[align=center]هذا هو المقال
فلك ان تمر بين سطوره وتقرا مابه لعل وعسى تلم بشيء مما لدينا :)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أوردت جريدة الوطن في عدد سابق تقريرا جميلا عن حال الطبيبات المتخرجات من كليات طب الأسنان وحالهن وفرص الوظائف
وكان تحت عنوان
يتخوفن من فقدان مستقبلهن المهني بعد سنين عجاف
طبيبات أسنان بلا عمل والقطاعات الصحية الحكومية تتجاهل توظيفهن
وهذا النص كاملا
الرياض: حمود الزيادي
تعيش عشرات من طبيبات الأسنان السعوديات وضعاً قلقاً للغاية بسبب غول البطالة الذي يكبل مستقبلهن المهني، إثر تخرجهن منذ عدة أعوام دون أن يجدن عملاً في أي من القطاعات الصحية الحكومية، بحجة عدم توفر وظائف شاغرة.
المفارقة أن إحدى الخريجات اكتشفت عبر بحث التخرج أن نسبة الخريجين السعوديين ذكوراً وإناثاً في طب الأسنان لا تتجاوز 25% من مجموع القوى العاملة في ذات القطاع، وأخرى اكتشفت أن هناك وظائف لأطباء وطبيبات أسنان مشغولة بأسماء متوفين، ماتوا وما زالوا يشغلونها.
ووصل الإحباط ببعض طبيبات الأسنان إلى نصيحة قريباتهن بعدم دراسة طب الأسنان، لأن مآلهن البطالة.
وتضيف دعاء دادا، التي تخرجت في شهر يوليو الماضي أن عبارة "لا توجد وظيفة شاغرة" أصابتها بالإحباط، فهي كما تقول الثالثة على الدفعة، وما زالت وزميلتها الثانية على الدفعة بلا عمل.
أما طبيبة الأسنان "م. ب." والتي شددت على عدم التصريح باسمها حتى لا يعترض طريقها مزيد من العراقيل على حد وصفها، فكانت طبيبة أسنان مع وقف التنفيذ، حيث تخرجت عام 2000، وترتيبها الثاني على دفعتها بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف، من كلية طب الأسنان بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ثم التحقت بدراسة الماجستير في كلية طب الأسنان بجامعة الملك سعود بالرياض، وتخرجت مطلع مايو الماضي بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وجرى ترشيحها لجائزة حرم خادم الحرمين الشريفين للتفوق العلمي، غير أن ذلك كله لم يشفع لها للحصول على الوظيفة، مشيرة إلى أنها أكملت دراسة الماجستير لتصبح اختصاصية طب أسنان، تداعبها الرغبة في أن تقف يوما ما بقاعات الجامعة، كعضو هيئة تدريس، إلا أن طموحها وئد على الرغم من أنها تؤكد أن عميد كلية طب الأسنان بجامعة الملك عبدالعزيز، كان أطلق وعوداً بذلك ما لبثت أن ذرتها الرياح.
أما الطبيبة معالي إحسان فقيه، فتؤكد أنها لو عادت بها الأيام لما درست هذا التخصص الذي جعلها تنتهي إلى العمل في مركز أسنان أهلي، تتقاضى فيه 50% من الراتب الحكومي، إضافة إلى دوام فترتين ينتهي عند العاشرة من مساء كل يوم لمدة 6 أيام في الأسبوع.
وتعزو ما تواجهه هي وزميلاتها إلى سوء تخطيط المؤسسات التعليمية والصحية، مما نجم عنه هوة بين مخرجات التعليم وسوق العمل.
وتؤكد معالي أن 5 فقط من مجموع الخريجات في دفعتها البالغ 43، نلن الوظيفة، اثنتان في مستشفى الحرس الوطني، ومثلهما في المستشفى العسكري، وأخرى في المستشفى التخصصي، فيما لجأت أخريات إلى العيادات الخاصة التي تمتص جهدهن.
وتشير معالي إلى أنهن تحولن إلى معاملات بيروقراطية تنتقل من أدراج وزارة الخدمة المدنية إلى وزارة الصحة، ثم إلى مديرية الشؤون الصحية دون حل يلوح في الأفق.
وتؤكد معالي إن إحدى زميلاتها التي تخرجت منذ 4 أعوام انتظرت سنة كاملة قبل أن تتعين في مجمع الرياض الطبي، على وظيفة كانت مقيدة ولفترة طويلة لطبيب متوفٍ. وتنقل على لسان زميلتها أنها اكتشفت وجود وظائف أخرى يشغرها موتى ومنتهية عقودهم.
وتتابع معالي حديثها "أنا أذهب إلى مجمع الرياض الطبي منذ 13 عاماً لعيادة الأسنان، وأرى الأجانب يعملون بدلاً عنا هناك وهم اختصاصيون وليسوا استشاريين"، مؤكدة أن الخلل تنظيمي وليس بسبب التأهيل وعدم الاختصاص، مشيرة بذلك إلى إحدى زميلاتها التي حصلت على درجة الماجستير في طب الأسنان من جامعة الملك سعود منذ عام وأصبحت حبيسة المنزل تشغل وقتها "بحفظ القرآن الكريم".
