,’
في أول ليلة على دفنها , جلس في صدر المجلس كلوح فصل ٍدراسي سيّئ الاستواء ,
فمه فآغر عن آهة ضخمة , انتهت بقضم شفته السفلى متحسراً على فقدانها :
- قلتني ياجليلة !
حين كان المعزّون , والشامتون , والمستفسرون , يقفون في مواجهته لا يلمحهم تماماً,
شخوصاً يتحركون خلف ستارٍ ضبابي في ليلٍ مطير , كتلك الأخيلة التي تتراخى مع السحاب فتكتسب صفته .
عيناه زائغتان , تحاولان دفع انهمار دمع تحجّر منذ تلك الليلة .
وتحولت أذناه إلى عقربي ساعة مهمتها الدوران لاجتياز برحة الوقت ,
غير معنيتين ب التوقف للحظة واحدة لتدبر أقوال وأحداث ,
غدت مهمتها المقدسة , قطع تلك المساحة الدائرية التي لا تنتهي من رحلتها العبثية .
ص 19 – فسُوق – عبده خال .
.