إنّ الآيات السابقة تهديني وتدلني وترشدني إلى أمور أذكر منها :
1-من يصرف شيئا من العبادة لغير الله فإنه قد ظلم نفسه ظلما عظيما والظلم ظلمات يوم القيامة قال تعالي{إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }يونس 44
وقال سبحانه وتعالى {ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ }يونس52
2-إن الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعا لمن يشاء من عباده إلا من أشرك معه في العباده فإنه لا يغفر له ويحرم عليه الجنة إذا مات على شركه ولم يتوب فإن التوبة تجب ما قبلها قال تعالى : {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53
فرحمة الله وسعت كل شيء حتى المشرك إذا تاب من ذنبه في حياته وقبل مماته .
3-يجب على كل مسلم أن يكون لديه يقين كامل بأن اليهود والمشركين هم أشد عداوة للمؤمنين الذين ءامنوا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نبيا ورسولا .
" وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى "
وذكر تعالى لذلك عدة أسباب.
منها: أن " مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا " أي: علماء متزهدين, وعبادا في الصوامع متعبدين.
والعلم مع الزهد, وكذلك العبادة - مما يلطف القلب ويرققه, ويزيل عنه ما فيه, من الجفاء والغلظة, فلذلك لا يوجد فيهم غلظة اليهود, وشدة المشركين.
ومنها: أنهم " لَا يَسْتَكْبِرُونَ " أي: ليس فيهم تكبر ولا عتو, عن الانقياد الحق.
أما العداوة التي نشاهدها اليوم من النصارى فهم نصارى بالاسم فقط وإلا فإن حقيقتهم ملاحده وعلمانيين وغيرذلك من الأفكار والمعتقدات التي اعتقها كثير من النصارى اليوم فجعلتهم صفا واحدا مع اليهود والمشركين ضد المسلمين
4- المؤمن الحق يدعو أهل الكتاب من اليهود والنصارى ومن جرى مجراهم بالحكمة والرفق إلى إفراد العبادة لله وحده لا شريك له وترك طاعة وعبادة غير الله من وثن وصنم وصليب وطاغوت وغير ذلك
5- على المسلم أن يعتز بدينه ويظهره للناس كافة وإذا قابل يهودي أو نصراني يشهده بأنه مسلم يعبد الله وحده لا شريك له وإن الدين عند الله الإسلام وأنه مخلص لله لا كما يفعله البعض من المسلمين اليوم من الخزي والوهن والإخلاص لغير الله حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلوه
يتبع إن شاء الله تعالى