ندى باطرفي، زميلة معالي في الدفعة تؤكد أن خريجات الدفعات القادمة مصيرهن البطالة، في ظل زيادة أعداد المقبولات في كليات طب الأسنان الحكومية وإنشاء كليات أسنان خاصة، مشيرة إلى أن الحكومة خسرت كثيراً على تدريسهن لأن دراسة طب الأسنان مكلفة جداً ثم بعد ذلك لا يتاح لهن العمل. وتتساءل "كيف يتم استيعاب تلك الأعداد التي تقذفها الكليات الحكومية وكليات القطاع الخاص؟
باطرفي ملّت الوعود عن قرب توظيفهن، وآخر تلك الوعود ما سمعته في وزارة الصحة من أنه سيجري توظيفهن بنهاية عام 1426، في مراكز طب الأسنان التي يعلن عن تدشينها بين الحين والآخر عبر الصحف من قبل الشؤون الصحية بالرياض، دون أن تلمس هي أو زميلاتها إجراءات عملية مطمئنة على الأرض، رغم أن الأسماء المدرجة على قائمة الانتظار طويلة وتتضمن عدداً من خريجات دفعتين سابقتين لم تتزحزح أرقامهن قيد أنملة.
وتشير ندى باطرفي إلى إن الإجراءات في المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض بطيئة ولا يجري تحديث المعلومات بشكل دوري، بينما المناطق القريبة من الرياض، التي عادة في محيط 50 إلى 80 كيلومتراً، كالمزاحمية والعيينة والخرج، لديها وظائف شاغرة لكنه لا يتم تبليغهن بذلك.
وتورد ما حدث لها مع الشؤون الصحية بمنطقة الرياض، عندما بحثت بجهد ذاتي عن وظيفة في كل مستشفى ومركز طبي في منطقة الرياض، لتعثر في النهاية على وظيفة في أحد مراكز الرعاية الصحية الأولية في العيينة، لكنها حين عادت إلى الشؤون الصحية، وطلبت توظيفها هناك فاجأوها بأنهم لا يعلمون عن ذلك وقالوا لا بد أن نطلع الطبيبات المدرجات على قائمة الانتظار أولاً.
وتتساءل باطرفي "لماذا لا يفتحون برامج تدريب في كلية طب الأسنان من أجل التخصص؟ ثم تضيف "الوظائف الشاغرة هي فقط للاختصاصيين أما الممارس العام فلا شواغر لهم". ثم تتعجب ممن يردد من وزارة الصحة بأنهم في احتياج لتوظيف طبيبات أسنان، ولكن لا توجد اعتمادات مالية.
أما عايدة البقمي، والتي تخرجت في 17 يوليو من العام الماضي، وتعمل منذ ديسمبر الفائت في عيادات خاصة، فترى أنه لم يعد أمامهن سوى ضياع سنوات أخرى قبل أن يصبحن طبيبات أسنان، عبر دراسة البورد السعودي على حساب الطالبة، والذي تتراوح مدته من سنتين إلى 4 سنوات حسب التخصص أو دراسة الماجستير أو الابتعاث إلى خارج السعودية. لكنها تستدرك أن أملها في الوظيفة أصبح يتلاشى خاصة وأن دفعة جديدة ستتخرج في غضون 3 أشهر، وتعتقد "أن الحل يكمن في التعاون والتخطيط بين قطاعات الدولة المختلفة، لحل لغز نقص طبيبات الأسنان في المستشفيات والمراكز الصحية، على الرغم من توافر مثيلاتنا بلا عمل".
عايدة البقمي وللمفارقة أنجزت بحث التخرج الصيف الماضي والذي كان موضوعه أعداد أطباء الأسنان السعوديين من الجنسين والذي أظهر أنهم في حدود 25% فقط، بينما العدد الكلي لأطباء الأسنان كان في حدود 3000 طبيب وطبيبة من مختلف الجنسيات. وتشدد البقمي على أن الـ25% هم الذين تخرجوا فعلياً في كليات طب الأسنان، سواء كان داخلياً أو خارجياً، دون أن يعني ذلك أنهم يعملون جميعاً حالياً، مشيرة إلى أن البحث أظهر حاجة البلاد إلى مزيد من أطباء الأسنان.
لنا بدوي تخرجت وتعمل في عيادة خاصة، وعلى الرغم من حافز الـ25% عن كل مريض تعالجه، إلا أنها لا تحقق شيئاً بوصفها ممارسا عاما، والجميع يبحث عن اختصاصي أو استشاري، حيث لا تعمل إلا في تنظيف الأسنان فقط، مما يهددها بفقد مهاراتها التي تعلمتها أثناء الدراسة.
تجدر الإشارة إلى أن جميع طبيبات الأسنان السعوديات اللاتي تحدثن لـ"الوطن" لفتن الانتباه إلى أن السعودية هي الدولة العربية الوحيدة التي تستغرق دراسة طب الأسنان فيها 7 سنوات، وهو أمر يماثل دراسة الطب البشري فيما لا تتجاوز الدراسة في الدول الأخرى 5 سنوات.
[/align]