلَ الشعراء ، وبارت الحيل أُمام نفاذِ القدرةِ ، ووقوعِ القضاءِ ، وحتميةِ المقدورِ قال عليُّ بنُ جبلةَ :

[poem= font="Simplified Arabic,6,skyblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عسى فرجٌ يكونُ عسى=نعلّلُ نفسنا بعسى
فلا تقنط وإن لاقيْـ=ـت همّاً يقبضُ النَّفسَا
فأقربُ ما يكونُ المرْ =ءُ مِنْ فرجٍ إذا يئسِا [/poem]


***************************************

اخترْ لنفسك ما اختاره اللهُ لك

قمْ إن أقامك ، واقعدْ إنْ أقعدك ، واصبرْ إذا أفقرَك ، واشكرْ إذا أغناك .
فهذه من لوازم : (( رضيتُ باللهِ رباً ، وبالإسلامِ ديناً ، وبمحمد  نبياً ))
.
قال أحدُهُمْ :
[poem= font="Simplified Arabic,6,skyblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]

لا تُدبِّرْ لك أمراً =فأولوا التدبيرِ هلْكى
وارضَ عنَّا إن حَكمْنا =نحنُ أولى بِك مِنكا[/poem]


***************************************

لا تراقبْ تصرُّفات الناس

فإنَّهم لا يملكون ضرّاً ولا نفعاً ، ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً ، ولا ثواباً ولا عقاباً .

قال أحدُهم :

مَنْ راقب الناسَ ماتَ همّاً
وفاز باللذةِ الجسورُ

وقال بشَّار :

[poem= font="Simplified Arabic,6,skyblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
من راقب الناس لم يظفرْ بحاجتهِ =وفاز بالطيباتِ الفاتِكُ اللَّهِجُ[/poem]

قالَ إبراهيمُ بن أدهم :

نحن في عيْشٍ لوْ علم بهِ الملوكُ لجالدونا عليهِ بالسيوفِ .

وقال ابنُ تيمية :


إنه ليمرُّ بالقلبِ حالٌ ، أقولُ :

إن كان أهلُ الجنةِ في مثلِ حالِنا إنهم في عيشٍ طيبٍ .

قال أيضاً :

إنه ليمرُّ بالقلبِ حالاتٌ يرقصُ طرباً ، من الفرحِ بذكرهِ سبحانه وتعالى والأنس به .

وقال ابنُ تيمية أيضاً عندما أُدخِل السجنَ ، وقدْ أغلق السجَّانُ الباب ، قال ﴿ فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ ﴾ .
وقال وهو في سجنِه : ماذا يفعلُ أعدائي بي ؟! أنا جنتي وبستاني في صدري ، أنَّى سرْتُ فهي معي ، إنَّ قتلي شهادةٌ ، وإخراجي من بلدي سياحةٌ وسجني خلوةٌ .

يقولون :

أيُّ شيء وَجَدَ من فقدَ الله ؟! وأيُّ شيءٍ فقدَ من وجد الله ؟! لا يستويان أبداً ، منْ وجد الله وجد كلَّ شيء ، ومنْ فقد الله فقد كلَّ شيءٍ .

يقول  :

(( لإن أقولُ : سبحان اللهِ ، والحمدُ للهِ ، ولا إله إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ ، أحبُّ إليَّ مما طلعتْ عليه الشمسُ )) .
قال أحدُ السلفِ عنِ الأثرياءِ وقصورِهمْ ودورِهمْ وأموالهمْ : نأكلُ ويأكلون ، ونشربُ ، ويشربون ، وننظرُ وينظرون ، ولا نُحاسبُ ويُحاسبون .
﴿ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ .
المؤمنون يقولون : ﴿ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ ﴾ . والمنافقون يقولون : ﴿ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً ﴾ .
حياتُك منْ صنع أفكارِك فالأفكارُ التي تستثمرُها وتفكرُ فيها وتعيشُها هي التي تؤثرُ في حياتِك ، سواءٌ كانتْ في سعادةٍ أو شقاوةٍ .

يقولُ أحدُهم :

إذا كنت حافياً ، فانظرْ لمنْ بُتِرَتْ ساقاه ، تحمَّدْ ربَّك على نعمةِ الرجْلَيْن .

