-
امرأة وثقت بك أهدتك قلبها وفكرها وصورها وآخر تحركاتها وكل أسرارها وأقسمت لك أنها باتت ليلة البارحة تبكي من فرط الشوق والحب وأنها اتخذت الوسادة جسداً تُخفف به لوعة حنينها إليك وأخبرتك أنها تضع صورتك تحت رأسها وتنام كي تحلم بك وسجلت صوتك في لحظةٍ مسروقة كي تسمعه على الدوام صدّقها إن قالت لك أنها نادت شخصاً ما باسمك فاحمرّ وجهها أحياناً يفضحنا الحنين رغماً عنا يحدث أن تُنادي شخصاً باسم ليس لك لا تخن ثقتها .. قلة هم مَن يهتمون بك ويحبونك ويكونون إلى جانبك قلة هم مَن يشعرونك بقيمتك حتى ولو كانوا أقرب الناس قلة هم مَن يُضحّون بأوقاتهم وأفراحهم كي يكونوا إلى جانبك قلة هم مَن يبكون لأجل آلامك وأحزانك وحتى فشلك قلة هم مَن يحملونك من ظهر الرصيف إلى صدورهم قلة هم مَن يشترونك بمشاعرهم وأعمارهم وأفعالهم قلة هم مَن يبكون معك ويبكون لأجلك ويبكون عليك كن لها آخر رجل في الأرض كن صديقها قبل أن تكون حبيبها لا تهدي لها هدية في يوم ميلادها وتصطحبها إلى حفلة عشاءٍ فاخرة وتشاهد معها فيلماً سينمائياً وتكتفي فالمرأة حين تقع في حبٍ رجلٍ ما لم تفكر يوماً بكلّ هذه الأشياء بل كلّ أحلامها أن تجد رجلاً يجمعُ وجهها حين يبعثره الحزن أنْ تشعرَ بأنّ ثمة صدرٍ آمنٍ تستطيع أن تنام فيه حين تشعر بالارتياع أن تعلم بأنّ هناك أذناً تستمع إلى كل مشاكلها ففي الحبّ لا تتعاطى مع عقل المرأة أكثر من تعاطيكَ مع قلبها .. فالعقل - لا يزال - أضعف من أن يفهم عاطفتها ..
فهد العودة
-