الـــشــعــر في وداع الصيــام
[poem=font="Simplified Arabic,5,orange,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="none,5,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
شهر الصيام لقد كرُمت نزيلا
ونويت من بعد المقام رحيلا
وأقمت فينا ناصحا ومؤدبا
وشفيت منّا بالفؤاد غليلا
نبكيك يا شهر الصيام بأدمع
تجري فتحكي في الخدود سيولا
أسفا على الأنس الذي عوّدتنا
وصنيعِ فعلٍ لا يزال جميلا
شهر الأمانة والصيانة والتقى
والفوز فيه لمن أراد قبولا
تبكي المساجد حسرة وتأسفا
إذ عُطّلت من أُنسه تعطيلا
فيه الجِنان تفتّحت لقدومه
وتزيّنت ولدانها تحفيلا
وتفيأت أشجارها بظلالها
وقطوفها قد ذللت تذليلا
والحور للصوّام يشتقن اللقا
والوصل والتقريب والتعجيلا
والنار يغلق بابها من أجله
إذ زاده رب العلا تبجيلا
والمارد الشيطان فيه قد غدا
عن صائميه مصفدا مغلولا
طوبى لمن قد صح فيه صيامه
ودعا المهيمن بكرة وأصيلا
وبليله قد قام يختم ورده
متبتلا لإلهه تبتيلا
يرتاح فيه إلى الخطاب وقد غدا
يتلو الكتاب مرتلا ترتيلا
يبكي لفرقة شهره أسفاً على
تقصيره إذ لم ينل تحصيلا
شهر يفوق على الشهور بليله
عن ألف شهر فُضّلت تفضيلا
هي ليلة مستغنم أوقاتها
وتنزلت أملاكها تنزيلا
يا فوز عبد قد رآها مرة
في عمره إذ أدرك المأمولا
من قامها يغفر له ما قد مضى
من ذنبه وينال فيها السولا
فاجهد عساك تنالها فيما بقى
بالجد واحذر أن تكون غفولا
واسأل إلهك برّه ونواله
يعطيك فضلا من لدنه جزيلا[/poem]