قال الشاعرُ :

[poem= font="Simplified Arabic,6,skyblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لا يملأُ الهولُ قلبي قبل وقعتِهِ =ولا أضيقُ به ذرعاً إذا وقعا [/poem]


************************************
أحسن إلى الناس

فإنَّ الإحسانَ على الناسِ طريقٌ واسعةٌ من طرقِ السعادةِ .
وفي حديثٍ صحيح : (( إنَّ الله يقولُ لعبدهِ وهو يحاسبُهُ يوم القيامةِ : يا ابنَّ آدم ، جعتُ ولم تطعمْني . قال : كيف أطعمُك وأنت ربُّ العالمين ؟! قال : أما علمت أنَّ عبدي فلان ابن فلانٍ جاع فما أطعمْتهُ ، أما إنكَ لو أطعمْتَهُ وجدتَ ذلك عندي . يا ابن آدم ، ظمئتُ فلمْ تسقني . قال : كيف أسقيك وأنت ربُّ العالمينَ! قال : أما علمت أنَّ عبدي فلان ابن فلانٍ ظمِئَ فما أسقيته ، أما إنَّك لوْ أسقيته وجدْت ذلك عندي . يا ابن آدم ، مرضْتُ فلم تعُدني . قال : كيف أعودُك وأنت ربُّ العالمين ؟! قال : أما علمْت أنَّ عبدي فلان ابن فلانٍ مرض فما عدْتَهُ ، أما إنك لوْ عدتهْ وجدتني عندهُ ؟! )) .

هنا لفتةٌ وهي وجدتني عندهُ ، ولم يقلْ كالسابقتين : وجدته عندي ؛ لأنَّ الله عند المنكسِرة قلوبُهم ، كالمريض . وفي الحديثِ : (( في كلِّ كبدٍ رطبةٍ أجرٌ )) . واعلمْ أنَّ أدخل امرأةً بغِيّاً منْ بني إسرائيل الجنة ، لأنها سقتْ كلباً على ظمأ . فكيف بمنْ أطعمَ وسقى ، ورفع الضائقة وكشف الكُرْبَةَ ؟!
وقدْ صحَّ عنهُ  أنهُ قال :

(( مَنْ كان لهُ فضلُ زادٍ فليَعُد بهِ على مَنْ لا زاد لهُ ، ومنْ كان له فضلُ ظهْرٍ فليعدْ بهِ على منْ لا ظهر لهُ )) . أي ليس لهُ مركوبٌ .
وقدْ قال حاتمٌ في أبياتٍ لهُ جميلةٍ ، وهو يُوصِي خادمهُ أنْ يلتمس ضيفاً يقولُ

[poem= font="Simplified Arabic,6,skyblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أوقدْ فإنَّ الليل ليلٌ قرُّ =إذا أتى ضيفٌ فأنت حُرُّ[/poem]

ويقول لامرأته :

[poem= font="Simplified Arabic,6,skyblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إذا ما صنعتِ الزاد فالتمسي لهُ=أكيلاً فإني لستُ آكلُهُ وحدي[/poem]

وقال أيضاً :

[poem= font="Simplified Arabic,6,skyblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أماويَّ إنَّ المال غادٍ ورائحٌ =ويبقى من المالِ الأحاديثُ والذِّكْرُ
أماويَّ ما يُغني الثراءُ عنِ الفتى=إذا حشرجتْ يوماً وضاق بها الصدرُ [/poem]

ويقول :

[poem= font="Simplified Arabic,6,skyblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فما زادنا فخراً على ذي قرابةٍ =غِنانا ولا أزرى بأحسابنا الفقْرُ [/poem]

وقال عروةُ بنُ حزامٍ
[poem= font="Simplified Arabic,6,skyblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]

أتهزأُ مني أن سمنِت وأن ترى=بوجهي شحوب الحقِّ والحقُّ جاهدُ
أوزِّعُ جسمي في جسومٍ كثيرةٍ =وأحسو قراح الماءِ والماءُ باردُ [/poem]


وكان ابنُ المباركِ لهُ جارٌ يهوديٌ ، فكان يبدأ فيُطعم اليهوديَّ قبل أبنائهِ ، ويكسوه قبل أبنائِه ، فقالوا لليهوديِّ : بعنا دارك . قال :
داري بألفيْ دينارٍ ، ألفٌ قيمتُها ، وألفٌ جوارُ ابن المباركِ ! . فسمع ابن المباركِ بذلك ، فقال : اللهمَّ اهدِهِ إلى الإسلامِ . فأسلم بإذنِ اللهِ !.
ومرَّ ابنُ المبارك حاجّاً بقافلةٍ ، فرأى امرأةً أخذتْ غُراباً مْيتاً من مزبلةٍ ، فأرسلَ في أثرِها غلامه فسألها ، فقالتْ : ما لنا منذُ ثلاثةِ أيامٍ إلا ما يُلقى بها . فدمعتْ عيناهُ ، وأمر بتوزيعِ القافلةِ في القريةِ ، وعاد وترك حجّته تلك السنةِ ، فرأى في منامِهِ قائلاً يقولُ : حجٌّ مبرورٌ ، وسعيٌ مشكورٌ ، وذنبٌ مغفورٌ .
ويقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ :

﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾ .

وقالَ أحدُهُمْ :



[poem= font="Simplified Arabic,6,skyblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إني وأنْ كنتُ امرأً متباعداً =عن صاحبي في أرضهِ وسمائِهِ
لمفيدهُ نصري وكاشفُ كَرْبهِ =ومجيبُ دعوتِه وصوتُ ندائِه
وإذا ارتدى ثوباً جميلاً لمْ أقلْ =يا ليت أنَّ علىَّ فضلَ كسائِهِ [/poem]
يا للهِ ما أجملَ الخلُقَ ! وما أجلَّ المواهبَ ! وما أحسن السجايا !
لا يندمُ على فعْلِ الجميلِ احدٌ ولو أسرف ، وإنما الندمُ على فعلِ الخطأ وإنْ قلَّ .

وقال أحدُهُمْ في هذا المعنى :

[poem= font="Simplified Arabic,6,skyblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
الخيرُ أبقى وإنْ طال الزمانُ بهِ =والشرُّ أخبثُ ما أوْعَيْتَ مِنْ زَادِ [/poem]

*****************************************














0

شذى العصمه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2008, 03:42 AM   #68
معلومات العضو
شذى العصمه

الصورة الرمزية شذى العصمه
رقم العضوية : 12071
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مجموع المشاركات : 10,462
الإقامة : فيني !
قوة التقييم : 37
شذى العصمه is on a distinguished road


إذا صكَّتْ أذانك كلمةٌ نابيةٌ

[poem= font="Simplified Arabic,6,firebrick,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
احرِصْ على جمعِ الفضائلِ واجتهدْ=واهجرْ ملامةَ مَنْ تشفَّى أو حَسَدْ
واعلمْ بأنَّ العمرَ موْسمُ طاعةٍ=قُبِلتْ وبعد الموتِ ينقطعُ الحسدْ [/poem]


يقولُ أحدُ علماءِ العصرِ : إنَّ على أهلِ الحساسيةِ المرهفة من النقدِ أنْ يسكبوا في أعصابِهم مقادير من البرودِ أمام النقدِ الظالمِ الجائرِ .
وقالوا :
« للهِ دَوُّ الحسدِ ما أعْدَلَهُ ، بدأ بصاحبِهِ فقتلهُ » .
وقال المتنبي :
ذِكْرُ الفتى عمرهُ الثاني وحاجتُه
ما فاته وفضولُ العيْشِ أشغالُ


وقال عليٌّ رضي اللهُ عنهُ : الأجلُ جنةٌ حصينةٌ .
وقال أحدُ الحكماء :
الجبانُ يموتُ مرَّاتٍ ، والشجاعُ يموتُ مرةً واحدةً .
وإذا أراد الله بعبادهِ خيراً في وقت الأزمات ألقى عليهم النعاس أَمَنَةً منه، كما وقع النعاس على طلحة رضي الله عنه في أُحُد ، حتى سقط سيفُه مراتٍ منْ يدِه ، أَمْناً وراحة بالٍ .
وهناك نعاسٌ لأهلِ البدعِة ، فقدْ نعس شبيبُ بنُ يزيدٍ وهو على بغلتِهِ ، وكان منْ أشجعِ الناسِ ، وامرأتُهُ غزالةُ هي الشجاعةٌ التي طردتِ

الحجَّاج ، فقال الشاعرُ :

[poem= font="Simplified Arabic,6,firebrick,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أسدٌ عليَّ وفي الحروبِ نعامةٌ=فتخاءُ تَنْفِرُ مِن صفيرِ الصافرِ
هلاّ برزتَ إلى غزالةَ في الوغى =أم كان قلبُك في جناحيْ طائرِ[/poem]


وقال اللهُ تعالى عزَّ وجلَّ : ﴿ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ ﴾ .
وقال سبحانه :
﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴾ .

وقال الشاعرُ :

[poem= font="Simplified Arabic,6,firebrick,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أقولُ لها وقدْ طارتْ شعاعاً =مِن الأبطالِ ويْحكِ لَنْ تُراعِي
فإنكِ لو سألتِ بقاء يومٍ =عن الأجلِ الذي لكِ لم تُطاعي
فصبراً في مجالِ الموتِ صبْراً =فما نيلُ الخلودِ بمستطاعِ
وما ثوبُ الحياة بثوبِ عِزٍّ =فيُخلعُ عن أخِ الخنعِ اليراعِ[/poem]


إي والله ، فإذا جاء أجلُهم لا يستأخرون عنه ساعةً ولا يستقدمون .

قال عليٌّ رضي اللهُ عنه :


[poem= font="Simplified Arabic,6,firebrick,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أيُّ يوميَّ مِن الموتِ افرُّ=يوم لا قُدِّر أمْ يوم قُدِرْ
يوم لا قُدِّر لا أرهبُهُ =ومِن المقدورِ لا ينجو الحَذِرْ[/poem]


وقال أبو بكرٍ رضي اللهُ عنه :

اطلبوا الموت تُوهَبْ لكمُ الحياةُ .

*********************************

وقفــة


لا تحزنْ :

فإنَّ الله يدافعُ عنك، والملائكةُ تستغفرُ لك، والمؤمنون يشركونك في دعائِهمْ كلَّ صلاةٍ ، والنبيُّ  يشفعُ ، والقرآنُ يِعدُك وعداً حسناً ، وفوق هذا رحمةُ أرحم الراحمين .

