|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راعي الوفا
الله يحيي باحثنا المميز والقدير
لدي بعض الاسئله لو سمحت لي
ماهي تفاصيل مناخ الحرمليه ؟
ـــــــــــــــ
هناك من يقول بأن شيخة الرباعين ضعفت في وقت الامير / عبدالرحمن بن تركي . هل هذا صحيح ؟
ـــــــــــــ
من هو هنيدس الروقي الموجود في المصادر القديمه
او بمعنى اصح ... من هم احفاده الان ؟
ـــــــــــــ
أول من حدر بعتيبه من الحجاز إلى نجد هل هو بن حميد او بن ربيعان ؟
اقصد حدور الإستقرار اللذي لارجعة بعده
بغض النضر عن الاساعده وحدورهم او الحدور والعوده
ـــــــــــــــــ
هناك سؤال سابق عن زكاة عتيبه لأبن رشيد .. إذا كانت صحيح بودنا انك تعطينا تفاصيلها
ومشكور على سعة صدرك ..
|
الله يبقيك يا أخي العزيز
سؤالك الاول عن الحرملية :
لديّ تفاصيل دقيقة عن أحداث هذا المناخ وأسبابة وتطور أحداثه ونتائجه وماوقع فيه من أحداث , ودليل مصغر بجغرافيا أرض المناخ وتغير مجرياته وماقيل فيه من خلال روايات عن من حضروا هذا المناخ من جميع أطرافه , لكن أجد أن من مبادىء البحث عندي عدم نشر ذلك .
بالنسبة لتواريخ المشيخات , وعوامل القوّة والضعف في عمرها الزمني , وجميع مايعتبر جزء من تاريخ القبيلة عموما , فهذا أمر يتطلب دراسة جادة وتعمّق وتحليل وقائع ومقارنات بالسوابق واللواحق , وتفصيل جوانب يصعب حصرها , ههنا , وفي مثل هذه المساحة .
أما عن هنيدس فهو أحد شيوخ القبيلة ممن كان لهم ذكر في بعض المصادر التاريخية الحجازية مطلع القرن الثاني عشر الهجري وقد قتل بمكة عام 1116هـ وكادت أن تحدث فتنة في مكة بسبب مقتله بين أتباعة وبين فريق آخر لولا تدخل الشريف ومنعه لهم , أما أحفاده اليوم فهم الهنادسة فرع من فداعسة العضيان .
سؤالك عن المحدار :
عتيبة قبيلة كبيرة ذات تاريخ عريق , وسبق لي أن أجبت عن هذا السؤال , وأؤكد هنا على أن الدارس لموضوع المحدار , كجزء أساسي من تاريخ القبيلة يجب عليه أن يتأنى وأن يستحضر معايير البحث العلمي الإستقصائي الرصين بشكل لايستثني فيه فرع أو مجموعه أو أسماء أو نغظ الطرف عن جزء ونطلقه في جزء آخر .
أما ماذكرت من أسماء لأسرتين لهما باعهما وتاريخهما الذي يعتبر مع بقية الأسر الشهيرة في سماء القبيلة ,من أجزاء هذا البناء الشامخ الداخل في موضوع الدراسة لأي بحث , يخص هذه القبيلة العزيزة.
سؤالك عن الزكاة :
موضوع الزكاة ياعزيزي موضوع طويل , فالزكاة كما تعلم ركن من أركان الدين الحنيف , ومن أراد تعطيله وجب على الإمام إستخراجه حتى لو أدى الأمر للقتال , كما فعل الصديق رضوان الله عليه بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم , في حربه لمرتدة العرب من من منعوا أداء الزكاة والأثر المعروف للصديق ( والله لو منعوني عقال بعير ..الخ), ومن أعظم الآثار المترتبة على أداء الزكاة كما بيّن السلف الصالح , البركة في المال والرزق ..الخ من الآثار المعلومة أو التي استأثر الله بعلمها , هذا من جانب .
