[align=center]
"
احترافي بالسعودية علمني ما هو الإسلام واحترام المسلمين لشعائرهم الدينية, الجميع يترك كل شيء من أجل خمس دقائق ويعودون مسرورين, لا تقام المباريات حتى ينتهي الجميع من الفروض نظرا لأهمية الصلاة.
بهذه العبارات تحدث محترف نادي النصر البرازيلي إلتون جوزيه " المليونير الصغير" كما لقبته صحيفة "جلوبل" البرازيلية عندما أجرت معه هذا الحوار الذي حرصت" الوطن" على إعادة نشره لتتعرف الجماهير على ما تجنيه سلوكياتها النبيلة مع اللاعبين الأجانب حتى يصبحوا خير سفراء للمجتمع السعودي عند عودتهم إلى بلدانهم.
بدأ إلتون حديثه للصحيفة من خلال مشواره الاحترافي خارج البرازيل, وقال " حصلت على عرض في رومانيا وكان هناك اعتراض وتخوف من عائلتي نظرا لصغر سني حيث كنت أبلغ التاسعة عشرة من عمري, ولكن طلبت منهم منحي الفرصة لكي أجمع المال لهم ونعيش عيشه تسعدنا جميعا, وغادرت البرازيل إلى نادي بوخارست الروماني رغم أن المبلغ كان جيدا لي لكنني صدمت بعدم منحي الفرصة للعب كثيرا وكان هناك تحفظات من رئيس النادي رغم إعجاب المدرب " كوزمن الذي يدرب حالياً نادي الهلال السعودي المنافس التقليدي لفريقي الحالي النصر, وبعد انتهاء الموسم انتقلت إلى السعودية.
احترافي بالنصر
وتحدث إلتون عن انتقاله للدوري السعودي وقال :بعد انتهاء الموسم تلقيت عرضا من نادي النصر وهو عرض كبير جدا ومغر وأكثر بكثير من عرض النادي الروماني, وقبل قبولي العرض تحدثت مع عائلتي فوافقت فهم يعرفون أن هناك كثيرا من اللاعبين البرازيليين يحترفون في السعودية وجمعوا أموالا كثير من ذلك.
المال والعودة
ولم يخف إلتون أنه يعرف نادي النصر جيدا عندما كان يبلغ من العمر 12 عاما وكان وقتها يلعب بنادي كورنثيناز البرازيلي في فريق الناشئين وعرف نادي النصر عندما واجه نادي كونثيناز البرازيلي في كأس العالم وكنت وقتها أشجع فريقي البرازيلي ومرت الأيام واحترفت بالنادي الذي كنت اهتف ضده ولم يخطر ببالي يوما أن ألعب في النصر بعد ثمانية أعوام, وقال " وافقت على عرض النصر الذي ينتهي عقدي معه في شهر يوليه 2009 , ذلك التوقيت الذي أريد فيه أن أعود للبرازيل لأنني سئمت من الغربة رغم أنها جلبت لي مالا كثيرا, لكن المال لا يكفي في كثير من الأحيان ".
وأكد إلتون أنه سعيد بمشاركته مع نادي النصر الذي حقق معه البطولة الأولى للفريق منذ أكثر من عشرة أعوام, وقال " عند نزولي مطار الرياض تفاجأت بالكم الهائل من جماهير نادي النصر ولكن مع الأسف لا أعرف ماذا يقولون ولكن من تعابير وجوههم عرفت أنهم سعداء بقدومي لناديهم.
هذا يؤلمني
وتحدث عما يعكر صفوه من جماهير النصر, وقال " الجماهير في أي بلد بالعالم دائما تطالب اللاعب أن يكون على مستوى واحد في النجومية وهذه مشكلتي مع جماهير النصر التي أكن لهم كل حب رغم أنهم يغضبون مني بعض الأحيان لأنني لم أقدم المستوى المطلوب في بعض المباريات وهم لا يعرفون أنني أعاني كثيرا من حرارة الجو التي تصل في بعض الأحيان إلى 49 درجة مئوية وهذه تؤثر على أداء اللاعب وأنا غير متعود على مثل هذا الجو, وكذلك هناك بعض الأندية التي نلعب معهم في جو رطب جدا وحار وهذا يؤثر وأنا أتضايق من هذا لأنهم يظنوني أنني غير مبال".
وأضاف إلتون " جماهير نادي النصر كبيره ويملؤون مدرجات أي ملعب نذهب إليه في السعودية وهذا الشيء الذي يؤلمني لأنني فعلا أحببت هذا الجمهور وهم أيضا أحبوني.
ليلة الكاميرا
وتذكر إلتون حادثه مضحكة ومرعبة له بنفس الوقت وقال بعد وصولي للسعودية بأسبوع كنت أسكن في أحد الفنادق وكان جوار الفندق سوق كبير جدا ففكرت أن أذهب لهذا السوق وألتقط صورا بكاميرا الفيديو لأنني كنت معجبا بشكل هذا السوق وبنائه, وقال " ذهبت للسوق وكان رائعا جدا من الداخل ومليء بالزوار وبدأت أصور بالفيديو وفجأة التف حولي رجال الأمن ولا أعرف ماذا يريدون فهم يتكلمون العربية ويظنوني أنني عربي, وللحقيقة كنت خائفا جدا فأخذوا مني الكاميرا, ووقتها لم يكن معي مترجم وكنت وحيدا فأخذوني إلى مكتب الأمن, وحتى أرقام المسؤولين بنادي النصر ليست معي بل بالفندق, وهم فهموا مني عندما قلت أنا برازيلي وتذكرت وقلت لهم أنا في النصر فطلبوا مني أن أستريح قليلا وبعد ربع ساعة أعطوني الكاميرا وفهمت منهم بلغة الإشارة أن التصوير ممنوع فذهبت مسرعا للفندق بعد أن دب الخوف في نفسي ومن ذلك الوقت لا أحمل كاميرا إلى الأسواق".
عزلة ومعسكرات
وتحدث إلتون عن وقت فراغه, وقال " لدي وقت فراغ كبير حيث لا نتدرب في الصباح, وفي المساء نتدرب لمدة ثلاث ساعات ومن ثم نذهب إلى منازلنا وهذا أمر أتعبني فالوقت طويل ولا يوجد لي أصدقاء وأغلب زملائي اللاعبين السعوديين لهم التزاماتهم ومسؤولياتهم فلا يزوروني, لهذا كنت أتمنى أن تكون هناك كل يوم مباراة بسبب المعسكر الذي يسبقها, فهو الوسيلة الوحيدة التي تجمعني مع زملائي فجميعهم رائعون رغم عدم التفاهم الكبير بسبب اللغة إلا أنني أعرف وهم يعرفون ما أريد ".
وأضاف إلتون " أستطيع القول إنني تعلمت الشيء الكثير من تواجدي بالسعودية , في مقدمة ذلك تعرفي على الدين الإسلامي عن قرب , وما رأيته أن الشباب الذين تعاملت معهم رائعون وغير متشددين , فتراهم يؤدون صلواتهم بانتظام مما يجعلهم دائماً سعداء , كما أن علاقتهم مع غير المسلمين مثلي رائعة فلا يشعرونهم بأي نقيصة أو يحدثونهم في شؤون دينهم وما بين الدينين من اختلافات , وهذا الأمر جعلني أعرف المسلمين عن قرب بشكل جيد ".
[/align]