لا تحزنْ :

فإنَّ الحسنة بعشر أمثالِها إلى سبعمائةِ ضِعْفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ ، والسيئةُ بمثلها إلا أنْ يعفوَ ربّك ويتجاوز ، فكمْ للهِ مِن كرمٍ ما سُمع مثله ! ومن جودٍ لا يقاربُه جُودٌ!

لا تحزنْ :

فأنت من روَّادِ التوحيدِ وحَملةِ الملَّةِ وأهلِ القبلةِ ، وعندك أصلُ حبِّ اللهِ وحبِّ رسوله  ، وتندمُ إذا أذنبت ، وتفرحُ إذا أحسنت ، فعندك خيرٌ وأنت لا تدري .

لا تحزنْ :

فأنت على خيرٍ في ضرائِك وسرائِك ، وغناك وفقرِك ، وشدَّتِك ورخائِك ، (( عجباً لأمرِ المؤمنِ ، إنَّ أمرهَ كلَّه له خيرٌ ، وليسَ ذلك إلا للمؤمنِ ،نْ أصابْته سرَّاءَ فشكر كان خيراً له ، وإنْ أصابتْه ضرَّاءُ فصبر فكان خيراً له )) .

***********************************

[poem= font="Simplified Arabic,6,firebrick,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
الصبر على المكارِهِ وتحمُّلُ الشدائدِ=طريقُ الفوزِ والنجاحِ والسعادةِ[/poem]


﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ ﴾ . ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾. ﴿فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ﴾ . ﴿ سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ﴾ . ﴿ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ ﴾ ﴿اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ ﴾ .

قال عمرُ رضي اللهُ عنهُ :
« بالصبرِ أدركنا حسْن العيشِ » .

لأهلِ السنةِ عند المصائبِ ثلاثةُ فنونٍ : الصبرُ ، والدُّعاءُ ، وانتظارُ الفَرَجِ .

وقال الشاعرُ :

[poem= font="Simplified Arabic,6,firebrick,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سقيناهُمُو كأساً سقوْنا بمثلِها=ولكنَّنا كُنا على الموتِ أصبر [/poem]

وفي حديث صحيح :
(( لا أحد أصبرُ على أذى سمِعه من اللهِ : إنهم يزعمون أنَّ له ولداً وصاحبةً ، وإنهُ يعافيهم ويرزقُهم )) . وقال  :
(( رحِم اللهُ موسى ، ابتُلي باكثر من هذا فصبرَ
)) .

وقال  :
(( من يتصبَّرْ يُصبِّرهْ اللهُ )) .

[poem= font="Simplified Arabic,6,firebrick,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
دببتَ للمجدِ والساعون قد بلغُوا =جهد النفوسِ وألقوا دونهُ الأُزُرَا
وكابدوا المجد حتى ملَّ أكثرُهمْ=وعانق المجد مَنْ أوفى ومنْ صبرا
لا تحسبِ المجد تمراً أنتَ آكلُهُ=لنْ تبلغ المجد حتى تلْعق الصَّبِرا[/poem]



إن المعالي لا تُنالُ بالأحلامِ ، ولا بالرؤيا في المنامِ ، وإنَّما بالحزمِ والعَزْمِ .

************************************


لا تحزنْ من فِعلِ الخَلْقِ مَعَكَ
وانظرْ إلى فعْلِهم مع الخالقِ
عندَ أحمد في كتابِ الزهدِ ، أن الله يقولُ :
(( عجباً لك يا ابن آدم ! خلقتُك وتعبدُ غيري ، ورزقتُك وتشكرُ سواي ، أتحبَّبُ إليك بالنعمِ وأنا غنيٌّ عنك ، وتتبغَّضُ إليَّ بالمعاصي وأنت فقيرٌ إليَّ ، خيري إليك نازلٌ ، وشرُّك إليَّ صاعدٌ )) !! .
وقد ذكروا في سيرة عيسى عليه السلامُ أنه داوى ثلاثين مريضاً ، وأبرأ عميان كثيرين ، ثم انقلبوا ضدَّه أعداءً .
************************************
لا تحزنْ منْ تعسُّر الرزقِ
فإنَّ الرزَّاق هو الواحدُ الأحدُ ، فعنده رِزْقُ العبادِ ، وقدْ تكفَّلَ بذلك ، ﴿ وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾ .
فإذا كان اللهُ هو الرزاقُ فلِم يتملَّقُ البشرُ ، ولِم تُهانُ النفسُ في سبيلِ الرزقِ لأجل البشرِ ؟! قال سبحانه :
﴿ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا ﴾ . وقال جلَّ اسمُه : ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ ﴾ .
*********************************
أسبابٌ تهوِّنُ المصائب

1انتظارُ الأجرِ والمثوبةِ
من عند اللهِ عزَّ وجلَّ :

﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ .

2. رؤيةُ المصابين :
ولولا كثرةُ الباكِين حولي=على إخوانِهمْ لَقَتَلْتُ نفسي

فالتفِتْ يَمْنَةً والتفتْ يَسْرَةً ، هل ترى غلا مصاباً أو ممتحناً ؟ وكما قيل : في كلِّ وادٍ بنو سعدٍ .

3. وأنها أسهلُ منْ غيرِها .
4. وأنها ليستْ في ديِنِ العبدِ ، وإنما في دنياه .
5. وأنَّ العبودية في التسليم عند المكارهِ أعظمُ منها أحياناً في المحابِّ .
6. وأنه لا حيلة :


[poem= font="Simplified Arabic,6,firebrick,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فاتركِ الحيلة في تحويِلها =إنما الحيلةُ في تَرْكِ الحيَلْ [/poem]

7. وأنَّ الخبرة للهِ ربِّ العالمين : ﴿ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ﴾ .















0

شذى العصمه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2008, 03:52 AM   #69
معلومات العضو
شذى العصمه

الصورة الرمزية شذى العصمه
رقم العضوية : 12071
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مجموع المشاركات : 10,462
الإقامة : فيني !
قوة التقييم : 37
شذى العصمه is on a distinguished road


لا تتقمص شخصية غيرِك

﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ ﴾ ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ ﴾ ﴿ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ﴾ .
الناسُ مواهبُ وقدراتٌ وطاقاتٌ وصنعاتٌ ، ومن عظمةِ رسولِنا  أنه وظَّف أصحابه حسب قُدراتِهمْ واستعداداتِهم ، فعليٌّ للقضاءِ ، ومعاذٌ للعِلْمِ ، وأُبيٌّ للقرآنِ ، وزيدٌ للفرائضِ ، وخالد للجهادِ ، وحسَّانُ للشعِر ، وقيسُ بنُ ثابتٍ للخطابةِ .

[poem= font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فوضْعُ الندى في موضعِ السيف بالعُلا=مُضِرٌّ كوضعِ السيفِ في موضعِ الندى[/poem]

الذوبانُ في الغيرِ انتحارٌ تقمُّصُ صفاتِ الآخرين قتلٌ مُجْهِزٌ.
ومنْ آياتِ اللهِ عزَّ وجلَّ :
اختلافُ صفاتِ الناسِ ومواهبِهمْ ، واختلافِ ألسنتِهمْ وألوانِهمْ ، فأبو بكر برحمتِهِ ورفقِهِ نفعَ الأمةَ والملَّة ، وعمرُ بشدَّتِهِ وصلابتِهِ نصر الإسلامَ وأهله ، فالرضا بما عندك من عطاءٍ موهبةٌ ، فاستثمرها ونمِّها وقدِّمها وانفع بها ، ﴿ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾ .
إنَّ التقليد الأعمى والانصهار المسرف في شخصياتِ الآخرين وأدٌ للموهبةِ ، وقَتْلٌ للإرادةِ وإلغاءٌ متعمَّدٌ التميُّزِ والتفرُّدِ المقصودِ من الخليقةِ .

**********************************
عـزُّ العزلةِ

وأقصدُ بها العزلة عن الشرِّ وفضولِ المباحِ ، وهي ممّا يشرحُ الخاطر ويُذهبُ الحزن .
قال ابن تيمية :