الجانب الآخر في الإجابة على سؤالك أن إمارة الجبل كانت في ظل تبعية الدولة السعودية الأولى والثانية , وما أبن رشيد إلا منصوب للإمام فيصل بن تركي فقد كان الأمراء عبد الله بن رشيد وأبنه طلال وكذا متعب ومن ثم بندر الطلال في إمارتهم تحت غطاء الإمام السعودي , لكن في عهد الأمير محمد بن رشيد حدثت أحداث في نجد يطول شرحها أدّت إلى إستقلال إمارة الجبل , ثم ما أعقب هذا الاستقلال من مصادمات ومعارك بين الإمام عبد الله بن فيصل والأمير محمد بن رشيد , حيث وقفت قبيلة عتيبة بثقلها إلى جانب الإمام عبد الله , لكن بعد وقعة المليدا عام 1308هـ ثم حريملا 1309هـ وأستيلاء أبن رشيد على كافة مناطق نجد بما فيها الرياض , فكانت زكاة البادية والحاضرة تؤدى إليه من تخوم الشام الى جنوب نجد ما عدا الأحساء والحجاز , وكان من أسباب هذا الإتساع في رقعة أمارة الجبل في عهد محمد هو ما قام به الأمير محمد بن رشيد من توطيد لعلاقاته بالسلطان عبد الحميد , الذي رأى فيه أمير يعتمد عليه , في تلك المنطقة بأسم الدولة , وبارك له السلطان مكانته وأيده فيها وتبادل الهدايا والعطايا بينهما في الفترة الأخيرة من أمارة الأمير المذكور , وفي أمر الزكاة كان يصطدم أحيانا مع أشراف مكة ومع باشوات الأحساء في بيان الحدود الأقليمية لممارسة أمر جباية الزكاة , فكان كثيرا مايكون التداخل والإشكال في هذا الموضوع , فكان في تلك الفترة بعضا من فروع عتيبة في نجد يؤدي الزكاة لإبن رشيد وأحيانا تعصي عليه بل وتحاربه تارة أخرى , وشواهد ذلك كثيرة في المصادر والوثائق العثمانية , والعربية ,وعرائض الأحتجاج والشكاوي كثيرة و يطول شرحها .
وفي الحقيقة أن الأمير محمد بن رشيد كان من الأمراء المشهود لهم بالصلاح , فكان يحب العلماء ,ويجمع زكاة الحاضر والباد , وهذا الأمر معلوم الفائدة لدى عموم المسلمين , فإذا أديت الزكاة ظهرت البركة في الزرع والضرع ,وهي من أسباب رضى الله عن عباده وإنزال الغيث بأمره , وهناك شبه إجماع من قبل المؤرخين على عموم الخصب والوفرة في الأموال من سائمة الأنعام والثمر مايطول شرحه خلال فترة حكم الامير محمد بن رشيد حتى وفاته عام 1315هـ ,ثم جاء عبدالعزيز المتعب الرشيد الذي عصت عليه كثير من البوادي والحواضر رغم شجاعته وقوته العسكرية لكنه كان يفتقد للحكمة وفي اللين مع الرعية , حتى ظهر في الرياض ميلاد مجد جديد بعودة الأسد إلى عرينه عبدالعزيز بن عبدالرحمن في أرض أباءه وأجداده , فكانت قبيلة عتيبة من أوائل من بايع وساند الملك , والفرق كبير والبون شاسع بين الملك وخصمه فالملك عبدالعزيز إذا عاقب فإنه يعاقب كما يعاقب الأب أبنه دون إسراف في القتل والسلب , بعكس أبن رشيد الذي كان يقول ليس عندي للبدو ( الا الحافر وصنع الكافر ) , صحيح أنه قوي عسكريا لكن هذا لايكفي بل بالعكس فهو يعقب أنتصاره العسكري بعمليات تعقب لفلول المنهزمين ويثخن فيهم قتلا وسلبا فتذهب فائدة الانتصار العسكري وتتحول العداوة الى أشد من قبل , اما الملك عبدالعزيز غالبا مايتبع إنتصاره العسكري بإنتصار سياسي , فتجده بعد تأديبه لأحد القبائل يأمر ببناء الصيوان وإذا بنٌي الصيوان أتاه كثير من أبناء القبيلة يعتذرون ويجددون الولاء ويأمر الملك بإرجاع ما أخذ منهم , فيخرج بإنتصار سياسي , فكان كالأب الرحيم في تأديب أحد أبناءه من من يقترف أمرا يستحق عليه التأديب , وهذا من أسرار حب الولد لوالده والوالد لولده , فرحم الله الملك عبد العزيز ورحم جميع موتى المسلمين .