لا لابدَّ للعبدِ من عزلةٍ لعبادتِه وذكرِه وتلاوتِه ، ومحاسبتِه لنفسِه ، ودعائِه واستغفارِه ، وبُعدِه عن الشرِّ ، ونحوِ ذلك .
ولقد عقد ابنُ الجوزي ثلاثة فصولٍ في ( صيْدِ الخاطرِ ) ، ملخَّصها أنه قال : ما سمعتُ ولا رأيتُ كالعزلة ، راحةً وعزّاً وشرفاً ، وبُعداً عن السوءِ وعن الشرِّ ، وصوْناً للجاهِ والوقتِ ، وحِفظاً للعمرِ ، وبعداً عن الحسَّادِ والثقلاءِ والشامتين ، وتفكُّراً في الآخرةِ ، واستعداداً للقاءِ اللهِ عزَّ وجلَّ ، واغتناماً في الطاعةِ ، وجولان الفكر فيما ينفعُ ، وإخراج كنوزِ الحِكَمِ ، والاستنباط من النصوصِ .
ونحو ذلك من كلامِهِ ذكرهُ في العزلةِ هذا معناه بتصرُّف .
وفي العزلةِ استثمارُ العقلِ ، وقطْفُ جَنَى الفكرِ ، وراحةُ القلبِ ، وسلامةُ العرْض ، وموفورُ الأجرِ ، والنهيُ عن المنكر ، واغتنامُ الأنفاسِ في الطاعةِ ، وتذكُّرُ الرحيمِ ، وهجرُ الملهياتِ والمشغلاتِ ، والفرارُ من الفتنِ ، والبعدُ عن مداراةِ العدوِّ ، وشماتةِ الحاقدِ ، ونظراتِ الحاسدِ ، ومماطلةِ الثقيلِ ، والاعتذارِ على المعاتِبِ ، ومطالبةِ الحقوقِ ، ومداجاةِ المتكبِّرِ ، والصبرِ على الأحمقِ .
وفي العزلةِ سَتْرٌ للعوراتِ : عوراتِ اللسانِ ، وعثراتِ الحركاتِ ، وفلتاتِ الذهنِ ، ورعونةِ النفسِ .
فالعزلةُ حجابٌ لوجهِ المحاسنِ ، وصدَفٌ لدُرِّ الفضلِ ، وأكمامٌ لطلْع المناقبِ ، وما أحسن العزلةَ مع الكتابِ ، وفرةً للعمرِ ، وفسحةً للأجلِ ، وبحبوحةً في الخلوةِ ، وسفراً في طاعةِ ، وسياحةً في تأمُّلٍ .
وفي العزلةِ تحرصُ على المعاني ، وتحوزُ على اللطائفِ ، وتتأملُ في المقاصدِ ، وتبني صرح الرأيِ ، وتشيدُ هيْكلَ العقلِ .
والروحُ في العزلةِ في جَذلٍ ، والقلبُ في فَرَحٍ اكبرَ ، والخاطرُ في اصطيادِ الفوائدِ .
ولا تٌرائي في العزلةِ : لأنهُ لا يراك إلا اللهُ ، ولا تُسمعِ بكلامِك بشراً فلا يسمعك إلا السميعُ البصيرُ .
كلُّ اللامعين والنافعين ، والعباقرِة والجهابذةِ وأساطين الزمنِ ، وروَّادِ التاريخِ ، وشُداةِ الفضائلِ ، وعيونِ الدهرِ ، وكواكبِ المحافلِ ، كلُّهم سَقَوْا غَرْسَ نُبْلهم من ماءِ العزلةِ حتى استوى على سُوقِهِ ، فنبتتْ شجرةُ عظمتِهم ، فآتتْ أُكُلَها كلَّ حينٍ بإذنِ ربِّها .

قال عليُّ عبدِالعزيز الجُرْجانيُّ :

[poem= font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يقولون لي فيك انقباضُ وإنما=رأوا رجلاً عن موقفِ الذُّلِّ أحْجَما
إذا قيلَ هذا موردٌ قلتُ قدْ أَرَى =ولكنَّ نفس الحُرِّ تحتملُ الظَّما
ولم أقضِ حقَّ العلمِ إن كنتُ كلَّما =بدا طمعٌ صيَّرتُهُ لِيَ سُلَّما
أأشقى به غَرْساً وأجنيهِ ذلَّةً =إذن فاتَّباعُ الجهلِ قدْ كان أحزما
ولو أنَّ أهل العلمِ صانوه صانهمْ =ولو عظَّموه في النفوسِ لَعُظَّما
ولكنْ أهانُوهُ فهانوا ودنَّسوا =مُحَيَّاهُ بالأطماعِ حتى تهجَّما [/poem]



وقال أحمدُ بنُ خليلٍ الحنبليُّ :

[poem= font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
مَنْ أراد العزَّ والرا=حةَ مِن همِّ طويلِ
ليكُنْ فرداً من النا=سِ ويرضى بالقليلِ
كيف يصفو لامرئٍ ما=عاش مِنْ عيشٍ وبِيلِ
بين غمزٍ مِنْ ختولٍ =ومداجاةِ ثقيل ِ
ومداراةِ حسودٍ=ومعاناةِ بخيلِ
آهِ منْ معرفةِ النا=سِ على كلِّ سبيلِ[/poem]

وقال القاضي عليُّ بن عبدالعزيزِ الجرجانُّي :

[poem= font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ما تطعَّمتُ لذةَ العيشِ حتَّى =صرتُ للبيتِ والكتابِ جليسا
ليس شيءٌ أعزّ من العلـ=ـم فما أبتغي سواهُ أنيسا
إنَّما الذُّل في مخالطةِ النا=سِ فدعْهُم وعِشْ عزيزاً رئيساً[/poem]

وقال آخر :


[poem= font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أنِسْتُ بوحدتي ولزِمتُ بيتي=فدام لِي الهنا ونَمَا السرورُ
وقاطعتُ الأنامَ فما أبالي=أسارَ الجيشُ أم ركِبَ الأميرُ[/poem]


وقال الحميدي المحدِّث :

[poem= font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لقاءُ الناسِ ليس يُفيدُ شيئاً =سوى الإكثارِ منْ قيلٍ وقالِ
فأقْلِلْ منْ لقاءِ الناسِ إلاَّ=لكسبِ العلمِ أو إصلاحِ حالِ [/poem]


قال ابنُ فارس :
[poem= font="Simplified Arabic,6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]

وقالوا كيف حالُك قلتُ خيراً =تًقضَّى حاجةٌ وتفوتُ حاجُ
إذا ازدحمتْ همومُ الصدرِ قُلْنا=عسى يوماً يكونُ لهُ انفراجُ [/poem]


نديمي هِرَّتي وأنيسُ نفسي
دفاترُ لي ومعشوقي السراجُ

قالوا : كلُّ من أحبَّ العزلة فهي عِزٌّ لهُ . ولك أن تراجع كتاب (( العزلةِ)) للخطَّابي .

**********************************
فوائد الشدائد

فإنَّ الشدائد تقوِّي القلب ، وتمحو الذنب ، وتقصِمُ العُجْبَ ، وتنسفُ الكِبْرَ ، وهي ذوبانٌ للغفلةِ ، وإشعالٌ للتذكُّرِ ، وجلْبُ عطفِ المخلوقين ، ودعاءٌ من الصالحين ، وخضوعٌ للجبروتِ ، واستسلامٌ للواحد القهارِ ، وزجْرٌ حاضرٌ ، ونذيرٌ مقدمٌ ، وإحياءٌ للذكرِ ، وتضرُّع بالصبرِ ، واحتسابٌ للغصصِ ، وتهيئةٌ للقدومِ على المولى ، وإزعاجٌ عن الركونِ على الدنيا والرضا بها والاطمئنان إليها ، وما خفي من اللطفِ أعظمُ ، وما سُتِرَ من الذنبِ أكبرُ ، وما عُفي من الخطأ أجلُّ .

***********************************
وقفـةٌ

لا تحزنْ :

لأنَّ الحزن يضعفُك في العبادةِ ، ويعطِّلك عن الجهادِ ، ويُورثُك الإحباط ، ويدعوك إلى سوء الظنِّ ، ويُوقعُك في التشاؤمِ .

لا تحزنْ :

فإنَّ الحزن والقلق أساسُ الأمراضِ النفسيةِ ، ومصدرُ الآلامِ العصيبةِ ، ومادةُ الانهيارِ والوسواسِ والاضطرابِ .

لا تحزنْ :

ومعك القرآنُ ، والذكرُ ، والدعاءُ ، والصلاةُ ، والصدقةُ ، وفعْلُ المعروفِ ، والعملُ النافعُ المثمِرُ .

لا تحزنْ :

ولا تستسلمْ للحزن عن طريقِ الفراغِ والعطالةِ ، صلِّ .. سبِّحْ اقرأْ .. اكتبْ .. اعملْ .. استقبلْ .. زُرْ .. تأمَّلْ .
﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ ﴿ ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ ﴿ قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى ﴾ .

*******************************
قواعد في السعادة

1. اعلمْ أنك إذا لم تعِشْ في حدودِ يومِك تشتَّت ذهنُك ، واضطربتْ عليك أمورُك ، وكثرتْ همومُك وغمومُك ، وهذا معنى : (( إذا أصبحت فلا تنتظرِ المساء ، وإذا أمسيت فلا تنتظرِ الصباح )) .
2. انْس الماضي بما فيه ، فالاهتمامُ بما مضى وانتهى حُمْقٌ وجنونٌ .
3. لا تشتغلْ بالمستقبلِ ، فهو في عالمِ الغيبِ ، ودعِ التفكرَ فيه حتى يأتي .
4. لا تهتزَّ من النقدِ ، واثبتْ ، واعلمْ أنَّ النقد يساوي قيمَتَكَ .
5. الإيمانُ باللهِ ، والعملُ الصالحُ هو الحياةُ الطيبةُ السعيدةُ .
6. من أراد الاطمئنان والهدوء والراحةَ ، فعليه بذكرِ اللهِ تعالى .
7. على العبدِ أن يعلم أنَّ شيءٍ بقضاء وقدرٍ .
8. لا تنتظرْ شكراً من أحدٍ .
9. وطَِنْ نفسك على تلقِّي أسوأ الفروضِ .
10. لعلَّ فيما حصل خيراً لك .
11. كلُّ قضاءٍ للمسلمِ خيرٌ له .
12. فكِّرْ في النعمِ واشكرْ .
13. أنت بما عندك فوق كثيرٍ من الناسِ .
14. من ساعةٍ إلى ساعةٍ فَرَجٌ .
15. بالبلاءِ يُسْتَخْرَجُ الدعاءُ .
16. المصائبُ مراهمُ للبصائرِ وقوَّةٌ للقلبِ .
17. إنَّ مع العُسْرِ يُسْراً .
18. لا تقضِ عليك التوافِهُ .
19. إن رَّبك واسعُ المغفرةِ .
20. لا تغضبْ ، لا تغضبْ ، لا تغضبْ .
21. الحياةُ خبزٌ وماءٌ وظلٌّ ، فلا تكترثْ بغير ذلك .
22. ﴿ وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾ .
23. أكثر ما يٌخافْ لا يكونُ .
24. لك في المصابين أُسوةٌ .
25. إنَّ الله إذا أحبَّ قوماً ابتلاهُمْ .
26. كَرِّرْ أدعيةَ الكَرْبِ .
27. عليك بالعملِ الجادِّ المثمرِ ، واهجرِ الفراغ .
28. اتركِ الأراجيف ، ولا تصدقْ الشائعاتِ .
29. حقدُكَ وحرصُك على الانتقامِ يضُرُّ بصِحَّتِكَ أكثر مما يَضُرُّ الخصّمُ .
30. كلُّ ما يصيبك فهو كفَّارةٌ للذنوبِ .

***********************************

ولِم الحزنُ وعندك ستَّةُ أخلاطٍ ؟

ذكر صاحبُ ( الفرجِ بعد الشدةِ ) :
أنَّ احدَ الحكماءِ ابتُليَ بمصيبةٍ ، فدخلَ عليه إخوانُه يعزُّونَهُ في المصابِ ، فقال :
إني عملتُ دواءً من ستةِ أخلاطٍ . قالوا :
ما هي ؟ قال : الخلطُ الأولُ :
الثقةُ باللهِ . والثاني :
علمي بأنَّ كلَّ مقدور كائنٌ . والثالثُ : الصبرُ خيرٌ ما استعملهُ الممتحنُون . والرابعُ : إنْ لم أصبرْ أنا فأيًّ شيء أعمل ؟! ولم أكنْ أُعين على نفسي بالجزع . والخامسُ : قد يمكنُ أن أكون في شرٍّ مما أنا فيه . والسادسُ : من ساعةٍ إلى ساعةٍ فَرَجٌ .

**********************************

لا تَحْزَنْ إذا واجهتْكَ الصعابُ وداهمتْك المشاكلُ واعترضتك العوائق ، واصبر وتحمَّلُ

[poem= font="Simplified Arabic,6,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إنْ كانَ عندك يا زمانُ بقيَّةٌ=مما تُهينُ بهِ الكرامَ فهاتِها [/poem]

إنَّ الصبر أرفقُ من الجزعِ ، وإنَّ التحمل أشرفُ من الخورِ ، وإن الذي لا يصبرُ اختياراً سوف يصبرُ اضطراراً .

وقال المتنبي :
[poem= font="Simplified Arabic,6,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
رماني الدهرُ بالأرزاءِ حتى =فؤادي في غشاءٍ من نبالِ
فصرتُ إذا أصابتني سهامٌ=تكسَّرتِ النصالُ على النصالِ
فعشتُ ولا أُبالي بالرزايا =لأني ما انتفعتُ بأنْ أُبالي [/poem]


وقال أبو المظفر الأبيوردي :

[poem= font="Simplified Arabic,6,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تنكَّرَ لي دهري ولم يدرِ أنني =أَعِزُّ وأحداثُ الزمانِ تهُونُ
فبات يُريني الدهرُ كيف اعتداؤُهُ=وبِتُّ أُريهِ الصبر كيف يكونُ [/poem]



إن الكوخ الخشبيَّ ، وخيمةَ الشَّعْرِ ، وخبز الشعيرِ ، أعزُّ وأشرفُ – مع حفظِ ماءِ الوجهِ وكرامةِ العِرْضِ وصوْنَ النفسِ – من قَصْرٍ منيفٍ وحديقةٍ غنَّاءَ مع التعكيرِ والكَدَرِ .
المحنةُ كالمرض ، لابدَّ له من زمن حتى يزول ، ومن استعجل في زوالهِ أوشك أن يتضاعف ويستفحل ، فكذلك المصيبةُ والمِحْنَةُ لابدَّ لها من وقتٍ ، حتى تزول آثارُها ، وواجبُ المبتلي :

الصبرُ وانتظارُ الفرجِ ومداومةُ الدُّعاءِ .
*******************************

















0

شذى العصمه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2008, 03:35 AM   #70
معلومات العضو
شذى العصمه

الصورة الرمزية شذى العصمه
رقم العضوية : 12071
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مجموع المشاركات : 10,462
الإقامة : فيني !
قوة التقييم : 37
شذى العصمه is on a distinguished road



وقفـــة


﴿ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ . ﴿ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ ﴾ . ﴿ إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ . ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ﴾ . ﴿ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ . ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ ﴾ . ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ . ﴿ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ﴾ . ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ ﴾ . ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ﴾ . ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ .

قال الشاعرُ :
[poem= font="Simplified Arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]

متى تصفُو لك الدنيا بخيرٍ =إذا لم ترض منها بالمزاجِ

ألم تر جوهر الدنيا المصفَّى=ومخرجهُ من البحرِ الأُجاجِ

ورُبَّ مُخيفةٍ فجأتْ بِهوْلٍ=جرتْ بمسرَّةٍ لك وابتهاجِ

ورُبَّ سلامةٍ بَعْدَ امتناعٍ =وربَّ إقامةٍ بَعْدَ اعوِجاجِ[/poem]



*************************************











0

شذى العصمه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها